العليمي للسفراء: تحركات «الانتقالي» الأحادية تهدد مسار الاستقرار في اليمن

عقد الرئيس اليمني رشاد العليمي اجتماعات مكثفة مع السفراء المعتمدين لدى بلاده، حذرهم خلالها من التهديدات التي تشكلها التحركات الأحادية للمجلس الانتقالي الجنوبي. وجاء هذا التحذير في ظل تصاعد التوترات في جنوب اليمن، وتحديداً رداً على خطوات المجلس الأخيرة التي يعتبرها البعض تحدياً لسلطة الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً. الرئيس العليمي دعا إلى موقف دولي موحد يدعم الحكومة اليمنية ويساهم في منع أي تصعيد إضافي، خاصةً في المناطق الشرقية من البلاد.
الاجتماعات، التي جرت في العاصمة المؤقتة عدن خلال الأيام القليلة الماضية، ركزت بشكل خاص على المخاوف المتعلقة باستقرار اليمن وتهديد العملية السياسية الجارية. وشدد العليمي على أهمية دعم جهود السلام التي ترعاها الأمم المتحدة، وحث الدبلوماسيين على حث أطراف الصراع على الانخراط بشكل بناء في المفاوضات. هذه التطورات تأتي في لحظة حرجة بالنسبة لليمن، حيث تسعى البلاد للخروج من سنوات من الحرب والصراع.
تحذيرات الرئيس العليمي من المجلس الانتقالي الجنوبي
الرئيس العليمي عبّر عن قلقه العميق إزاء الإجراءات الأخيرة التي اتخذها المجلس الانتقالي الجنوبي، والتي يراها تهديداً مباشراً لوحدة اليمن ولسلطة الدولة المركزية. تتضمن هذه الإجراءات، وفقاً لمصادر في الحكومة اليمنية، تعزيز النفوذ الأمني والإداري في المناطق الجنوبية، وتعيينات جديدة لا تتم بالتشاور مع الحكومة المعترف بها.
تفاصيل المخاوف الحكومية
تتركز مخاوف الحكومة اليمنية حول عدة نقاط رئيسية. أولاً، الخشية من أن تسعى قيادة المجلس للانفصال أو الحصول على حكم ذاتي واسع النطاق يضعف من سلطة الدولة المركزية. ثانياً، القلق من أن يؤدي هذا التصعيد إلى تفاقم الوضع الأمني والإنساني المتدهور بالفعل في اليمن. وثالثاً، الشكوك حول مدى التزام المجلس بالعملية السياسية المشتركة.
بالإضافة إلى ذلك، حذر العليمي السفراء من خطر التصعيد في المناطق الشرقية من اليمن، خاصةً مع استمرار التوترات بين القوات الحكومية والجماعات المسلحة المدعومة من إيران. ويرى مراقبون أن أي تصعيد جديد في الشرق قد يعقد جهود السلام ويؤدي إلى تدخلات إقليمية أعمق.
ودعا العليمي المجتمع الدولي إلى لعب دور أكثر فاعلية في دعم الحكومة اليمنية وممارسة الضغط على جميع الأطراف لوقف التصعيد والانخراط في مفاوضات جادة. كما أكد على أهمية احترام سيادة اليمن ووحدة أراضيه.
يأتي هذا التحذير في سياق جهود الحكومة اليمنية لإعادة فرض سلطتها في جميع أنحاء البلاد، بعد سنوات من الحرب الأهلية والانقسامات الداخلية. وفي هذا الصدد، تولي الحكومة أهمية خاصة لدعم السلام والاستقرار في جنوب اليمن، حيث يسيطر المجلس الانتقالي الجنوبي على معظم المناطق.
من جهته، يرى المجلس الانتقالي الجنوبي أن خطواته تهدف إلى تحسين إدارة المناطق الجنوبية وتلبية احتياجات السكان المحليين. ويؤكد المجلس أنه لا يسعى للانفصال، بل يطالب بحكم ذاتي أوسع يتناسب مع خصوصية الجنوب وتاريخه.
تصريحات العليمي تتماشى مع الجهود الدبلوماسية التي تبذلها الحكومة اليمنية للحصول على دعم دولي لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية. وتسعى الحكومة، بدعم من السعودية والإمارات العربية المتحدة، إلى إقناع المجتمع الدولي بضرورة دعم جهود السلام والاستقرار في اليمن، ومنع أي خطوات قد تهدد وحدة البلاد.
ووفقاً لبيان صادر عن مكتب الرئيس، فقد تمت مناقشة الأبعاد الإنسانية للأزمة اليمنية خلال الاجتماعات مع السفراء، وتأثير الصراع على المدنيين. كما تم التأكيد على أهمية توفير المساعدات الإنسانية العاجلة للمتضررين من الحرب، وضمان وصولها إلى جميع المحتاجين في جميع أنحاء البلاد.
الوضع في اليمن لا يزال معقداً للغاية، مع وجود العديد من الأطراف المتنازعة والتوترات الإقليمية المتصاعدة. ويشكل تصعيد التوترات بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي تهديداً إضافياً لعملية السلام والاستقرار في البلاد.
السلطات اليمنية تشدد دائماً على أهمية الحفاظ على وحدة الأراضي اليمنية. الرئيس العليمي يرى أن المجلس الانتقالي الجنوبي يمثل تحدياً كبيراً لهذا الهدف. وبالتالي، يركز على حشد الدعم الدولي لمنع أي خطوات أحادية من شأنها تعقيد الوضع. إضافة إلى ذلك، الأزمة اليمنية تحتاج إلى حل سياسي شامل يضمن مشاركة جميع الأطراف في السلطة والموارد.
يراقب المراقبون أيضاً الدور الإقليمي في اليمن، بما في ذلك الدور الذي تلعبه السعودية والإمارات العربية المتحدة. وهم يتساءلون عما إذا كان بإمكان هذه الدول لعب دور أكثر فاعلية في الوساطة بين الأطراف المتنازعة، وإيجاد حلول سياسية للأزمة. الوضع الاقتصادي المتدهور في اليمن، والذي تفاقم بسبب الحرب، يمثل أيضاً تحدياً كبيراً. والعديد من المخاوف تتعلق بمستقبل الاستقرار الاقتصادي في البلاد.
من المتوقع أن تستمر الحكومة اليمنية في جهودها الدبلوماسية لحشد الدعم الدولي، وأن تواصل الحوار مع المجلس الانتقالي الجنوبي بهدف التوصل إلى اتفاق سياسي. ومع ذلك، لا تزال هناك العديد من العقبات التي تحول دون تحقيق هذا الهدف، بما في ذلك الخلافات العميقة بين الأطراف المتنازعة والتصعيدات الأمنية المتكررة. ومن الضروري مراقبة التطورات على الأرض عن كثب، وتقييم مدى التزام جميع الأطراف بالعملية السياسية.

