سيّدة من غزّة تنجب 4 توائم في ولادة مبكّرة
وبسبب هذه الظروف الّتي تضاف إليها حجم الضغوط النفسيّة جرّاء الحرب، دخلت المصريّ في حالة ولادة مبكّرة حيث وضعت توائمها الأربعة في الشهر الثامن من الحمل…
وضعت الشابّة الفلسطينيّة إيمان المصريّ 4 توائم، وهي النازحة من بلدة بيت حانون شماليّ قطاع غزّة إلى مدينة دير البلح حيث تعيش برفقة ثلاثة منهم ظروفًا غير إنسانيّة داخل أحد مراكز النزوح.
فبعد أن كانت المصريّ تحلم بفترة حمل وولادة آمنة كأدنى الحقوق الّتي يجب أن تحصل عليها أيّ سيّدة في العالم، حول العدوان الإسرائيليّ المستمرّ منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأوّل الماضي، ذلك إلى “كابوس”.
هذه الفترة، مرّت على الشابّة المصريّ بظروف قاسية بدءًا بالغارات الإسرائيليّة على المناطق الّتي تواجدت بها خلال الحمل؛ وما رافقها من استنشاق للأدخنة وموادّ كيماويّة فضلًا عن “الفوسفور الأبيض” الّذي ألقاه الجيش على مناطق متفرّقة من القطاع.
كما مرّت المصريّ خلال تلك الفترة، بمرحلة غذائيّة غير آمنة في ظلّ نقص المياه الطعام الّذي يشمل كافّة العناصر الضروريّة لنموّ الأجنّة؛ حيث عانى كافّة سكّان القطاع من نقص الموادّ الغذائيّة فيما بدأ يدخل اليوم مرحلة “المجاعة والجفاف”.
ومنذ بداية الحرب، اعتمد غالبيّة سكّان القطاع في طعامهم على المعلّبات المليئة بالموادّ الحافظة الّتي تحذّر منها التقارير والأبحاث الصحّيّة.
وبسبب هذه الظروف الّتي تضاف إليها حجم الضغوط النفسيّة جرّاء الحرب، دخلت المصريّ في حالة ولادة مبكّرة حيث وضعت توائمها الأربعة في الشهر الثامن من الحمل.
فلسطينية نازحة تنجب 4 توائم بجراحة قيصرية في ظروف مأساوية ووضع صحي كارثي في ظل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة .
الجزيرة نشرت تفاصيل القصة
واسم الأم وظروف الولادة .. يتبع pic.twitter.com/I4j8rGy2di
— AHMED SOB|-|Y أحمد صبحي (@AhmedSobhyTV) December 26, 2023
وبعد خروجها مؤخّرًا من عمليّة جراحيّة “قيصريّة” تتطلّب في الوضع الطبيعيّ فترة طويلة من الراحة، تحتضن المصريّ اليوم ثلاثة من أطفالها التوائم داخل غرفة في مركز النزوح، فيما بقي الرابع داخل المستشفى بسبب أوضاعه الصحّيّة الصعبة.
والاثنين، قالت وزارة الصحّة الفلسطينيّة في قطاع غزّة، في بيان، إنّ “50 ألف سيّدة حامل في مراكز الإيواء بلا غذاء ولا رعاية صحّيّة وإنّ نحو 180 أخرى تضع مولودها يوميًّا في ظروف غير آمنة وغير إنسانيّة”.
وفي 17 ديسمبر/ كانون الأوّل الجاري، قال صندوق الأمم المتّحدة للسكّان في بيان، إنّ “آلاف الحوامل والمرضعات بغزّة يواجهن خطر الموت”.
وأضاف آنذاك أنّ “نقص الغذاء الحادّ في غزّة يعرض الحوامل والمرضعات لخطر الإصابة بفقر الدم، وتسمّم الحمل، والنزيف، وحتّى الموت”.
ويصعد الجيش الإسرائيليّ حربه على غزّة منذ 7 أكتوبر الماضي، مخلّفًا حتّى الاثنين، 20 ألفًا و674 قتيلًا و54 ألفًا و536 جريحًا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارًا هائلًا في البنية التحتيّة وكارثة إنسانيّة غير مسبوقة، وفقًا لسلطات القطاع والأمم المتّحدة.
ظروف صعبة
تقول المصريّ، في حديث للأناضول، إنّها تعرّضت للولادة المبكّرة في الشهر الثامن من الحمل، حيث قرّر الأطبّاء إخضاعها لعمليّة قيصريّة لوجود خطر حقيقيّ على حالتها الصحّيّة آنذاك.
وتضيف: “في البداية وضعوني داخل المستشفى لمدّة 4 أيّام متواصلة تحت المراقبة، وكان أحد الأجنّة يعاني من انخفاض في النبض”.
وبعد الولادة، طلب الأطبّاء من المصريّ استراق بعض الراحة على فراش مريح وتناول أغذية تشمل عناصر غذائيّة كاملة.
لكنّها تقول، وهي تجلس على الأرض مفترشة غطاء شتويًّا، إنّها تعيش في مركز النزوح بلا “فراش ولا طعام ولا مياه نظيفة”.
وتشير إلى “العجز عن توفير الحليب اللازم لإطعام توائمي الثلاثة في مركز النزوح، وبعض المستلزمات الّتي تحتاجها لتنظيفهم”.
وخلال فترة حملها، مرّت المصريّ برحلة نزوح متعدّدة الأماكن بدءًا بمنزلها الواقع في بلدة بيت حانون شماليّ القطاع، إلى معسكر جباليا (شمال)، وصولًا إلى مدينة دير البلح.
وقال زوجها “عشنا حياة النزوح لمدّة تزيد على 78 يومًا، بلا مقوّمات سليمة للحياة، وأمضيناها داخل مركز النزوح (مدرسة)”.
وأوضح للأناضول أنّه “لم يتوقّع، رغم كافّة الظروف الصعبة، أن يولّد أطفاله الأربعة بأوضاع صحّيّة غير مستقرّة”.
وبيّن أنّ الأوضاع المعيشيّة مع استمرار الحرب، “تواصل التدهور في ظلّ عدم وجود الدقيق اللازم لصناعة الخبر، وارتفاع سعر المتوفّر منه، ووسط غياب غاز الطهي”.
وفي ختام حديثه، قال إنّ “ذهابنا إلى المستشفى للاطمئنان على صحّة الجنين المتبقّي هناك أمر لم يعد متاحًا، في ظلّ القصف العنيف الّذي تتعرّض له المنطقة الوسطى في الوقت الحاليّ”.
ولليوم الثاني على التوالي، يكثّف الجيش الإسرائيليّ غاراته الجوّيّة والمدفعيّة وسط قطاع غزّة، الّتي سبق وأنّ صنّفها ضمن المناطق الآمنة؛ ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، إضافة لاندلاع حرائق في مصانع ومنازل لعدّة ساعات ودمار مادّيّ هائل.
ومساء الاثنين، قالت وزارة الصحّة الفلسطينيّة، في بيان، إنّ عدد الفلسطينيّين الّذين قتلوا جرّاء الغارات الإسرائيليّة المتواصلة خلال الساعات الـ24 الماضية، وصل إلى 250، فضلًا عن إصابة 500 آخرين.
المصدر: عرب 48