العُلا.. شواهد حية وأصول ثقافية صاغتها حضارات منذ 200 ألف عام
ما إن تطأ قدماك مدينة العلا، ينتابك الذهول وأنت تتجول في متحف مفتوح؛ يختزن منطقة آثار ضخمة يعود تاريخها لأكثر من 200 ألف عام، وتنعم بآثار طبيعية وتراث عريق، تعمل الهيئة الملكية لتهيئتها سياحياً لاستقبال اكثر من 400 ألف سائح سنويًا من مختلف البلدان، ضمن رؤية 2030 وتُعد متحفاً مفتوحاً مليئاً بالمعالم التي تجذب محبي الأصالة والعراقة، ومكتشفي الحضارات، وتقع المدينة الأثرية شمال المملكة العربية السعودية، وتتبع منطقة المدينة المنورة إداريًا.
«» جالت داخل أهم المعالم السياحية في العلا لتجد معلم «دادان»مقابر الأسود أو المدافن وواحة النخيل والحفريات الأثرية والتماثيل التي تعيدك لزمن وحضارة بعيدة كانت هنا واندثرت، أما في البلدة القديمة فيمكنك مشاهدة حضارة عريقة استمرت لآلاف السنين حيث المنازل والمتاجر التي تُعرض لك مشاهد حية من سير الحياة بهذا العصر. وفي منطقة «الحجر» التي تعد الحاضنة لأسرار حضارة الانباط، بعد دراسة معالمها الآثرية، كما تكشف عن الطقوس الدينية في تلك الفترة القديمة، ومعيشتهم، وشعائر دفن موتاهم، وتاريخ لغتهم، كل ذلك تجده في مدينة العلا أو ما تسمى مدائن صالح وأشهره تلك الجبال المنحوتة والمليئة بالمقابر «جبل أثلب، جبل الأحمر، جبل البنات، المدافن الأثرية، النقوش، الآبار، السور الدفاعي والبوابات».
وفي مكان آخر من العلا تجد النحت واضحاً في جبل عكمة من النقوش والمنحوتات التي تتحدث عن عصر الدادانيين واللحيانيين، والتي توضح أصول اللغة العربية.
أما جبل الفيل أحد أهم الأماكن التاريخية يعد الأكثر زيارة للسواح، وهو بشكل صخرة لونها يميل إلى اللون الأحمر، يبلغ ارتفاعها 50 متراً عن سطح الأرض، وقد سُميت صخرة الفيل العلا بهذا الاسم لأنها تشبه حيوان الفيل في تكوينها، ويُعتبر هذا الجبل من المعالم الجيولوجية النادرة بصحاري العلا في السعودية.
وتسعى الهيئة الملكية لمحافظة العلا حاليا إلى تطوير وتحسين تراث العلا؛ لتكون الوجهة السياحية الأولى في الشرق الأوسط لتضعها على خارطة السياحة العالمية.