قبل هجوم حماس في 7 أكتوبر… تقليص فريق استخباراتيّ إسرائيليّ وتحذير من “خطّة لبدء الحرب”
ذكر التقرير أن ضابطة نقلت عن كبار مسؤولي حماس ترديدهم هتافات وصفها التقرير بـ”صيحات المعركة”. وأكدت: “إنهم يتدربون، بقوات كبيرة، لحدث كبير… هذا تحضير للشيء الحقيقي”.
دبابة إسرائيلية خلال فترة الحرب (Getty Images)
عمد ضابط برتبة مقدّم في شعبة الاستخبارات بالجيش الإسرائيليّ إلى تقليص فريق عناصر المخابرات، المكلَّف بجمع معلومات استخباراتية عن أنشطة لحركة حماس، بما يجعل الفريق لا يعمل ليلا، ولا في عطلات نهاية الأسبوع كذلك، بحسب ما كشفت هيئة البثّ الإسرائيلية العامة (“كان”)، في تقرير أوردته الإثنين.
تغطية متواصلة على قناة موقع “عرب 48” في “تليغرام”
وأشار التقرير إلى أن الضابط المذكور، كان قد قال في “محاضرة مغلقة” قبل نحو عامين، إن “الإنذار في ساحة غزة، لن يأتي من المصادر الكلاسيكيةّ”، مشيرا إلى أن المعلومات الاستخباراتية عمّا تخطِّط له حماس، “ستأتي إما من مصدر خاصّ، أو عبر السايبر، وليس على أساس تنصّت تكتيكيّ”.
ونقلت هيئة البثّ عن مصدر استخباراتيّ، قالت إنه مطّلع على تفاصيل ذلك، أن تواجد فريق استخباراتي كالفريق المذكور في الساعات التي سبقت هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، لا يمكن بالضرورة أن يعني أنه باستطاعته إطلاق إنذار مسبق بشأن الهجوم المباغت الذي نفّذته حماس، غير أنه أشار إلى أنه سيتمّ فحص ذلك في التحقيقات التي ستُجرى لاحقا.
وبالرغم من عدم تأكيده أن عمل الفريق الاستخباراتيّ كان سيمنع هجوم حماس بالضرورة، شدّد المصدر ذاته على أنه كان “من الممكن أن يساعد في تقديم صورة آنية للوضع، وسط فوضى الساعات الأولى من الهجوم، مثل الأماكن التي كان يختبئ فيها (مقاتلو) قوات النخبة (لحركة حماس)”، والذين تواجدوا في مستوطنات “غلاف غزة” خلال الهجوم.
وذكرت هيئة البثّ أن “تقليص عدد الموظفين وساعات العمل، يشير إلى فشل في ترتيب الأولويات داخل جهاز الاستخبارات”.
“السيطرة على كيبوتس”؛ “نحن على أتمّ الاستعداد في انتظار التعليمات”
في السياق، أفادت صحيفة “هآرتس” عبر موقعها الإلكتروني، الإثنين، أن الضابطة في شعبة الاستخبارات العسكرية، والتي حذّرت في وقت سابق من “عملية تسلل جماعية” محتملة لمقاتلي كتائب “عز الدين القسام”، الجناح العسكري لحركة حماس، قبل وقوعها، كانت قد قالت لقادتها إن عناصر “حماس” أنهوا تدريبا عسكريّا أجروه، بعبارة: “لقد انتهينا من قتل جميع سكان الكيبوتس”.
ووفق تقرير أوردته القناة 12 الإسرائيلية، فإن الضابطة قد بعثت في السادس من تموز/ يوليو من العام الجاري، برسالة لقادتها بالبريد الإلكتروني، بعنوان: “الموت في الكيبوتس، بأيّ ثمن”.
وبحسب التقرير، فإن الضابطة قد ذكرت في الرسالة نفسها أنه “في نهاية شهر أيار/ مايو الماضي، كانت هناك دورة تدريبية ’مجنونة’ لسريتين من ’النخبة’، بحضور عدد من كبار مسؤولي حماس”.
وكان التدريب، بحسب الرسالة ذاتها، “طويلا ومرهقا، وقد استمرّ من ساعات الصباح، حتى الساعة الثامنة والنصف مساء”، وشمل قيادة عناصر “القسام” لسيارات دفع رباعيّ ودرّاجات ناريّة؛ كما شمل التدرّب على سيناريو إسقاط طائرات إسرائيلية؛ مقاتِلة ومسيّرة.
وبحسب الضابطة فإن التدريب الرئيسيّ لعناصر حماس، كان يركّز على “السيطرة على كيبوتس، أطلقوا عليه اسمًا مخترعًا”، وفق التقرير.
وأشارت الضابطة إلى هدف آخر حدده عناصر حماس، وهو “قاعدة تدريب عسكرية”، وفي ما يخص ذلك، كتبت الضابطة في رسالتها التحذيرية: “صدرت تعليمات بقتل الطاقم بأكمله”.
وبعد ذلك بثلاثة أيام، أبلغ عنصر آخر في الوحدة ذاتها، بإجراء تدريب إضافي لكتائب إضافية في حماس، حيث تدربت كل كتيبة على هدف خاصّ ومحدَّد لها.
وأشار التقرير إلى أن الضابطة أرسلت بعد ذلك بريدًا إلكترونيًا آخر، جاء فيه: “إضافة صغيرة لطيفة (على ما سبق من تحذير كانت قد أرسلته سابقا) – أثناء التدريب، دار الحديث التالي (بين عناصر حماس): ’كيف حالُك وما هي حالة استعدادك، في انتظار التعليمات منك حتى نتمكن من الدخول إليهم من البوابة، ونحن على أتمّ الاستعداد، في انتظار التعليمات منك’”.
ضابط إسرائيليّ رفيع: سيناريو غير واقعيّ
ولاحقا، وفي 12 تموز/ يوليو، ولأوّل مرّة، ردّ ضابط استخبارات رفيع في المنطقة على هذه المراسلات المكثفة عبر البريد الإلكتروني، بحسب التقرير الذي أشار إلى أنه بينما أثنى الضابط على الضابطة لعملها، وموافقته على أن “التمرين يبدو مجنونًا”، لكنه كتب. “لكن سيناريو التمرين الموصوف بحسب ما كتبته (الضابطة) في البداية، هو خيالي تماما… ونحن بحاجة إلى أن نرى ما هو واقعي”.
وحتّى بعد ذلك، أصرّت الضابطة ذاتها على المعلومات التي قدّمتها، كما قدّمت تحليلها بشأن ذلك، وقالت: “أنا أنفي بشدة وجود سيناريو خيالي. من الصعب بالنسبة لي أن أتخيل أن الهدف منه (من التدريب العسكري) كان ممارسة سيناريو وهميّ، ورفع الروح المعنوية، وفي نظري هذا السيناريو محتمَل جدًا، ويرجع ذلك أساسًا إلى أن حماس لديها القدرة على التنفيذ”.
كما بعث أحد زملاء الضابطة برسالة أخرى مؤكدا فيها مشاطرته لموقف الضابطة وتحليلها، وقال في رسالته: “أؤكد أننا نختلف تماما وبشكل قاطع مع الافتراض بأن هذا سيناريو خيالي”.
“تحضير للشيء الحقيقي”
وشددت الضابطة على أن ذلك قد يكون “خطة تنفيذيّة، دون جدول زمني للتنفيذ”، ووفق التقرير؛ “بمعنى آخر: لن نتمكن من إعطاء إنذار في الوقت المناسب”.
كما أكّدت أن ما يجري، إنما هو “حدث إستراتيجي”، بحسب المعلومات التي بحوزتها. وعلى حد تعبيرها، فإنّ “هذه خطة مصمَّمة لبدء حرب”.
وذكر التقرير أن الضابطة وخلال تجسسها على التدريبات، نقلت عن كبار مسؤولي حماس ترديدهم هتافات وصفها التقرير بـ”صيحات المعركة”. وأكدت: “إنهم يتدربون، بقوات كبيرة، لحدث كبير… هذا تحضير للشيء الحقيقي”.
من جانبه قال الجيش الإسرائيلي بعد توجّه القناة له: “في هذه الأيام يركز الجيش الإسرائيلي بشكل كامل على محاربة منظمة حماس الإرهابية. بعد الحرب، سيجري الجيش الإسرائيلي تحقيقا معمّقا ودقيقا لا هوادة فيه، وينشر نتائجه للجمهور”.
المصدر: عرب 48