صفقة تبادل؟ رئيس الشاباك في القاهرة وبايدن “يعتقد” أنه سيتم إطلاق سراح الرهائن
رئيس الشاباك يسافر سرا إلى القاهرة ويجتمع برئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، مسؤول أوروبي يشير إلى تفاؤل من “إمكانية إطلاق بعض الرهائن لدى حماس خلال أيام أو أسابيع”، بايدن يقول إن “يعتقد أنه سيتم إطلاق سراح أسرى”، رافضا الخوض بالتفاصيل.
بايدن مع عائلات رهائن في غزة (Getty Images)
يجري رئيس جهاز الأمن الإسرائيلي العام (الشاباك)، رونين بار، محادثات مع رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، اللواء عباس كامل، في العاصمة المصرية، القاهرة، في إطار المفاوضات بشأن الأسرى والرهائن الإسرائيليين لدى فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
تغطية متواصلة على قناة موقع “عرب 48” في تلغرام
جاء ذلك بحسب ما أوردت وسائل الإعلام الإسرائيلية، مساء اليوم، الثلاثاء، بالتزامن مع التصريحات التي صدرت عن الرئيس الأميركي، جو بايدن، بهذا الشأن، والتي قال فيها إنه “يعتقد أنه سيتم إطلاق سراح المحتجزين في قطاع”، وأضاف أنه “لا يريد الخوض في التفاصيل”.
وينعقد “كابينيت الحرب” الإسرائيلي، مساء اليوم، لبحث صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس، بحسب ما أفادت التقارير الإسرائيلية، وذلك في إشارة إلى صفقة قد تشمل الإفراج عن رهائن مدنيين في قطاع غزة مع التركيز على النساء والأطفال ومزدوجي الجنسية، مقابل الإفراج عن أسرى نساء وأطفال في سجون الاحتلال وهدنة إنسانية في غزة لمدة تتراوح بين 3 و5 أيام.
وسئل بايدن من قبل أحد الصحافيين في البيت الأبيض حول إمكانية التوصل إلى صفقة لإطلاق سراح رهائن إسرائيليين في قطاع غزة، فأجاب: “أنا أتحدث مع الأشخاص المشاركين (في المفاوضات للإفراج عن الرهائن) كل يوم. أعتقد أن هذا سيحدث ولكني لا أريد الخوض في التفاصيل”، وأضاف مخاطبا الرهائن “اصمدوا، نكاد نصل”.
وتعقيبا على تصريحات بايدن، أصدر مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بيانا قال فيه إن حكومته “تعمل منذ بداية الحرب بشكل متواصل على تحرير المختطفين، بما في ذلك ممارسة ضغوط متزايدة منذ بداية التوغل البري”، وتابع “عندما نصل إلى شيء ملموس ينبغي الإعلان عنه، سنفعل ذلك”.
وفي هذه الأثناء، أعلن البيت الأبيض أن كبير مستشاري الرئيس الأميركي للشرق الأوسط، بريت ماكغورك، سيتوجه إلى الشرق الأوسط لإجراء محادثات مع المسؤولين في إسرائيل والضفة الغربية والسعودية؛ وذكر بيان صدر عن البيت الأبيض أن ماكغورك سيزور خصوصا العاصمة القطرية، الدوحة، لبحث ملف الرهائن.
بار في القاهرة… “حماس وإسرائيل تقتربان من اتفاق”
وعن زيارة رئيس الشاباك للقاهرة، أفادت التقارير بأن بار وصل إلى العاصمة المصرية صباح اليوم، واجتمع برئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، اللواء عباس كامل، وتركزت المحادثات على “جهود الإفراج عن الأسرى الرهائن ودور مصر في غزة خلال الحرب (الإسرائيلية على القطاع) وكذلك في اليوم التالي للحرب”.
وفي هذا السياق، أكد مسؤول أميركي رفيع تحدث لشبكة “سي إن إن” أن “حماس وإسرائيل تقتربان من التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح رهائن مقابل هدنة مؤقتة”، واستدرك قائلا إنه “على الرغم من قرب التوصل إلى اتفاق فإن المحادثات متقلبة ومن الممكن أن تنهار”.
من جانبه، عبّر مسؤول أوروبي رفيع، تحدث كذلك لـ”سي إن إن”، عن تفاؤله من “إمكانية إطلاق بعض الرهائن لدى حماس خلال أيام أو أسابيع”، فيما قال مسؤول إسرائيلي إن “المفاوضات بشأن الرهائن مستمرة وسط جهود قطر والمخابرات الأميركية والموساد”.
وقف إطلاق النار لن يعني وقف الحرب
وفي ختام زيارة إلى بلدات ومواقع عسكرية إسرائيلية قرب المناطق الحدودية مع لبنان، قال الوزير في “كابينيت الحرب” الإسرائيلي، بيتي غانتس، إنه “حتى لو تطلب الأمر وقفا لإطلاق النار من أجل إعادة الرهائن (لدى فصائل المقاومة في غزة، لن يكون هناك توقف للحرب، سنواصل حتى تحقيق الأهداف”.
وتابع “حتى في هذه الأيام وفي هذه اللحظات، نبذل كل الجهود السياسية والعسكرية لإعادة الرهائن إلى منازلهم بأمان. يتم بذل كل جهد لإعادتهم جميعًا بأي وسيلة. لن نعود (عن الحرب) حتى يتم الانتهاء من جميع المهام، وسنواصل القتال حتى يتغير الواقع داخل حدودنا”.
ومساء أمس، الإثنين، قال المتحدث باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أبو عبيدة، إن إسرائيل “تماطل” في ملف تبادل الأسرى. وقال: “بذل الوسطاء القطريون طوال الأسبوع الماضي جهدا للإفراج عن محتجزي العدو من النساء والأطفال مقابل الإفراج عن 200 طفل فلسطيني و75 امرأة هم مجموع المعتقلين حتى تاريخ الحادي عشر من نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري من النساء والأطفال لدى العدو”.
وأضاف: “طالب العدو بالإفراج عن 100 امرأة وطفل من محتجزيه في غزة، وأخبرنا الوسطاء أن بإمكاننا في هدنة مدتها 5 أيام تتضمن الإفراج عن 50 من النساء والأطفال في غزة وقد يصل العدد إلى 70، على اعتبار وجود إشكالية في وجود أولئك المحتجزين لدى فصائل وجهات متعددة”. واستدرك: “لكن العدو ما زال يماطل ويتهرب من دفع هذا الاستحقاق ويضرب بعرض الحائط ليس حياة المدنيين الفلسطينيين فحسب، بل لا يهمه حتى قتل أسراه”.
النخالة: أسلوب التفاوض قد يدفع “الجهاد الإسلامي” للانسحاب من أي اتفاق
بدوره، قال الأمين العام لحركة “الجهاد الإسلامي”، زياد النخالة، في بيان صدر عنه اليوم، إن أسلوب المفاوضات بشأن الرهائن الإسرائيليين قد يدفع الحركة للانسحاب من أي اتفاق. وأضاف أن الحركة قد تحتفظ بالرهائن الذين تحتجزهم “لظروف أفضل”.
وأضاف النخالة أن “طريقة المفاوضات التي تتعلق بأسرى العدو لدينا وردود فعله من المحتمل أن تدفع حركة الجهاد لأن تكون خارج الصفقة التي يتم الحديث عنها في وسائل الإعلام، وتحتفظ بما لديها من الأسرى لظروف أفضل”.
وكانت حماس قد أبدت الاستعداد لصفقة تبادل تشمل جميع الأسرى الإسرائيليين في غزة، مقابل جميع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية الذين يزيد عددهم على 7500، وسط ضغوط عائلات الأسرى الإسرائيليين على حكومتها لإبرام “صفقة تبادل شاملة” لكل أسرى الجانبين.
وأسر مقاتلو “القسام” نحو 239 شخصا بين عسكريين ومدنيين ومنهم من يحملون جنسيات مزدوجة لدى اقتحامهم مستوطنات ونقاطا عسكرية إسرائيلية في محيط قطاع غزة المحاصر، خلال هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، في عملية سمتها “طوفان الأقصى”.
والإثنين، صرح مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، خلال مؤتمر صحافي، “لا أستطيع أن أنظر إليكم بشكل مباشر وأقول لكم عدد الذين لا يزالون على قيد الحياة”. فيما حضّت قطر الثلاثاء إسرائيل وحماس على التوصل إلى اتفاق بشأن الإفراج عن الأسرى، محذرةً من أن الوضع في غزة يتدهور بشكل يومي.
المصدر: عرب 48