مي عمر… حكاية نجاح من مسرح الجامعة إلى أفضل ممثلة في 2025

في مشهد الدراما العربية المتجدد، تواصل الفنانة المصرية مي عمر ترسيخ مكانتها كواحدة من أبرز الممثلات. بعد مسيرة فنية بدأت في مسرح الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وصولاً إلى فوزها بجائزة أفضل ممثلة عربية لعام 2025، استضاف مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي مي عمر في حوار للحديث عن تجربتها وإنجازاتها.
الجذور الفنية لمي عمر: من المسرح إلى الشاشة
ولدت مي عمر في القاهرة عام 1988، وتخرجت في الجامعة الأمريكية حيث درست الصحافة والإعلام. إلا أن شغفها الحقيقي بالتمثيل قادها إلى المسرح الجامعي، لتكتشف فيه موهبتها ومكانها الطبيعي. بعد التخرج، عملت في عدة وظائف خلف الكاميرا قبل أن تتخذ قرارها بالوقوف أمامها.
بدأت مي عمر خطواتها الأولى في عالم التمثيل من خلال مشاركتها في مسرحية “بابا جاب موز” للمخرج أشرف زكي، قبل أن تحصل على دور صغير في مسلسل “حكاية حياة” عام 2013، والذي منحها خبرة تلفزيونية مهمة.
الانطلاقة وتحقيق النجاح: “الأسطورة” و “لؤلؤ”
شكل عام 2016 نقطة تحول في مسيرة مي عمر الفنية، حيث شاركت في مسلسل “الأسطورة” بشخصية “شهد”. حقق هذا الدور نجاحًا كبيرًا وأظهر قدرتها على جذب انتباه الجمهور وتقديم أداء مقنع.
واصلت مي عمر تطوير مسيرتها من خلال أدوار متنوعة في أعمال درامية مثل “ولد الغلابة” (2019). ثم توالت الأدوار البطولية، بدءاً بمسلسل “لؤلؤ” (2020)، حيث أثبتت قدرتها على حمل مسؤولية بطولة عمل كامل، وتقديم شخصية مغنية تتحول من الفقر إلى الشهرة. لتؤكد بعدها مكانتها بمسلسلات “نعمة الأفوكاتو” و“إش إش”.
لم يقتصر نشاط مي عمر على الدراما التلفزيونية، بل خاضت تجارب سينمائية، مثل فيلم “آخر ديك في مصر” (2017)، في محاولة لتوسيع نطاق حضورها في السينما المصرية.
التوازن بين الحياة الشخصية والمهنية
تحافظ مي عمر على خصوصية حياتها الشخصية، حيث تزوجت من المخرج محمد سامي عام 2010. وعلى الرغم من تعاونهما في العديد من الأعمال الفنية، إلا أنها تؤكد أن قراراتها المهنية مستقلة، وأن العلاقة بينهما في مجال العمل هي علاقة مهنية بحتة تهدف إلى تحقيق أفضل النتائج.
مي عمر تتحدث عن الدراما وصناعتها
أعربت مي عمر في حواراتها عن رؤيتها لواقع صناعة الدراما، مشيرة إلى أن الجمهور أصبح أكثر وعيًا واختيارًا، وأن النجاح الحقيقي يعتمد على الصدق في الأداء وليس على الضجيج الإعلامي. وتؤكد أنها تميل إلى الأدوار المركبة التي تتيح لها استكشاف أعماق الشخصية وتقديم أداء يترك أثرًا لدى المشاهد.
وفيما يتعلق بالعمل مع زوجها المخرج محمد سامي، توضح مي عمر أن التعاون بينهما يتميز بالاحترام المتبادل، وأن الخلافات الفنية التي قد تحدث يتم حلها في إطار مهني بناء. وتشدد على أن نجاح أي عمل فني يعتمد على جودة النص والإخراج وليس فقط على العلاقات الشخصية بين العاملين.
كما تحدثت مي عمر عن تجربتها في البطولة المطلقة من خلال مسلسل “لؤلؤ”، معتبرةً أنها كانت محطة مهمة في مسيرتها الفنية، ولكنها ليست الهدف النهائي. وتضيف أن البطولة بالنسبة لها ليست مجرد حجم الدور، بل الأثر الذي يتركه في الجمهور.
نظرة إلى المستقبل: مشاريع جديدة وطموحات متجددة
تطمح مي عمر إلى زيادة حضورها في السينما المصرية خلال السنوات المقبلة، مؤكدة أنها تبحث عن الدور المناسب الذي يمثل تحديًا فنيًا حقيقيًا لها. وتسعى إلى تقديم أعمال سينمائية تترك بصمة في ذاكرة الجمهور، معتبرة السينما “ذاكرة طويلة المدى”.
بعد مسيرة فنية حافلة بالإنجازات، تقف مي عمر اليوم في موقع قوي، مدعومة بشعبية متزايدة وخبرة فنية متراكمة. ومن المتوقع أن تستمر في تقديم أعمال درامية وسينمائية متنوعة، وأن تظل واحدة من أبرز الوجوه في الدراما المصرية المعاصرة. من المنتظر أن تشارك في دراما رمضان القادمة بنص جديد، ويبقى اختيار الدور والتعاون الفني قيد الدراسة.

