تشييع جثمان صالح العاروري واثنين من رفاقه في بيروت بمشاركة الآلاف
أقيمت مراسم تشييع الشهداء صالح العاروري وعزام الأقرع ومحمد الريس، اليوم الخميس، في العاصمة اللبنانية بيروت، وسط إطلاق نار مكثف في الهواء وهتافات تمجد الشهداء والمقاومة.
من مراسم التشييع في بيروت (الأناضول)
شيّع الآلاف، اليوم الخميس، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، الشهيد صالح العاروري، الذي اغتيل بالعاصمة اللبنانية بيروت بصواريخ موجّهة أطلقتها طائرة حربية إسرائيلية، الثلاثاء الماضي.
تغطية متواصلة على قناة موقع “عرب 48” في “تليغرام”
وشارك الآلاف في تشييع العاروري، ومرافقيه عزام الأقرع ومحمد الريس، في موكب حاشد انطلق من مسجد الإمام عليّ في منطقة الطريق الجديدة في بيروت، إلى “مقبرة الشهداء” المجاورة لمخيّم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين.
وأمّ المصلين في الجنازة، ممثل مفتي الجمهورية اللبنانية، أمين الفتوى الشيخ أمين الكردي، قبل أن يوارى الراحلون الثرى في “مقبرة الشهداء”.
وحمل المشاركون في التشييع الأعلام الفلسطينية ورايات حركتي “حماس” و”الجهاد الإسلامي”، ورددوا هتافات التكبير والدعم لعملية “طوفان الأقصى”، و”فلسطين حرة”، و”حماس ثورتي”، و”يا عاروري بايعناك وبايعنا رجال القسّام”.
كما ردّد المشيعون هتافات داعية لقصف تل أبيب بينها “أبو عبيدة يا حبيب، اقصف اقصف تل أبيب”، وذلك على وقع صيحات التكبير وإطلاق كثيف للرصاص.
وكانت “حماس” قد دعت في بيان إلى “المشاركة في تشييع الإخوة الذين ارتقوا خلال عملية الاغتيال الجبانة التي نفذها العدو الصهيوني في الضاحية الجنوبية لبيروت”.
وفي كلمة له خلال التشييع، قال ممثل “حماس” في لبنان، أحمد عبد الهادي: “إذا ظن العدو (الإسرائيلي) أنه بغدره يمكن أن يفتّت عضد المقاومة فهو واهم، لأن دماء الشهداء لطالما أضاءت طريق المقاومة والتحرير”.
من جهته، قال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، إسماعيل هنية، في كلمة صوتية بثت خلال التشييع: “معركتنا طويلة، لكن قدرتنا أكبر وإرادتنا أعظم، ونحن على يقين بالنصر”.
وأضاف هنية أن “العدو فشل في ضرب روح المقاومة وفرض شروطه على طاولة المفاوضات، وهو لن ينجح في جعل الحركة تتخلى عن استراتيجيتها”.
وتابع “سنمضي على ذات طريق الشوكة، أوفياء لدماء الشهداء في غزة والضفة ولبنان وفي كل جبهات المقاومة التي تساند شعبنا وغزتنا”.
وأوضح أن “الضفة تواجه تحديات متعددة من العدو ومن القريب والبعيد، لكنها نجحت في استئناف المقاومة فيها”.
وقال إن “فلسطين ولبنان يودعان اليوم مع أبناء الأمة رجالاً أشداء، خاضوا غمار المعارك في كل الميادين والاتجاهات، وإن عملية الاغتيال للشهيد (العاروري) في قلب العاصمة بيروت، دليل على العقلية الدموية للاحتلال ونهجه منذ عقود”.
وقال اللاجىء الفلسطيني عمر غنوم (35 سنة) لوكالة “فرانس برس”، على هامش مشاركته في التشييع، إن “تجربة اغتيال صالح العاروري أو أي فلسطيني آخر هي تجربة فاشلة لأن المقاومة ستنجب أشخاصًا قادرين على قيادة حركات التحرر”.
وأضاف “أشارك في التشييع لأعبر عن رفضي لانتهاك سيادة لبنان من جيش الاحتلال الاسرائيلي ولأعبر عن رفضي للإبادة الجماعية في قطاع غزة”.
وقالت أمينة موسى (40 عامًا) “يستخدم الكيان الصهيوني الاغتيالات، وما يفعلونه ينطلق من خوفهم من العاروري ومن المقاومة”. وتابعت “لا يتمكنون إلا من اغتيالهم”.
ورأى هادي حمادة (30 عاما) في اغتيال العاروري “نوعًا من الغدر لانه ليس بإمكانهم (الإسرائيليين) المواجهة، ويستخدمون هذه الأساليب منذ زمن”.
وأكد أن استشهاد العاروري ورفاقه لن يثني الفصائل الفلسطينية عن مواصلة نضالها. وقال “نحن أصحاب حق ولا نخاف، الدولة الإسرائيلية هي التي تخاف”. وتابع “يجب أن يكون هناك ردّ على اغتيال العاروري”.
ومساء الثلاثاء، قال هنية، في كلمة بثتها قناة “الأقصى” الفضائية التابعة لـ”حماس”: “ننعى قائد الحركة في الضفة صالح العاروري، والقادة في القسام سمير فندي وعزام الأقرع، وعددا آخر من كوادر الحركة هم محمود شاهين، ومحمد بشاشة، ومحمد الريس، وأحمد حمود”، وحمّل إسرائيل مسؤولية التصعيد.
والعاروري قيادي سياسي وعسكري فلسطيني ساهم بتأسيس كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس في الضفة الغربية، وهو معتقل سابق قضى نحو 15 عاماً في سجون الاحتلال، قبل إبعاده عن الأراضي الفلسطينية إلى لبنان حيث اغتالته إسرائيل.
المصدر: عرب 48