أنت مصاب بهذا المرض !
صعوبة التعامل
أوضح الأخصائي النفسي سعود الراشد، أن التعامل مع مريض ألزهايمر، يعدُّ من الأمور الصعبة؛ التي قد تواجه مقدمي الرعاية، إذ إن طريقة التعامل تختلف من مريض لآخر، فرعاية هذا النوع من المرضى يتطلب بذل جهد كبير وصبر أكبر، إذ يتوجب الاهتمام بجميع احتياجات المريض. ويمكن صنع روتين يومي خاص بالمريض، بالتركيز على بعض الأنشطة التي يحبها المريض؛ مثل الهوايات التي كان يقوم بها قبل إصابته بالمرض.
التواصل بلغة العيون
يرى الدكتور الراشد، ضرورة تشجيع المريض باستمرار، وإخفاء أي مشاعر استياء من المريض، والتعامل معه بكل صبر، ويجب الأخذ في الاعتبار أن مرضى ألزهايمر يحتاجون لوقت أطول للقيام ببعض المهمات البسيطة، لذلك يجب الحرص على منحهم قسطاً من الراحة أثناء قيامهم بالعمل مع تبسيط الكلام، وعدم التحدث بأكثر من فكرة في الوقت الواحد مع المريض والتواصل بلغة العيون قدر الإمكان مع الحرص على مناداة الشخص باسمه دائماً. وأضاف الراشد، أن كثيراً من مرضى ألزهايمر يعانون من مشكلات في تناول الطعام والتغذية تتمثل في البلع، وقد تكون هناك حالة من فقدان الشهية؛ نتيجة للتغيرات التي تحدث في المخ لدى مريض ألزهايمر، فالمراكز التي تتحكم في الشهية تتأثر ويبدأ المريض في عدم التعرف على الجوع أو العطش، وكره طعم ورائحة بعض الأكلات التي كان يحبها من قبل. وحتى أنه ينسى أن يأكل، وقد لا يلاحظ أن الطعام ساخن ويأكل فيحرق لسانه وفمه، وفي بعض الحالات المتأخرة من مرض ألزهايمر قد يأكل أشياء غريبة؛ مثل الصابون السائل أو أوراق النباتات.
لذلك فإن الراعي لمريض ألزهايمر، يجب أن يكون واعياً لكل هذه المشكلات، ويأخذ احتياطاته في مراقبة المريض جيداً، فلا يضع أمامه أكلاً ساخناً أو أشياءً ضارة. وأضاف أن داء ألزهايمر السبب الأكثر شيوعاً للإصابة بالخَرَف؛ وهو تدهور تدريجي في الذاكرة والقدرة على التفكير والمهارات السلوكية والاجتماعية، ويمكن أن تؤثر هذه التغيرات في قدرة الشخص على أداء وظائفه.
عصبية المزاج
روى الدكتور الراشد، حالة امرأة تبلغ من العمر 78 عاماً، أصبحت عصبية المزاج جداً، وتسب وتشتم، ولا تنام ليلاً وتتهيأ كثيراً، وتؤلف قصصاً لا صحة لها، وبعد أخذ العلاج تصبح هادئة وجيدة المزاج، ويكون هنالك نوع من التناوب بين أفراد الأسرة للإشراف عليها وعلى نظافتها الشخصية. وأضاف أن المرضى قابلون للسقوط والكسور، وهذه تكون أخطر الأشياء، أما بالنسبة لاضطراب النوم فمعلوم جداً، وغالباً ما تكون الساعة البيولوجية لديهم معكوسة، فقد تأتيهم نوبات من النوم في النهار ويفتقدون النوم ليلاً، ويجب الانتباه لهم.
خلخلة المهارات
أوضح استشاري جراحة المخ والأعصاب في مستشفى الملك عبدالعزيز بمكة المكرمة الدكتور زهير عبدالرحمن هوساوي، أن مرض ألزهايمر يصيب الوظائف العصبية الدقيقة التي تشمل الذاكرة بجميع أنواعها؛ مثل ذاكرة الكلام والكلمات والذاكرة الزمانية والمكانية. وقال لـ«»: تتأثر المهارات، إذ يبدأ المريض بفقدان المهارات الحسابية والمهارات الفكرية والتحليل والاستنتاج والمهارات الفنية الحركية كعزف آلة موسيقية وغيرها، وأيضاً يبدأ المريض بفقدان معرفة الطرق والشوارع والأماكن العامة حتى داخل منزله فيبدو عليه المنزل كمكان جديد، مشيراً إلى أن الخرف ناتج من ضعف أداء الخلية العصبية نتيجة التقدم بالعمر؛ أي بمعنى أن الخلية تدخل مرحلة الوهن العصبي، وعادة يبدأ بعد سن السبعين، وقد يبدأ قبلها، وقد لا يظهر في بعض الكبار في السن، لكن مرض ألزهايمر يحدث نتيجة تعطل الخلية العصبية؛ نتيجة وجود بروتينات ضاره تترسب في جدار الأوعية الدموية الرقيقة في الدماغ وكذلك في جدران الخلايا العصبية، ما يؤدي إلى تعطيل وظيفة النواقل العصبية، لذا نجد مرض ألزهايمر يصيب الأشخاص في أعمار بداية سن الستين.
اضطرابات الذاكرة
الدكتور زهيرهوساوي، يرى أن من العوامل المسببة لمرض ألزهايمر، العيوب الجينية في البروتين الشحمي؛ الذي بدوره يترسب على جدران الأوعية والخلايا العصبية، وكذلك التقدم في العمر وشيخوخة الخلايا العصبية؛ التي تعمل على تطور مرض ألزهايمر والأمراض الوراثية الأخرى؛ كمتلازمة داون وكذلك الخرف الوعائي، مشيراً إلى أن الدراسات أثبتت أن التدخين وارتفاع ضغط الدم وداء السكري قد تؤدي إلى سرعة ظهور ألزهايمر.
ولفت إلى أن مراحل مرض ألزهايمر تبدأ باضطراب الذاكرة، ومن ثم تبدأ مشكلة فقدان التعبير بالكلمات المناسبة، ومن ثم تبدأ مشكلات فقدان اتجاه الطرق وصعوبة حل العمليات الحسابية، ومن ثم تبدأ المناطق الحركية بالتأثر، ويفقد المريض التناسق الحركي وصعوبة التحكم بالحركة، مشيراً إلى أن الفرق بينه وبين مرض النسيان أن النسيان متعلق بالجهاز العصبي المتخصص باسترجاع الذاكرة، وهي منطقة تصيبها عدة أمراض مؤقتة أو دائمة تتراوح من الإجهاد الفكري إلى أمراض تصلب الشرايين وتلف مناطق الذاكرة.
وكشف الدكتور خالد محمد، أن أدوية ألزهايمر إحدى الإستراتيجيات التي تساعد على إبطاء فقدان الذاكرة والمشكلات المتعلقة بمهارات التفكير والاستدلال والمهمات اليومية، أو السيطرة عليها. وفي حين أن أدوية ألزهايمر لا تعالج المرض تماماً، إلا أنها تُحسّن جودة الحياة وتساعد في اعتماد المريض على نفسه لفترة أطول.