دعوى جنوب أفريقيا هدفها وقف الحرب فورا
“قرارات محكمة العدل الدولية ملزمة، وبإمكانها أن تقرر أن على إسرائيل وقف الحرب على غزة، ’لأننا نتخوف من إبادة شعب’. وإسرائيل ملزمة بالانصياع، وإذا لم تفعل ذلك فإنه مجلس الأمن الدولي الذي يتوقع أن يدخل إلى الصورة”
جثامين شهداء ارتقوا جراء القصف الإسرائيلي على خانيونس، أمس (Getty Images)
قالت الخبيرة في القانون الدولي في جامعة رايخمان الإسرائيلية، د. دافنا ريتشموند – باراك، إن الدعوى ضد إسرائيل التي قدمتها جنوب أفريقيا إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي، تهدف إلى وقف الحرب على غزة بسرعة.
وأوضحت ريتشموند – باراك، التي عملت في محكمة العدل الدولية في الماضي، أن صلاحيات المحكمة الدولية هي “تسوية خلافات بين دول، وهي مختلفة عن المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، التي تحقق في جرائم شخصية يرتكبها أفراد. وهدف محكمة العدل الدولية هو المساهمة بالسلام والأمن الدوليين، من أجل منع استخدام القوة”، حسبما قالت للقناة 12 اليوم، الجمعة.
وأشارت إلى أنه عندما تقدم دولة دعوى ضد دولة أخرى، فإن المحكمة تقرر فيها “وقراراتها ملزمة لطرفي النزاع. وقد توافق المحكمة على طلب المدعي. وتسعى جنوب أفريقيا إلى التسبب بوقف الحرب بصورة فورية. أي أن يتوقف المجهود الحربي (الإسرائيلي) في غزة”.
وأضافت أن “بإمكان المحكمة أن تقرر أن ’على إسرائيل التوقف عن القتال في غزة حاليا، لأننا نخشى أنه ربما يوجد هنا استهداف أو نية لإبادة شعب، أو تخوف من إبادة شعب’. ومن الناحية القانونية ملزمة بالانصياع، لكن لا توجد شرطة للمجتمع الدولي” لإنفاذ القرار.
وتابعت “يوجد مجلس الأمن الدولي، الذي هو جزء من النظام (القضائي الدولي) أيضا، وإذا صدر عن محكمة العدل الدولية قرارا ملزم لإسرائيل وإسرائيل لا تنصاع له، فإنه بالإمكان توقع أن يدخل مجلس الأمن لاحقا إلى الصورة”.
ولفتت ريتشموند – باراك إلى وجود شرعية ومكانة كبيرة لمحكمة العدل الدولية، “ولذلك يحظر الاستخفاف بما يحدث هناك. والدول تأخذ ذلك على محمل الجد، وتوجد لها أهمية كبيرة جدا وهي ذات وزن في الحلبة الدولية”.
وقالت إن قرار إسرائيل “التعاون” مع المحكمة هو أمر “نادر جدا وصحيح جدا. وهذا يؤكد على أهمية هذا الإجراء بالنسبة لإسرائيل”، خاصة أنها متهمة بإبادة شعب. وأشارت إلى أن إسرائيل رفضت التعاون مع تحقيقات المحكمة الجنائية الدولية حول استمرار الاحتلال، المستمرة حاليا، ومع تحقيقاتها حول جدار الفصل العنصري.
وأضافت أن “الذي تغير الآن هو أننا أمام ادعاءات بإبادة شعب. وهذه الجريمة الأكثر خطورة وجدية في الجهاز القضائي الدولي. وما يحدث الآن هو أن إسرائيل تواجه اتهاما بتنفيذ جينوسايد، وهذا أمر لا يمكننا تحمله. وبالمناسبة، لأن هذه الجريمة الأخطر، فإنها الأكثر صعوبة لإثباتها. فالسقف مرتفع جدا”.
وتابعت أن “الإجراءات مقابل المحكمة تستمر لوقت طويل عادة. والذكاء في دعوى جنوب أفريقيا، ليس فقط أنها تستند إلى إبادة شعب، ما يمنحها أهمية كبير، لكن مجرد أن طلب جنوب أفريقيا يتجه إلى مسار سريع. وتحديد جلسة المحكمة يوم الخميس المقبل هو أمر نادر أيضا وينبع من طلب جنوب أفريقيا. وهذا أمر إجرائي، عندما يكون هناك أمر خطير وينبغي وضع نهاية له بصورة فورية”.
واعتبرت ريتشموند – باراك أن “على إسرائيل الاستعداد بوتيرة سريعة جدا. قثمة حرب دائرة هنا، ولدينا عدد لا نهائي من المشاكل، وسبع جبهات، والآن نشأت جبهة أخرى مقابل المحكمة الدولية. وهذا يشمل تعاون وزارتي الخارجية والقضاء والنيابة العسكرية”.
وحذرت من استمرار الوزراء الإسرائيليين بإطلاق تصريحات “بشكل من شأنه أن يلحق ضررا آخر. لأنه توجد في دعوى جنوب أفريقيا، صفحات كاملة تتضمن تصريحات وزراء في الدولة وممثلي الحكومة التي حسب ادعاءات جنوب أفريقيا، تدل على ما يحدث هنا هو إبادة شعب. وينبغي الحذر كثيرا، وتقديم إحاطات للجميع، وأن يدرك جميعهم دلالات هذه التصريحات في الحلبة الدولية”.
المصدر: عرب 48