إسرائيل تعد جدولا زمنيا لمناقشته مع واشنطن
فجوة تقدر بنحو 4 أسابيع بين الجدول الزمني الذي يتوافق مع رغبات واشنطن والجدول الذي تحاول فرضه إسرائيل لحربها على غزة والتي قد تتواصل بكثافتها الحالية حتى نهاية كانون الثاني/ يناير المقبل. سوليفان يصل إلى تل أبيب لمناقشته مع نتنياهو.
يعتزم مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، جيك سوليفان، زيارة إسرائيل يومي الخميس والجمعة، للقاء رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في إطار الجهود الأميركية للضغط على إسرائيل للتراجع عن القصف “العشوائي” لغزة، وذلك في ظل التقارير حول بدء الضغوط الأميركية على إسرائيل لإنهاء المرحلة الأكثر كثافة من حربها على غزة.
تغطية متواصلة على قناة موقع “عرب 48” في تلغرام
وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، أدريان واتسون، مساء الأربعاء إن، سوليفان يعتزم عقد اجتماعات مع نتنياهو و”كابينيت االحرب” الإسرائيلي والرئيس يتسحاق هرتسوغ لمناقشة أحدث التطورات في إسرائيل وغزة، في زيارة تأتي وسط توترات معلنة بين الرئيس الأميركي، جو بايدن، ونتنياهو، بشأن العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة.
وقال بايدن، يوم الثلاثاء، إن إسرائيل بدأت تفقد الدعم الدولي بسبب قصفها “العشوائي” لغزة وإن على نتنياهو أن يتغير، مما يكشف عن صدع جديد في العلاقات مع رئيس الحكومة الإسرائيلية الذي تحدث علنا عن خلاف مع واشنطن “حول اليوم التالي لحماس” على حد تعبيره.
ومع زيارته إلى إسرائيل، تسود حالة من القلق في أوساط المسؤولين الإسرائيليين من أن سوليفان سيقدم لإسرائيل مهلة أميركية مدتها بضعة أسابيع فقط لإنهاء الحرب، وذلك بعد أن أعلن البيت الأبيض أن أحد مواضيع محادثات سوليفان سيكون “جدولًا زمنيًا” للحرب.
وأفادت القناة 12 الإسرائيلية، مساء الأربعاء، بأن بايدن بعث بسوليفان إلى تل أبيب لـ”التأكد من أن الرسالة الأميركية بأن الساعة الرملية على وشك النفاد وصلت للمسؤولين في الحكومة الإسرائيلية بشكل واضح وأن الخطط الإسرائيلية تتوافق مع الجدول الزمني الأميركي للحرب.
الجدول الزمني الذي سيعرضه الجانب الإسرائيلي على واشنطن:
> بحلول نهاية كانون الثاني/ يناير المقبل: من المتوقع أن نهي إسرائيل مرحلة “القتال العنيف”، في إشارة إلى المرحلة الأعنف والأكثر كثافة في هجومها على القطاع، علما بأن واشنطن كانت تسعى لإنهاء هذه المرحلة بحلول العام المقبل، وتحديدا في مطلع كانون الثاني/ يناير 2024، ولكن “في ظل الوضع الحالي، فإن تل أبيب لا ترى إمكانية ذلك”.
> عدة أسابيع لسحب القوات: وكشف القناة 12 أن “كابينيت الحرب” الإسرائيلي ستطلب من واشنطن “بضعة أسابيع أخرى بعد انتهاء القتال (الهجمات المكثفة)، لاستكمال انسحاب القوات من قلب غزة ونشرها في خطوط دفاعية، بعضها داخل القطاع وبعضها خارجه”.
> استكمال مخطط “القضاء على حماس”: أشارت القناة 12 إلى أن هذه المرحلة ستعتبر الأطول في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ودونها لن يتحقق الهدف الإسرائيلي المعلن بـ”القضاء على حركة حماس، وإنهاء قدرتها على حكم قطاع غزة أو مهاجمة إسرائيل”.
ووفقا للقناة 12، فإن مرحلة “القضاء على حماس”، على حد تعبيرها، ستتواصل طيلة العام 2024، وتشمل تحولا في التكتيكات لتدمير القدرة العسكرية لحماس من خلال عمليات برية وغارات جوية محددة، تهدف لملاحقة عناصر حماس وكبار قادة الحركة بالإضافة إلى أهداف عسكرية أخرى.
وفي حين يؤكد المسؤولون الأميركيون أنهم لا يريدون أن يروا إسرائيل تحتل غزة، إلا أنّهم يقرون في المقابل بأن احتلالاً مؤقتًا قد يكون ضروريًا حتى يتم التوصل إلى ترتيبات طويلة الأمد مع إسرائيل والشركاء الآخرين؛ في حين أكدت القناة 12 أن إسرائيل تهدف إلى مواصلة “سيطرتها الأمنية” في المستقبل المنظور على القطاع.
واعتبرت القناة 12 أن الجدول الزمني الذي أعدته إسرائيل لمناقشته مع حليفها الأميركي بشأن حربها على غزة “واقعي ويشكل قاعدة قوية للمداولات بين المسؤولين في تل أبيب ونظرائهم في واشنطن للتوصل إلى تسوية بهذ الشأن”، فيما شدد على الإصرار الأميركي بشأن إدخال المساعدات الإنسانية في قطاع غزة.
وأشارت القناة إلى معادلة محتملة تسعى إسرائيل إلى إرسائها وإقناع واشنطن من خلالها بمواصلة الحرب على قطاع غزة بكثافتها وحدتها الحالية حتى نهاية كانون الثاني/ يناير الماضي، رغم رغبة واشنطن بتقليص المرحلة الأكثر كثافة من الحرب الإسرائيلية على غزة في أوائل كانون الثاني/ يناير المقبل، وهي فتح معبر كرم أبو سالم لزيادة المساعدات لغزة.
المصدر: عرب 48