واشنطن: الصين ملتزمة بشروط الاتفاق التجاري وتنفذ تعهداتها

أكد الممثل التجاري للولايات المتحدة، جميسون غرير، أن الصين تلتزم حاليًا بشروط الاتفاقيات التجارية الثنائية المبرمة مع واشنطن، وذلك في ظل مراقبة أمريكية مستمرة لتنفيذ هذه التعهدات. وتأتي هذه التصريحات في سياق الجهود المبذولة للحفاظ على استقرار العلاقات التجارية بين البلدين، خاصة فيما يتعلق بمشتريات المنتجات الزراعية الأمريكية مثل فول الصويا. ويُعد هذا الموضوع جزءًا من اتفاق أوسع نطاقًا يهدف إلى تخفيف التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وهو اتفاق يتضمن جوانب متعددة مثل حماية الملكية الفكرية وإزالة الحواجز التجارية.
وقال غرير في تصريحات لشبكة فوكس نيوز، إن التعهدات الصينية “محددة للغاية” مما يسهل عملية الرقابة والتحقق من الالتزام بها. وأضاف أن الصين أنجزت بالفعل ما يقارب ثلث التزامها بشراء فول الصويا لهذا الموسم الزراعي، مشيراً إلى أن هذا يشكل مؤشرًا إيجابيًا على تنفيذ الاتفاق. ومع ذلك، يظل بعض الجوانب الأخرى للاتفاق معلقة، بما في ذلك مشتريات فول الصويا الإضافية، ومصير تطبيق “تيك توك” وقضية تصدير المعادن الأرضية النادرة.
مستقبل اتفاق التجارة بين الولايات المتحدة والصين: فول الصويا ومراقبة مستمرة
تأتي هذه التصريحات بعد مكالمة فيديو أجراها كل من وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت، والممثل التجاري جميسون غرير مع نائب رئيس الوزراء الصيني خه ليفينغ. وذكرت وكالة أنباء شينخوا الصينية أن المسؤولين ناقشوا “بشكل معمق وبناء” سبل الحفاظ على استقرار العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، مع معالجة المخاوف الخاصة بكل طرف. وتعد هذه الاتصالات جزءًا من جهود دبلوماسية مستمرة تهدف إلى إدارة التوترات التجارية وتجنب التصعيد.
تطورات مشتريات فول الصويا
على الرغم من التزام الصين الظاهر، فقد أشارت تقارير سابقة إلى تباطؤ في وتيرة مشتريات فول الصويا الأمريكي. وذكرت وكالة بلومبرغ أن عمليات الشراء توقفت بعد فترة من النشاط في أواخر شهر أكتوبر الماضي. ومع ذلك، أكد بيسنت أن أسعار فول الصويا ارتفعت بالفعل بنسبة 12 إلى 15 بالمئة منذ التوصل إلى الاتفاق مع الصين. وذكر بيسنت أيضًا أنه قام بالتخلي عن حصته في مزرعة فول صويا لضمان الامتثال للإجراءات الأخلاقية المتعلقة بمنصبه.
مخاوف أمنية بشأن رقائق الذكاء الاصطناعي
بالإضافة إلى ملف فول الصويا، أعرب غرير عن حاجة الولايات المتحدة إلى توخي الحذر فيما يتعلق بصادرات رقائق الذكاء الاصطناعي المتقدمة إلى الصين. وأشار إلى أن هذه القضية تتجاوز المصالح التجارية للشركات، وتتعلق بالأمن القومي الأمريكي. وفي هذا السياق، ذكر أن الإدارة الأمريكية قد تفرض قيودًا على بعض أنواع الرقائق، مع بقاء طبيعة ومستوى هذه القيود قيد المناقشة والتعديل المستمر.
وبحسب تصريحات غرير، فإن القرار النهائي بشأن هذه القيود سيراعي التوازن بين حماية الأمن القومي وتعزيز المصالح التجارية للشركات الأمريكية. ومع ذلك، أكد على أن الأمن القومي يظل الأولوية القصوى في هذه المسألة. وتأتي هذه التحذيرات في ظل مخاوف متزايدة بشأن استخدام الصين للتقنيات المتقدمة في أغراض عسكرية أو أنشطة تهدد الأمن القومي الأمريكي.
من المنتظر أن تعلن إدارة الرئيس ترامب تفاصيل خطتها لدعم المزارعين في الأسبوع الحالي. وتتضمن هذه الخطة مجموعة من الإجراءات المالية واللوجستية التي تهدف إلى مساعدة المزارعين المتضررين من التوترات التجارية. وستشمل الخطة أيضًا إجراءات لدعم صادرات المنتجات الزراعية الأمريكية إلى الأسواق العالمية، بما في ذلك الصين.
في الختام، تشير التطورات الأخيرة إلى التزام الصين بتنفيذ الاتفاقيات التجارية مع الولايات المتحدة، ولكن مع وجود بعض الجوانب التي لا تزال قيد التنفيذ. ستظل المراقبة المستمرة من قبل الولايات المتحدة، بالإضافة إلى الحوارات الدبلوماسية، عناصر أساسية في إدارة العلاقة التجارية بين البلدين. ومن المتوقع أن تركز المناقشات المستقبلية على تسريع وتيرة مشتريات فول الصويا، وحل قضايا متعلقة بالتكنولوجيا، وتقييم المخاطر الأمنية المحتملة. وسيكون من المهم متابعة رد فعل الصين على القيود المحتملة على صادرات الرقائق، وكيف ستؤثر هذه القيود على التوترات التجارية الشاملة.

