هدنة غزة صامدة في الساعات الأولى آلاف

بدت الهدنة الانسانية في قطاع غزة التي تم التوصل اليها بعد نحو 49 يوما من الحرب الاسرائيلية على القطاع، صامدة في الساعات الاولى بعد دخولها حيز التنفيذ في تمام الساعة السابعة من صباح الجمعة بتوقيت غزة. وسكتت اصوات المدافع وتوقفت الطائرات الاسرائيلية عن التحليق ودك القطاع بآلاف الأطنان من المتفجرات.
ومنذ الساعات الأولى بدأ عشرات آلاف السكان يغادرون المدارس والمستشفيات التي احتموا فيها للعودة إلى بيوتهم لتفقدها في المناطق الشرقية الحدودية لخان يونس ورفح والبريج والمغازي ودير البلح التي غادروها قبل أسابيع.
وأفادت مصادر فلسطينية بأن شاحنات وقود وغاز طهي بدأت بالدخول إلى القطاع.
وقبل دقائق من سريان الهدنة خرج عمر جبرين البالغ 16 عاما من أحد المستشفيات في جنوب قطاع غزة كان لجأ إليه مع ثمانية من أفراد عائلته.
وأكد لوكالة فرانس برس «أنا عائد إلى بيتنا».
وفيما انطلقت عشرات السيارات والعربات التي تجرها الحمير والأحصنة، والتوك توك، ألقت طائرات حربية إسرائيلية فوق جنوب قطاع غزة منشورات تحذر الناس من مغبة العودة شمالا. وكتب على هذه المنشورات «الحرب لم تنته بعد» و«العودة إلى الشمال ممنوعة وخطرة جدا». ودعاهم الى البقاء في المناطق الامنة في الجنوب. لكن ذلك لم يمنع الالاف من النازحين الى الجنوب من التوجه ايضا لتفقد منازلهم في مدينة غزة وسط وشمال القطاع، لكن حوجز اسرائيلية في المناطق التي تمكن الجيش الاسرائيلي من السيطرة عليها منعتهم من التوجه شمالا بحسب قناة «الجزيرة».
وقال شهود عيان ومصادر أمنية فلسطينية إن شاحنات الوقود وغاز الطهي بدأت بالوصول إلى المنطقة الخاصة لنقلها إلى قطاع غزة على أن يتبعها قوافل إمدادات إنسانية عبر معبر رفح البري بين قطاع غزة ومصر.
ومن المقرر إدخال 200 شاحنة من المواد الإغاثية والطبية وأربع شاحنات من الوقود وغاز الطهي يوميا خلال فترة الهدنة المفترض ان تستمر لاربعة ايام قابلة للتمديد.
وقالت مصادر فلسطينية إن السلطات المصرية ستسلم 130 ألف لتر من الوقود و4 شاحنات غاز يوميا إلى غزة اعتبارا من اليوم.
ومن المقرر أن يتم في المقابل إطلاق سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية.
ولم يسمع مراسل رويترز بالقرب من الجزء الشمالي من غزة أي نشاط للقوات الجوية الإسرائيلية في سماء المنطقة ولم ير أي أدخنة تخلفها عادة الصواريخ الفلسطينية.
وفي بلدة خان يونس بجنوب غزة حيث امتلأت الشوارع بالسكان، قال الفلسطيني خالد أبو عنزة لرويترز «نشعر بالأمل والتفاؤل والفخر بمقاومتنا. نحن فخورون بما حققناه على الرغم من الألم الذي سببه ذلك».
واحتدم القتال في الساعات التي سبقت الهدنة، إذ قال مسؤولون داخل القطاع الذي تحكمه حماس إن المستشفى الاندونيسي في مدينة غزة تعرض للقصف ضمن أهداف أخرى. ثم قامت قوات الاحتلال باقتحامه.
وقال مسؤولو الصحة في القطاع إن المستشفى الإندونيسي يرزح تحت ضغط القصف المتواصل ويعمل بدون إضاءة ويمتلئ بالمسنين والأطفال طريحي الفراش الضعفاء لدرجة أنه لا يمكن نقلهم إلى مكان آخر. ونقلت قناة الجزيرة عن منير البرش مدير وزارة الصحة في غزة قوله إن مريضة مصابة قتلت وأصيب ثلاثة آخرون وكانت قطر الوسيط الرئيسي إلى جانب مصر والولايات المتحدة توصلت إلى اتفاق الهدنة على أربعة أيام قابلة للتجديد يتم خلالها تبادل 50 رهينة محتجزين في غزة ب150 معتقلا فلسطينيا في السجون الإسرائيلي ويعتبر الجيش الإسرائيلي شمال قطاع غزة منطقة قتال وأمر كل المدنيين بمغادرتها.
وبعد 15 دقيقة تقريبا على بدء سريان الهدنة، انطلقت صفارات الانذار محذرة من هجوم صاروخي في بلدات تقع بمحاذاة قطاع غزة على ما أفاد الجيش الإسرائيلي من دون إعطاء المزيد من التفاصيل.
وفي جنوب لبنان، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام ووكالة فرانس برس، بأن الهدوء يسود على الحدود الجنوبية التي شهدت عمليات قصف متبادل بين حزب الله والجيش الإسرائيلي في الأسابيع الأخيرة، منذ بدء الحرب في غزة.
وأكدت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس أن «الهدنة (..) يرافقها وقف جميع الأعمال العسكرية» من الجانبين.
وسيتم خلال هذه الفترة «الإفراج عن 50 أسيرا صهيونيا من النساء والأطفال دون الـ19 عاما» ويفرج مقابل كل واحد منهم عن «3 أسرى فلسطينيين من النساء والأطفال».
وقال مصدر أمني مصري لوكالة فرانس برس «يصل اليوم الجمعة وفد أمني مصري إلى القدس ورام الله، بهدف تسلم الأسرى الفلسطينيين المحررين، ومراقبة الالتزام بقائمة الأسماء التي قدمتها الحكومة الإسرائيلية للوسطاء ووافقت عليها حماس».
وأضاف «سوف يتواجد في الصالة المصرية في معبر رفح، عدد من المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين برفقة مسؤولين أمنيين مصريين وممثلين للهلال الأحمر المصري والصليب الأحمر، لتسلم الأسرى الإسرائيليين المفرج عنهم من غزة. ثم يتم نقلهم عبر مطار العريش الدولي، على متن طائرة خاصة، إلى إسرائيل».
وأفاد مصدر مطلع في حماس وكالة فرانس برس أن «اطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين سيتم بطريقة سرية بدون صحافة».
وستتلقى السلطات الإسرائيلية عشية كل عملية افراج لائحة باسماء الرهائن الذين سيفرج عنهم في اليوم التالي.
من جهته، أثنى الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، على شجاعة الشعب الفلسطيني أصبحت مثار فخر واعتزاز.
وقال انه لن يخرج بقية أسرى العدو من الضباط والجنود دون حرية كل أسرانا. وأن «العدو لم يكن ليقبل بالاتفاق لولا خسائره في الميدان.» متعهدا باجبار «العدو لاحقا على عملية تبادل كبرى تضمن تحرير أسرانا جميعهم».