جنود الاحتلال في غزة يوثقون تطلعاتهم للاستيطان في القطاع
جنود الاحتلال يعبرون عن ذلك من خلال الشبكات الاجتماعية* أحد ضباط الاحتلال: “لا مكان أهم وجوهري أكثر لإنهاء هذه المعركة من شواطئ غزة. وعدنا إلى آبار المياه وإلى شواطئ القطاع. وقد طُردنا من هنا قبل حوالي 20 عاما”
قوات الاحتلال في غزة (بموجب المادّة 27أ من قانون حقوق النشر، 2007)
تنتشر ظاهرة آخذة بالاتساع في أوساط جنود الاحتلال الإسرائيلي الذين يتوغلون في قطاع غزة، ويتحدثون بشكل علني عن استئناف الاستيطان في القطاع، الذي أخلت إسرائيل مستوطناتها منه في العام 2005، من خلال خطة الانفصال عن غزة.
ويعبر جنود الاحتلال عن ذلك بوسطة مقاطع فيديو وصور ينشرونها في الشبكات الاجتماعية، وفقا لتقرير نشره موقع صحيفة “هآرتس” الإلكتروني اليوم، الإثنين.
وأشارت الصحيفة إلى أن أحد ضباط الاحتلال قال في خطاب أمام ضباط آخرين، عند شاطئ مدينة غزة، إن “لا مكان أهم وجوهري أكثر لإنهاء هذه المعركة من شواطئ غزة. وعدنا إلى آبار المياه وإلى شواطئ القطاع. وقد طُردنا من هنا قبل حوالي 20 عاما”.
وادعى الضابط أن “المكان الذي نتواجد فيه هو أرض إسرائيل، كيسوفيم قبل 2000 سنة. وبدأنا هذه المعركة ونحن منقسمون وأنهيناها موحدين، ومنتصبي القامة. ونحن نحارب من أجل شعب إسرائيل وأرض إسرائيل. هذه بلادنا. وهذا هو النصر، وليس بتعداد الجثث – أن نعود إلى أرضنا. وليس من خلال أمور جميلة ولا بأقوال كبيرة”.
وجرى توثيق اثنين من جنود الاحتلال بمقطع فيديو وهما داخل قطاع غزة، ويتحدثان عن آية من التوراة ويقولان إن العملية العسكرية في القطاع هي تجديد للكتلة الاستيطانية “غوش قطيف” التي أخليت مستوطناتها. واعتبرا “أننا موجودون في إعادة تأسيس الكتلة، كتلة غوش قطيف في مدينة غزة، في بلاد جَرار التوراتية”.
وأفادت الصحيفة بأن مقطع الفيديو هذا نُشر في صفحة فيسبوك التابعة لـ”معهد هار تسيون” اليميني المتطرف لتدريس التوراة، وأن الجنديين هما حاخامان تخرجا من المعهد. ويظهر خلفهما في مقطع الفيديو مبان دمرها قصف الاحتلال في غزة.
ويظهر في شريط مصور آخر، نشر في منصة “إكس”، ضابط في جيش الاحتلال يقول إنه زرع شجرة في المكان من أجل “وثبة شعب إسرائيل”. وعبّر هذا الضابط عن أمله بالإفراج عن قاتل عائلة دوابشة في قرية دوما في الضفة الغربية، عميرام بن أوليئيل، وعن المستوطن المتطرف أريئيل دانينو، المحكوم عليه بالاعتقال الإداري في أعقاب هجمات إرهابية ضد مواطنين فلسطينيين.
وقال الضابط نفسه إنه “بمشيئة الرب سيحرر جميع أسرى صهيون، أريئيل دانينو، عميرام أوليئيل، لا ننساكم، فأنتم جزء من هذا الكفاح”.
وفي شريط مصور آخر نشره الصحافي اليميني المتطرف، يينون ميغال، في منصة “إكس”، يظهر جنود الاحتلال يقولون إن مهمتهم هي “نحتل، نطرد ونستوطن”.
ونشر صحافي يميني آخر، يدعى أرنون سيغال، في منصة “إكس” أيضا، صورة لجنود يعبرون عن تطلعهم إلى الاستيطان مجددا في قطاع غزة، ويحملون علم إسرائيل وقد كتب عليه “عائدون إلى البيت”. وسيغال هو نجل الإرهابي حغاي سيغال، عضو التنظيم اليهودي السري، الذي حاول اغتيال رؤساء بلديات رام الله ونابلس وحلحول، في العام 1980.
ويظهر في شريط مصور آخر ضابط في غرفة تدريس في قطاع غزة وقد كتب على اللوح: “شعب إسرائيل لا يخاف من طريق طويلة. غوش قطيف، أراضي غزة، نصبغ العودة باللون البرتقالي” وهو لون معارضة إخلاء المستوطنات في قطاع غزة.
وأشارت صورة أخرى نشرها الصحافي في صحيفة “يسرائيل هيوم” اليمينية، حنان غرينوود، ويظهر فيها زرع جنود الاحتلال شجرة في قطاع غزة وإلى جانبها لافتة كتب فيها “غوش قطيف نيتساريم عدنا”، و”نيتساريم” هي مستوطنة كانت في قطاع غزة وخارج الكتلة الاستيطانية “غوش قطيف”.
ونشر الصحافي شيلو فريد صورة لكتابة خطها جنود احتلال على حائط في غزة وجاء فيها أن “غوش قطيف، عائدون إلى البيت. لن ننسى ولن نغفر”.
وعقب الجيش الإسرائيلي زاعما أن “سلوك وأقوال الجنود الظاهرة في التوثيقات لا تتلاءم مع أوامر وقيم الجيش الإسرائيلي المتوقعة من جنود أثناء أدائهم مهماتهم. وسيتم التعامل مع كل حالة لوحدها”. ولفتت الصحيفة إلى أن الجيش لم يتطرق إلى مسألة دخول الجنود إلى القطاع حاملين هواتفهم النقالة بالرغم من حظر ذلك.
المصدر: عرب 48