حرب غزة على شراستها وتقدم حظوظ استئناف

مع دخول الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة يومها الثاني والسبعين، تقدمت حظوظ استئناف مفاوضات التوصل إلى هدنة جديدة في غزة، بعد اعتراف الجيش الإسرائيلي بأنه قتل ثلاثة من المحتجزين لدى حركة حماس خلال قصفه قطاع غزة ما أثار استياء ذوي الأسرى الإسرائيليين الذين يطالبون حكومة بنيامين نتنياهو بجعل الإفراج عنهم أولوية على الحرب.
ومما زاد في مأزق القيادة الإسرائيلية اعتراف الجيش بأن المحتجزين المقتولين في غزة كانوا يلوحون براية بيضاء ويخاطبونهم بالعبرية، في منطقة تتعرض فيها قواته لكمائن، بحسب العناصر الأولية للتحقيق. وقال مسؤول عسكري للصحافيين إن الرهائن الثلاث الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و28 عاما ظهروا «على مسافة عشرات الأمتار من أحد مواقعنا» في حي الشجاعية بمدينة غزة.
وأوضح المصدر «لقد رآهم أحد الجنود عندما ظهروا. لم يكونوا يرتدون قمصانا وكانوا يحملون عصا عليها قطعة من القماش الأبيض. شعر الجندي بالخطر وأطلق النار، وقال إنهم إرهابيون. قتل اثنان» منهم.
وأضاف «على الفور أصيب شخص آخر وهرع إلى داخل المبنى»، مشيرا إلى أن الجنود بعد ذلك «سمعوا نداء استغاثة باللغة العبرية».
ومنذ الإعلان عن الحادثة تظاهرت عائلات وأنصار الرهائن في تل أبيب للمطالبة باتفاق فوري لإطلاق سراحهم.
وصعدت عائلات المحتجزين الإسرائيليين ضغوطها على الحكومة، وطالبتها بـ«وقف القتال وبدء مفاوضات» مع حركة حماس لتأمين الإفراج عن من تبقى منهم. قالت نوام بيري ابنة المحتجز حاييم بيري «لا نتلقى سوى الجثث. نريد منكم وقف القتال وبدء مفاوضات».
وتحدث الجيش عن «حدث مأساوي» وقع في منطقة بقطاع غزة يواجه فيها جنوده «ضغوطا كبيرة» و«قتالا محتدما» و«كمائن عديدة».
وكان الثلاثة من بين الرهائن الـ 250 الذين احتجزتهم حماس خلال أثناء تنفيذها عملية طوفان الأقصى داخل إسرائيل في 7 أكتوبر وتحدثت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن اجتماع مسؤولين إسرائيليين وقطريين أمس بالنرويج في محاولة لإحياء محادثات وقف إطلاق النار مقابل الافراج عن المحتجزين في غزة وتحرير أسرى فلسطينيين.
وتابعت الصحيفة نقلا عن أشخاص مطلعين على المحادثات، أن خلافات على الشروط المحتملة داخل حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) من بين العقبات البارزة التي تعرقل استئناف المفاوضات حول اتفاق تبادل جديد للمحتجزين.
وتسبب مقتل الرهائن في تسليط مزيد من الضوء على الطريقة التي تنفذ فيها إسرائيل هجومها البري والجوي الذي لم يتوقف منذ انتهاء الهدنة السابقة، تزامنا مع تواصل القتال العنيف.
وسقط العشرات بين قتيل وجريح، منهم 5 على الأقل قتلوا إثر غارة إسرائيلية على منزل في خان يونس جنوبي قطاع غزة. وشن الجيش الإسرائيلي قصفا مدفعيا وجويا استهدف حيي الشجاعية والزيتون شرقي القطاع، وامتد إلى باقي مناطق القطاع. وقالت قناة «الجزيرة» إن قوات الاحتلال دهست نازحين داخل خيامهم بالجرافات في ساحة مستشفى كمال عدوان وقتلت من فيها.
في غضون ذلك، شارك العشرات بينهم صحافيون أمس، في تشييع مصور قناة الجزيرة القطرية سامر أبو دقة في خان يونس، الذي قتل في غارة إسرائيلية يوم الجمعة.
وأقام المشيعون الصلاة على أبو دقة، وهو من مواليد عام 1978، في كبرى مدن جنوب القطاع. وسجي الجثمان مكفنا ووضعت عليه خوذته وسترته الواقية من الرصاص التي كتب عليها «صحافة».
وقالت والدة أبو دقة أم ماهر لـ «فرانس برس» إن «العمل في الصحافة خطير»، متهمة إسرائيل باستهداف الصحافيين «خاصة الذين يعملون مع الجزيرة». وحملت القناة الجيش الإسرائيلي «المسؤولية الكاملة» عن حياة أبو دقة بعيد الإعلان عن إصابته، مشيرة إلى أن «قوات الاحتلال عرقلت وصول فرق الإسعاف» إليه. وبعد يوم على مقتل أبو دقة، أعلن في غزة عن مقتل الصحافي عاصم موسى في قصف إسرائيلي على خان يونس أيضا.
وحملت الشبكة القطرية إسرائيل مسؤولية مقتل مصورها في قطاع غزة، ودانت «الاستهداف الممنهج للعاملين مع الجزيرة وعائلاتهم».
إلى ذلك، قالت القيادة المركزية الأميركية في بيان إن مدمرة أميركية مزودة بصواريخ موجهة أسقطت 14 طائرة مسيرة أطلقها المتمردون الحوثيون باليمن في البحر الأحمر أمس. وذكر البيان «نجحت مدمرة الصواريخ الموجهة الأميركية «يو.إس.إس كارني» (دي.دي.جي 64) من فئة أرلي بيرك، التي تعمل في البحر الأحمر، في الاشتباك مع 14 نظاما جويا مسيرا تم إطلاقها كموجة طائرات مسيرة من مناطق سيطرة الحوثيين باليمن».