كيف يتعاطون في إسرائيل مع فكرة صفقة تبادل “الجميع مقابل الجميع”؟
محللون إسرائيليون: صفقة تبادل أسرى تفرج حماس خلالها عن جميع الأسرى الإسرائيلية مقابل تبييض سجون الاحتلال ستكون “التحدي” الأكبر أمام إسرائيل، والمفاوضات حولها ستستمر لشهور يتخللها وقف إطلاق نار
استقبال أسرى أشبال في رام الله، الأحد الماضي (أ.ب.)
تناول محللون في الصحف الإسرائيلية اليوم، الأربعاء، احتمالات تمديد وقف إطلاق النار في ظل تبادل أسرى بين إسرائيل وحركة حماس، وأشاروا إلى أمرين. الأول، هو أن وقف إطلاق النار الحالي قد يستمر لعشرة أيام. والأمر الثاني هو أن إسرائيل تسعى إلى استئناف حربها على غزة وتوسيع توغلها البري، يوم الإثنين المقبل.
وحسب المحلل العسكري في صحيفة “معاريف”، طال ليف رام، فإنه “يتوقع في الأيام القريبة أن تضع حماس تحديا كبيرا أمام صناع القرار في إسرائيل بكل ما يتعلق باستمرار المفاوضات حول المخطوفين الآخرين الموجودين لدى حماس، بهدف تمديد مدة وقف إطلاق النار بقدر الإمكان، وبذلك وقف الحرب في غزة”.
ويجمع لمحللون على أن “التحدي” الأكبر الذي ستواجهه إسرائيل قريبا، هو بعد انتهاء تبادل أسرى من الفئات الحالية، أي إفراج حماس عن قاصرين ونساء ومسنين إسرائيليين مقابل إفراج إسرائيل عن أسيرات وأسرى قاصرين فلسطينيين. وعندها سيبدأ الحديث، وليس مفاوضات بالضرورة، حول الإفراج عن الجنود الإسرائيليين الأسرى مقابل تبييض سجون الاحتلال، من خلال الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، ضمن ما بات يعرف بـ”الجميع مقابل الجميع”.
وحسب الصحافي في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، ناداف إيال، فإنه “حتى بعد ظهر أمس، الثلاثاء، لم يكن أي مقترح واضح لحماس بتحرير ’الجميع مقابل الجميع’ وإنهاء الحرب”. وأضاف أنه “لا يوجد أي مسؤول في كابينيت الحرب سيوافق على مقترح كهذا، والاتفاق في كابينيت الحرب هو أنه يحظر أن تنتهي الحرب بإنجاز هائل لحماس، أي تحرير حشود من الأسرى الفلسطينيين، فيما لا يزال التهديد على دولة إسرائيل على حاله، فالردع لم يُرمم ويحيى السنوار لا يزال حاكم غزة”.
ونقل إيال عن ضابط إسرائيلي كبير سابق قوله إن “من يوافق على سحب الفرق العسكرية من غزة، في الوضع الراهن، سيكتشف أن إحداها ستصعد مباشرة إلى القدس”، في تلميح إلى انقلاب عسكري ضد الحكومة.
من جانبه، أشار المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس”، عاموس هرئيل، إلى أنه “من الصعب التوقع إذا كان الجمهور الإسرائيلي سيؤيد وقف إطلاق نار متواصل، تجري خلاله مفاوضات كهذه طوال شهور، وفيما المطروح هو تحرير آلاف الأسرى الأمنيين”.
من الجهة الأخرى، فإن “إسرائيل ستواجه صعوبة في تفسير موقفها في الحلبة الدولية”، في خال استئنافها الحرب، وفقا لهرئيل. “وبظر حكومات في أوروبا، فُتح مسار خروج من الحرب: وقف إطلاق النار يتم تمديده كل مرة، وخلاله مفاوضات حول المخطوفين”.
وأضاف أنه “وفق هذا التوجه، ينبغي أن تعترف إسرائيل بأنها تلقت ضربة شديدة في بداية الحرب، وأن تقلص الأضرار وألا تسعى إلى هزم حماس في حرب طويلة، بشكل من شأنه أن يؤدي إلى كارثة إنسانية شديدة، تنتشر خلالها أمراض والجوع والعطش وتجمع مئات الآلاف بدون مأوى”.
ورأى هرئيل أن “استمرار تحرير النساء والقاصرين (الإسرائيليين) يدل على كأنه يوجد في حماس من يمكن التحدث معه. كما أن الفترة التي مرّت منذ المجزرة (7 أكتوبر) يخفف من تأثير الأفعال الرهيبة، وخاصة فيما يُكشف في هذه الأثناء عن حجم الدمار والقتل الذي ألحقته المعارك في غزة”.
ورجح أن القرار الإسرائيلي بشأن طبيعة التوغل البري في جنوب القطاع، سيتخذ في الأيام القريبة، فيما “الاعتقاد في الجيش الإسرائيلي هو أن عملية عسكرية مركزة في الجنوب ستقود إلى النتيجة المرجوة، وهي استهداف شديد لقدرات حماس العسكرية وقتل قيادتها في النهاية”.
إلا أن هرئيل شكك في ذلك: “السؤال، كالعادة، متعلق بالوقت والثمن. استهداف إسرائيليين، أزمة إنسانية فلسطينية وورطة دولية. وسيكون بإمكان السنوار الاستمرار بالضغط على العصب المكشوف حول المخطوفين”.
المصدر: عرب 48