“سبيس إكس” تتجه لبيع أسهم داخلية بتقييم يفوق 500 مليار دولار

تجري شركة سبيس إكس (SpaceX) محادثات لبيع أسهم للمستثمرين الحاليين في صفقة قد ترفع تقييم الشركة إلى مستويات غير مسبوقة، متجاوزةً بذلك تقييم شركة الذكاء الاصطناعي أوبن إيه آي (OpenAI). وتهدف هذه الخطوة إلى توفير سيولة للموظفين والمساهمين الأوائل في شركة الصواريخ والأقمار الصناعية، التي تقود حاليًا قطاع الفضاء.
وتأتي هذه المحادثات بعد فترة وجيزة من إعلان الشركة عن أرباح قوية وتقدم ملحوظ في مشاريعها الرئيسية، بما في ذلك شبكة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية ستارلينك (Starlink). وقد ناقش مجلس إدارة سبيس إكس تفاصيل العرض المحتمل خلال اجتماع عُقد في مقر الشركة بولاية تكساس، مع إمكانية تعديل الشروط بناءً على الاهتمام من الأطراف المعنية.
تقييم سبيس إكس يتجاوز حاجز 500 مليار دولار
تشير التقديرات الأولية إلى أن الصفقة قد تُقيم سبيس إكس بنحو 560 مليار دولار، بناءً على سعر 300 دولار للسهم الواحد. هذا يمثل زيادة كبيرة مقارنة بالتقييم السابق البالغ 400 مليار دولار والذي تم تحديده في يوليو الماضي. ومع ذلك، لا تزال تفاصيل الصفقة قابلة للتغيير، وقد تصل إلى تقييمات أعلى.
وبحسب تقارير صحفية، فإن بعض التقديرات الأولية أشارت إلى تقييم قد يصل إلى 800 مليار دولار، لكن بلومبرغ لم تتمكن من التحقق من هذه الأرقام بشكل مستقل. ويرجع هذا التقييم المرتفع إلى النمو السريع للشركة وريادتها في مجالات متعددة، بما في ذلك إطلاق الصواريخ وخدمات الإنترنت الفضائي.
وقد انعكست أخبار التقييم الإيجابي على أسهم شركة إيكوستار كورب (EchoStar Corp)، التي شهدت ارتفاعًا ملحوظًا بعد إعلانها عن صفقة مع سبيس إكس لشراء تراخيص نطاقات تردد مقابل 2.6 مليار دولار، بالإضافة إلى اتفاق سابق بقيمة 17 مليار دولار. تُظهر هذه الصفقات الأهمية المتزايدة لشبكة ستارلينك وتأثيرها على قطاع الاتصالات.
دور ستارلينك في زيادة التقييم
تعتبر شبكة ستارلينك، التي تضم أكثر من 9000 قمر صناعي، محركًا رئيسيًا للنمو في سبيس إكس. وتقدم هذه الشبكة خدمات الإنترنت عالية السرعة في المناطق النائية والمحرومة من الوصول إلى البنية التحتية التقليدية. وتتفوق سبيس إكس في هذا المجال على منافسين مثل أمازون ليو (Amazon Leo).
لقد ناقشت إدارة سبيس إكس في الماضي إمكانية فصل ستارلينك وتحويلها إلى شركة مستقلة يتم تداولها في البورصة. ومع ذلك، أعرب إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي للشركة، عن تردده في هذه الخطوة. وفي وقت سابق من هذا العام، صرح بريت جونسن، المدير المالي للشركة، بأن طرح ستارلينك للاكتتاب العام قد يحدث “على الأرجح في السنوات المقبلة”.
بالإضافة إلى ذلك، تشير التقارير إلى أن سبيس إكس تستهدف طرحًا عامًا أوليًا للشركة بأكملها في النصف الثاني من العام المقبل. وهذا سيسمح للمستثمرين بفرصة أكبر للاستثمار في الشركة والمشاركة في نموها المستقبلي.
تواصل سبيس إكس تطوير صاروخ “ستارشيب” (Starship)، وهو أكبر وأقوى صاروخ يتم تطويره على الإطلاق. يهدف هذا الصاروخ إلى إطلاق أعداد كبيرة من أقمار ستارلينك الصناعية، بالإضافة إلى نقل البضائع والبشر إلى القمر والمريخ. يمثل ستارشيب خطوة حاسمة في تحقيق رؤية ماسك الطموحة لاستعمار الفضاء.
تعتبر سبيس إكس حاليًا الشركة الرائدة في مجال إطلاق الصواريخ، بفضل صاروخ فالكون 9 (Falcon 9) الذي أثبت موثوقيته وكفاءته في إطلاق الأقمار الصناعية ورواد الفضاء إلى المدار. وتواصل الشركة الابتكار وتطوير تقنيات جديدة لخفض تكاليف الوصول إلى الفضاء وزيادة إمكانية استكشاف الفضاء.
من المتوقع أن تشهد سبيس إكس المزيد من النمو والتوسع في السنوات المقبلة. وتعتبر الشركة في وضع جيد للاستفادة من الطلب المتزايد على خدمات الفضاء، سواء من الحكومات أو الشركات الخاصة. ومع استمرار تطوير تقنيات جديدة مثل ستارشيب، فإن سبيس إكس تسعى إلى ترسيخ مكانتها كشركة رائدة في مجال استكشاف الفضاء.
في الختام، فإن محادثات بيع الأسهم الداخلية في سبيس إكس تمثل خطوة مهمة نحو توفير السيولة للمستثمرين الأوائل وتعزيز مكانة الشركة كأحد أكثر الشركات الناشئة قيمة في العالم. ومع ذلك، لا تزال تفاصيل الصفقة غير نهائية، ويتعين متابعة التطورات المستقبلية لمعرفة ما إذا كانت الصفقة ستكتمل بالشروط المقترحة.

