مع اقتراب فصل الشتاء وبرودته، يزداد اهتمامنا بصحة الجلد والجهاز المناعي، وكثيرًا ما نبحث عن طرق طبيعية لتعزيزهما. يركز خبراء التغذية والمناعة على أهمية بعض المركبات الطبيعية التي تلعب دورًا حيويًا في حماية أجسامنا خلال هذه الفترة. من بين هذه المركبات، يبرز الأبيجينين كعنصر غذائي واعد يدعم صحة الجلد والأعصاب ويقوي جهاز المناعة، مما يجعله محور اهتمامنا في هذا المقال.
ما هو الأبيجينين ولماذا هو مهم في الشتاء؟
الأبيجينين هو مركب طبيعي ينتمي إلى مجموعة الفلافونويدات، وهي مضادات أكسدة قوية توجد بوفرة في العديد من النباتات. دوره لا يقتصر على حماية الخلايا من التلف الناتج عن الجذور الحرة، بل يمتد ليشمل دعم صحة الجلد والأعصاب. في الطقس البارد، يتعرض الجلد للجفاف والتلف بسبب انخفاض الرطوبة والرياح القوية، بينما يحتاج الجهاز المناعي إلى تعزيز إضافي لمكافحة الفيروسات والبكتيريا المنتشرة.
أظهرت الدراسات أن الأبيجينين يمتلك خصائص فريدة تجعله مفيدًا بشكل خاص في هذه الظروف. يوضح أخصائي المناعة الروسي أندريه بروديوس أن الأبيجينين يحمي خلايا الجلد من الأضرار الناجمة عن الأشعة فوق البنفسجية، حتى في الأيام الغائمة، حيث يمكن للأشعة اختراق الغيوم والتسبب في تلف الجلد. بالإضافة إلى ذلك، يحفز الأبيجينين إنتاج الكولاجين والإيلاستين، وهما البروتينان المسؤولان عن مرونة البشرة وشبابها.
كيف يدعم الأبيجينين صحة الأعصاب؟
لا تقتصر فوائد الأبيجينين على صحة الجلد فقط، بل تمتد لتشمل الجهاز العصبي. يشير الدكتور ميخائيل كونوفالوف إلى أن الأبيجينين يتمتع بخصائص مضادة للأكسدة قوية تحمي الخلايا العصبية من التلف الناتج عن الإجهاد التأكسدي. هذا الحماية مهمة بشكل خاص في الشتاء، حيث يمكن أن يؤدي نقص التعرض لأشعة الشمس إلى انخفاض مستويات فيتامين (د) وتدهور وظائف الأعصاب.
إنَّ تعزيز صحة الجهاز العصبي يساهم بشكل كبير في تحسين المزاج والتركيز والذاكرة، وهي جوانب قد تتأثر سلبًا خلال فصل الشتاء بسبب قلة النشاط البدني والاجتماعي.
مصادر الأبيجينين في غذائنا
لحسن الحظ، يمكن الحصول على الأبيجينين من مجموعة متنوعة من الأطعمة النباتية. توصي خبيرة التغذية ليودميلا دينيسينكو بزيادة تناول الأطعمة الغنية بهذا المركب، بالإضافة إلى الفيتامينات والمعادن الضرورية الأخرى. إليك بعض المصادر الجيدة للأبيجينين:
- البقدونس: يعتبر البقدونس من أغنى المصادر بالأبيجينين، ويمكن إضافته إلى السلطات والعصائر والأطباق الرئيسية.
- اللفت السويدي: يعتبر اللفت السويدي أيضًا مصدرًا جيدًا للأبيجينين، إلى جانب الألياف والفيتامينات الأخرى.
- الكمكوات (البرتقال الذهبي): هذه الفاكهة الحمضية الصغيرة غنية بالأبيجينين وفيتامين (ج).
- الشاي الأخضر: يحتوي الشاي الأخضر على كمية لا بأس بها من الأبيجينين، بالإضافة إلى مضادات الأكسدة الأخرى.
الفيتامينات والمعادن الداعمة لصحة الشتاء
بالإضافة إلى الأبيجينين، هناك عدد من الفيتامينات والمعادن التي تلعب دورًا حاسمًا في دعم صحة الجسم خلال فصل الشتاء:
- فيتامين (د): ضروري لصحة العظام والعضلات والمناعة. تشمل مصادره الأسماك الدهنية وكبد سمك القد والبيض ومنتجات الألبان. قد يوصي الأطباء بتناول مكملات فيتامين (د) خلال الشتاء، خاصة للأشخاص الذين لا يتعرضون لأشعة الشمس بشكل كافٍ.
- فيتامين (أ): يساهم في الحفاظ على صحة الجلد والعينين. يوجد في الكبد، البيض، الجزر، اليقطين، والزيوت السمكية.
- فيتامين (ج): ضروري لحماية الأوعية الدموية والأنسجة الضامة، ويعزز وظائف جهاز المناعة. يتوفر في الفواكه الحمضية، الفلفل الحلو، والخضروات الورقية.
- الزنك: يعزز جهاز المناعة ويساعد في التئام الجروح. يوجد في المكسرات والبذور، وقلوب الدجاج، ولحم البقر، والبيض.
من المهم التأكيد على أن الجسم يحتاج إلى كميات إضافية من هذه الفيتامينات والمعادن خلال موسم البرد والإنفلونزا، ولكن دون إفراط. التركيز على تناول نظام غذائي صحي ومتوازن هو أفضل طريقة لضمان حصولك على جميع العناصر الغذائية التي تحتاجها.
الخلاصة: استثمار في صحتك خلال الشتاء
إنَّ دمج الأطعمة الغنية بالأبيجينين والفيتامينات والمعادن الأساسية في نظامك الغذائي هو استثمار فعال في صحتك خلال فصل الشتاء. لا تقتصر فوائد هذه المركبات على حماية الجلد وتقوية جهاز المناعة، بل تمتد لتشمل دعم صحة الأعصاب وتحسين المزاج. لذا، اهتم بتغذيتك، واستمتع بوجبات صحية ومتوازنة، واستعد لفصل الشتاء بكل ثقة ونشاط.
لا تتردد في استشارة أخصائي تغذية أو طبيب للحصول على توصيات شخصية تناسب احتياجاتك الصحية الفردية. ويمكنك أيضًا قراءة المزيد عن طرق تعزيز المناعة خلال الشتاء في المقالات التالية: [رابط إلى مقال جمال شعبان]، [رابط إلى مقال عن الفول]، [رابط إلى مقال عن فقدان الذاكرة]، [رابط إلى مقال عن وفاة الإعلامية]، [رابط إلى مقال عن متلازمة ياسمينا العبد].
