Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
منوعات

عمار الشريعي.. المؤثر بالأوتار على مشاعر الجمهور العربي

يُعتبر الموسيقار عمار الشريعي من أبرز رموز الإبداع في الموسيقى العربية، حيث ترك بصمة لا تُمحى على مدى عقود من العطاء الفني. اشتهر الشريعي بألحانه العذبة وموسيقاه التصويرية المميزة التي رافقت أجيالاً من المشاهدين والجمهور في جميع أنحاء الوطن العربي. رحل الموسيقار الكبير عن عالمنا في 7 ديسمبر 2012، ولكن إرثه الموسيقي لا يزال حياً ومؤثراً حتى اليوم.

ترك الموسيقار عمار الشريعي وراءه كنوزاً من الأعمال الفنية التي أثرت في الذاكرة الجماعية للجمهور العربي. تميزت مسيرته بالتعاون مع نخبة من الفنانين والمخرجين، وساهم بشكل كبير في تطوير الموسيقى التصويرية للأفلام والمسلسلات التلفزيونية، مما جعله اسماً لامعاً في عالم الفن والإبداع.

رحلة عمار الشريعي مع الإبداع الموسيقي

وُلد عمار الشريعي في 16 أبريل 1948 في محافظة المنيا بصعيد مصر. بدأت علاقته بالموسيقى في سن مبكرة، حيث قدم له والده بيانو لتعلم العزف. خلال دراسته الثانوية، تلقى تعليماً موسيقياً متخصصاً بفضل برنامج أعدته وزارة التربية والتعليم للطلاب المكفوفين المهتمين بالموسيقى.

تعرف الشريعي خلال هذه الفترة على كبار الملحنين المصريين، مثل كمال الطويل وبليغ حمدي، اللذين أثرا في مسيرته وقدموا له الدعم والتشجيع. عمل معهما في توزيع بعض أعمالهما الموسيقية، مما ساهم في صقل موهبته وتطوير مهاراته.

بدأ عمار الشريعي مسيرته التلحينية في منتصف السبعينيات، وقدم أول ألحانه مع المطربة مها صبري في أغنية “امسكوا الخشب” عام 1975. كانت هذه الأغنية بمثابة نقطة انطلاق نحو مسيرة حافلة بالنجاحات والإنجازات.

بدايات التأليف الموسيقي للدراما التلفزيونية

في عام 1979، وضع عمار الشريعي الموسيقى التصويرية لمسلسل “الأيام” الذي قام بغنائه علي الحجار، وحقق نجاحاً كبيراً. ثم أسس فرقة “الأصدقاء” في عام 1980، والتي ضمت عدداً من الأصوات الشابة الواعدة، مثل علاء عبدالخالق ومنى عبد الغني وحنان.

شكلت الدراما التلفزيونية جزءاً كبيراً من مسيرة عمار الشريعي الفنية، حيث قدم الموسيقى التصويرية للعديد من المسلسلات الشهيرة التي لاقت رواجاً واسعاً في العالم العربي. تميزت هذه الأعمال بتنوعها وغناها الموسيقي، وقدرتها على التأثير في مشاعر الجمهور.

عمار الشريعي والدراما التلفزيونية: شراكة فنية ناجحة

على مدار أكثر من ثلاثة عقود، رسخ عمار الشريعي مكانته كأحد أهم صناع الموسيقى التصويرية في الدراما التلفزيونية المصرية. قام بتأليف الموسيقى لعدد كبير من المسلسلات التي أصبحت علامات فارقة في تاريخ التلفزيون العربي، مثل “أبنائي الأعزاء شكراً”، و”دموع في عيون وقحة”، و”رأفت الهجان”، و”ليلة القبض على فاطمة”، و”حكايات هو وهي”، و”الشهد والدموع”، و”العائلة”، و”نصف ربيع الآخر”، و”أرابيسك”، و”ريا وسكينة”.

لم يقتصر إبداع عمار الشريعي على تأليف الموسيقى التصويرية فحسب، بل قام أيضاً بتطوير مفهوم “تيترات المسلسلات”، حيث تعاون مع كبار شعراء العامية المصرية و المطربين لإنتاج أغاني افتتاحية وختامية مميزة تتماشى مع أحداث المسلسل وتضيف إلى جاذبيته.

بصمة عمار الشريعي في السينما المصرية

بالإضافة إلى نجاحه في التلفزيون، قدم عمار الشريعي أعمالاً موسيقية متميزة في السينما المصرية. قام بتأليف الموسيقى التصويرية لعدد من الأفلام الهامة، وتعاون مع كبار النجوم والمخرجين، مثل عادل إمام وعاطف الطيب. من أبرز أفلامه “حب في الزنزانة”، و”رمضان فوق البركان”، و”كراكون في الشارع”، و”ملف في الآداب”، و”البدري”، و”كتيبة الإعدام”.

ترك الموسيقار عمار الشريعي إرثاً فنياً غنياً يضم أكثر من 250 عملاً موسيقياً بين السينما والمسرح والتلفزيون والفوازير. تتميز هذه الأعمال بالابتكار والتجديد، والقدرة على التعبير عن المشاعر والأحاسيس بطريقة مؤثرة.

رحل عمار الشريعي عن عالمنا في 7 ديسمبر 2012، عن عمر يناهز 64 عاماً. كان آخر أعماله الموسيقية هو تأليف الموسيقى التصويرية لمسلسل “أهل الهوى”، الذي عُرض بعد وفاته. يبقى عمار الشريعي خالداً في ذاكرة محبي الموسيقى العربية، وسيظل إبداعه مصدراً للإلهام للأجيال القادمة.

من المتوقع أن تستمر أعمال الموسيقار عمار الشريعي في الانتشار والاستماع إليها على نطاق واسع، وأن تظل جزءاً من التراث الثقافي العربي. كما يُتوقع أن يتم تنظيم فعاليات وأنشطة لإحياء ذكرى هذا الفنان الكبير وتكريم إسهاماته الفنية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *