مفاوضات تجديد الهدنة المؤقتة في غزة تراوح مكانها… “تشاؤم” إزاء فرص نجاحها
دبلوماسي أجنبي يقول إن مسألة الإفراج عن الرهائن باتت مؤجلة بالنسبة للحكومة الإسرائيلية في ظل استئناف وتصعيد العمليات العسكرية في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة؛ مصدر آخر يشدد على أن محادثات تجديد الهدنة “تراوح مكانها”.
صور رهائن إسرائيليين على جدار في القدس (أ.ب.)
استبعد مصدر مطلع على المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس، إمكانية القيام بدفعة تبادل أسرى جديدة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وسلطات الاحتلال الإسرائيلي، مقابل هدنة مؤقتة في قطاع غزة.
تغطية متواصلة على قناة موقع “عرب 48” في تلغرام
جاء ذلك بحسب ما أوردت صحيفة “هآرتس” نقلا عن مصدر أجنبي وصفته بـ”المطلع”، وبحسب المصدر، فإنه خلال الساعات الـ24 الأخيرة “لم يحدث الكثير في الاتصالات بين الطرفين”، مشيرا إلى أن المحادثات “تراوح مكانها”.
وقال إنه على “الرغم من أن الباب لم يغلق نهائيا” أمام إمكانية إحراز اختراقة في المفاوضات الجارية عبر الوسيط القطري والمصري وبدعم من إدارة بايدن، إلا أن “التشاؤم” يخيم على الموقف، بحسب مصدر “هآرتس”.
ونقلت الصحيفة عن مصدر آخر قالت إنه “دبلوماسي أجنبي” (لم تسمه)، قوله إن التصعيد الإسرائيلي والهجمات العنيفة والمدمرة خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، “يشير إلى أن حل قضية الرهائن سيؤجل الآن إلى فترة لاحقة”.
وأضاف “سيستغرق إعداد الأطراف لصفقة أخرى الكثير من الوقت والجهد، خاصة مع تصعيد العملية العسكرية الإسرائيلية”.
وكشفت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي عرض على “المستوى السياسي” خلال العمليات البرية لجيش الاحتلال في قطاع غزة، مخططات لـ”عمليات” تهدف إلى إعادة رهائن.
وقالت الصحيفة إن “كابينيت الحرب” لم يوافق على هذه العمليات “خشية من أن تؤدي إلى تعقيد المفاوضات” الرامية لإعادة الرهائن ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.
بدوره، قال رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إن قطر ستواصل جهودها مع الدول الفاعلة كافة لاستئناف الهدنة في غزة وصولاً إلى وقف دائم لإطلاق النار.
وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، قد قال إن “المفاوضات كانت صعبة تحت النار من أجل إطلاق سراح الرهائن. المهمة لم تنجز بعد، ونواصل الجهود من أجل إعادة جميع الرهائن إلى الوطن”.
وبحسب الرواية الإسرائيلية، فإن “سبب فشل المفاوضات هو إصرار إسرائيل على استكمال عملية إطلاق سراح جميع النساء والأطفال المحتجزين في القطاع قبل إطلاق سراح المجموعات الأخرى من الرهائن”.
ورغم أن الطفلين اللذين تدعي إسرائيل أن حماس تمتنع عن تسليمهما قتلا في قصف إسرائيلي، بحسب ما أوردت كتائب القسام، أكدت حركة حماس أنها عرضت تسليم جثمانيهما لكن إسرائيل رفضت ذلك.
وتدعي إسرائيل أنه إلى جانب الطفلين من عائلة بيباس، فإن حركة حماس قادرة على إطلاق سراح 15 امرأة بموجب اتفاق الهدنة المؤقتة وصفقة التبادل مع حركة حماس.
وشدد مسؤول أجنبي مطلع على المفاوضات، تحدث لـ”هآرتس”، على أن “المحادثات بين الطرفين مستمرة، لكن دون إحراز تقدم، وذلك خلافا لتصريحات نتنياهو.
من جانبه، أكد القيادي في حركة حماس، أسامة حمدان، أن استئناف مفاوضات تبادل الأسرى والمحتجزين مرهون بوقف الهجمات الإسرائيلية.
وشدد في مؤتمر صحافي عقده في بيروت، مساء الأحد، على أن إسرائيل لن تنجح في تحقيق الأهداف التي عجزت عن إنجازها خلال 50 يوما قبل الهدنة الإنسانية، “مهما طالت الحرب”.
وقال حمدان إن “استئناف مفاوضات تبادل الأسرى مرهون بوقف العدوان ووقف إطلاق النار وقبل ذلك لا حديث عنه”.
وشدد حمدان على أن نية إسرائيل المبيتة في استمرار الحرب هي السبب وراء فشل مسار التفاوض رغم أن حماس “أبدت مرونة عالية في استمرار التفاوض من أجل تمديد التهدئة وأبلغنا الوسطاء استعدادنا لاستمرارها”.
المصدر: عرب 48