إسرائيل تعمل على تشكيل فريق ضمن تحالف دولي للتصدي لتهديد الحوثيين

في أعقاب البيانات التي صدرت عن وزارة الدفاع الفرنسية والقيادة الوسطى الأميركية بشأن السفينة النرويجية التي اعترضت مسارها في البحر الأحمر جماعة الحوثي اليمنية، تقرير إسرائيلي يقول إن الجيش الإسرائيلي شكل فريقا خاصا ضمن تحالف دولي لمواجهة “التهديد الحوثي”.

تعمل إسرائيل على تشكيل فريق عمل ينضم إلى “تحالف دولي” سيعمل على مواجهة ما تصفه تل أبيب بـ”التهديدات الأمنية” التي تمثلها جماعة أنصار الله (الحوثيون) في اليمن، على الملاحة البحرية في المنطقة، بما في ذلك السفن التي تمر عبر مضيق باب المندب في البحر الأحمر.

تغطية متواصلة على قناة موقع “عرب 48” في تلغرام

جاء ذلك بحسب ما أفادت هيئة البث الإسرائيلية (“كان 11”)، مساء اليوم، الثلاثاء، موضحة أن الجيش الإسرائيلي أكد هذا التقرير، ولفتت إلى أن التحالف الدولي الذي تعمل إسرائيل على إرسائه من المتوقع أن يضم “الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا بالإضافة إلى دول أخرى”.

وأشارت “كان 11” إلى توقعات بعقد محادثات في هذا الشأن نهاية الأسبوع الجاري. وأوضحت أن الحديث عن فريق مهمات خاصة “من أجل التعامل مع عمليات القرصنة التي تتعرض لها السفن التجارية في البحر الأحمر”، في إشارة إلى هجمات الحوثيين على السفن المتجهة لإٍسرائيل تضامنا مع قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية أسفرت حتى الآن عن استشهاد أكثر من 18 ألف فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال.

وكان المتحدث باسم رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، للإعلام العربي، قد لوّح في وقت سابق اليوم، باستخدام القوة في التعامل مع ما أسماه “تهديد الحوثيين”، وقال أوفير جندلمان إن هجمات الحوثيين على السفن المتجهة لإسرائيل تشكل تهديدا للتجارة الدولية ولإسرائيل و”سيتم التعامل مع هذا التهديد بالقوة”.

وباتت الغارات الحوثية تؤثر على طرق التجارة والطاقة العالمية إذ يلعب مضيق باب المندب وقناة السويس في البحر الأحمر دورا حيويا في سوق الطاقة العالمية وقطاع النقل، ذلك أن 3 من أهم 7 نقاط عبور للنفط في العالم مرتبطة بهذا البحر؛ وتمر 13% من حركة النقل البحري في العالم عبر مضيق باب المندب، الذي يعتبر طريق الشحن الرئيسي من الشرق الأقصى إلى أوروبا والولايات المتحدة الأميركية.

وتحاول إسرائيل تسويق هجمات الحوثيين ضدها إلى “أزمة دولية”؛ وفي وقت سابق الثلاثاء، أعلنت جماعة الحوثي اعتراض سفينة نفطية تابعة للنرويج كانت في طريقها إلى إسرائيل عبر البحر الأحمر “بصاروخ مناسب بعد رفض طاقمها كافة النداءات التحذيرية”.

وأكد الناطق العسكري باسم جماعة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن يحيى سريع، أن الجماعة “ستواصل منع السفن من كل الجنسيات المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية من الملاحة في البحرين العربي والأحمر حتى إدخال الغذاء والدواء إلى غزة”.

وكشفت هيئة البث العام الإسرائيلية (“كان 11”)، أن السفينة النرويجية التي اعترضت مسارها في البحر الأحمر جماعة الحوثي اليمنية، “كان من المقرر أن تصل إلى ميناء أسدود، أوائل كانون الثاني/ يناير المقبل”.

وقالت وزارة الدفاع الفرنسية، في بيان، اليوم، إن الفرقاطة الفرنسية “فريم لانغدوك” اعترضت ودمرت طائرة مسيّرة كانت تهدد ناقلة النفط النرويجية ستريندا ضمن هجوم جوي معقد انطلق من اليمن.

وأوضحت أن الهجوم وقع مساء أمس الإثنين، وتسبب في اندلاع حريق على متن الناقلة التي تبحر تحت العلم النرويجي.

وفي وقت سابق الإثنين، أعلنت القيادة الوسطى الأميركية (سنتكوم) أنّ صاروخًا أطلقه الحوثيون أصاب ناقلة نفط ترفع علم النرويج في أثناء إبحارها قبالة اليمن، مشيرة إلى أنّه لم ترد في الحال أنباء عن وقوع ضحايا من جراء هذه الضربة.

وكان مكتب التجارة البحري البريطاني قد قال في منشور على “إكس”، في وقت مبكر اليوم الثلاثاء، إنه تلقى تقريرًا عن حادث أثّر بسفينة في محيط باب المندب غربي ميناء المخا في اليمن، ما أدى إلى نشوب حريق عليها. وأضافت أن جميع أفراد الطاقم بخير.

وكانت جماعة الحوثي تعهدت مرارا باستهداف السفن التي تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية، تضامنا مع قطاع غزة الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي أدى حتى الحين لاستشهاد أكثر من 18 ألف فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال.

ودعت الجماعة كافة الدول إلى سحب مواطنيها العاملين ضمن طواقم هذه السفن.

وسبق أن سيطرت الجماعة على سفينة غالاكسي ليدر الإسرائيلية واقتادتها إلى الشواطئ اليمنية وحولتها لمزار سياحي. كما هاجمت سفينين إسرائيليتين أخريين في البحر الأحمر.

وفي وقت لاحق، أعلنت جماعة الحوثي أنها قررت منع وصول سفن الشحن إلى إسرائيل بغض النظر عن جنسيتها، وذلك ردا على منع الاحتلال الإسرائيلي وصول المساعدات إلى قطاع غزة.