مهرجان نوادي الهواة المسرحي يستقطب نخبة من الشخصيات الثقافية والفنية
تمكن مهرجان نوادي الهواة المسرحي في نسخته الأولى التي انطلقت خلال هذا الأسبوع في الرياض، من استقطاب نخبة من الممثلين والمخرجين والفنانين السعوديين في مختلف القطاعات، والذين عبروا عن سعادتهم بالحراك الثقافي الفني سريع التطور في المملكة العربية السعودية وبالأخص العاصمة الرياض.
هذه الشخصيات التي تحظى بالتقدير والمتابعة من قبل الجمهور المحلي وكذلك العربي لما تحمله من خبرات وتجارب عميقة في قطاع التمثيل والقطاعات الأخرى المتكاملة معه، أشادت من خلال “سيدتي”، بالدور الذي تلعبه هيئة المسرح والفنون الأدائية، والهيئات الثقافية الأخرى في تحقيق رؤية المملكة وتحفيز التقدم والتميز في القطاعات الثقافية.
نتاج رؤية عظيمة
المخرج السعودي عامر الحمود، عضو مجلس إدارة هيئة الأفلام السعودية ومدير فرع الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون في منطقة الرياض، أكد في حديث ل “سيدتي” خلال المهرجان، أن “لا حراك مميز إلا وسيكون وراءه سمو الأمير محمد بن سلمان قائد الرؤية”.
وأضاف: “هذه كلها نتائجها وهذه كلها معطياتها، وهذه كلها إيجابياتها، يعني اليوم وجود كل هذه المهرجانات، مهرجان مسرح الرياض، مهرجان البحر الأحمر السينمائي، مهرجان نوادي الهواة المسرحي، مهرجان السينما السعودية، والقطاعات الأخرى ونموها وتطورها وعطاءاتها، من يقف وراءها؟ بالتأكيد صاحب الرؤية العظيمة الذي حرك المياه الراكدة في كل المجالات حتى تنمو وتتطور.”
وتابع قائلاً: ” لا ننسى أيضاً دور سمو وزير الثقافة الأمير بدر فرحان، الذي أؤتمن على هذا النشاط الثقافي، وأداره بشكل عظيم ودعمه دعماً مباشراً، وتابعه بشكل جيد، من خلال الوزارة ومن خلال الهيئات التابعة لها، أنشئت من خلال وزارة أعتقد أنها تعتبر هي المحرك لهذا الكيان، وهذا العطاء كله.”
وشدد الحمود على أن “للمهرجانات أهمية كبرى في أي مجال من المجالات وبالذات في المجال المسرحي إذ تكون بمثابة لقاء تعارف ولقاء معرفة للمواهب الجديدة في هذا المجال”، وأضاف: “بالنسبة لمهرجان نوادي الهواة، فأرى أن مسماه جميل جداً، لأن الموهبة تحتاج دائماً إلى احتضان ورعاية، وأن تقدم من خلال مناخ جيد، والمهرجان هو المناخ الجيد الذي يمكن أن تقدم من خلاله هذه المواهب المسرحية في شتى الجوانب أو العناصر العامة للمسرحية، ومنها نرى ما هي المواهب التي تستحق أن تصقل وأن تنتقل من مرحلة الهواية إلى مرحلة الاحتراف، فهذا يخدم أعمالنا، فقديماً قبل ظهور هذا النوع من المهرجانات كانت هناك صعوبة في إيجاد المواهب، أما اليوم فيمكن أن نحكم على الموهبة من خلال مشاهدتنا لعمل هذه الموهبة، سواء كانت مسرحاً أو غيره”.
وتابع الحمود حديثه بالقول: “أعتقد أن هذا المهرجان مهم، توقيته جيد، مسماه جيد، حتى لا تشعر المواهب المشاركة فيه بنوع من الضغط أو التوتر من خلال فكرة تحمل مسؤولية عمل مسرحي متكامل وضخم، لأن الهاوي يمكن أن تتقبل منه الهفوات، وتتلمس له أنه سيكون قادراً على تقديم أداء أفضل في الأعمال القادمة، لو وجد المناخ الجيد والعمل الجيد.”
ورداً على سؤال عن تواجد المرأة في هذه القطاعات قال: “لم يعد بالإمكان الحديث عن مجرد تواجد للمرأة اليوم، فالمرأة اليوم أصبحت منافسة بشتى المجالات، فقبل بضعة أيام في مهرجان الرياض الزميلة أضوى حصلت على جائزة أفضل ممثلة، والمرأة اليوم أيضاً في مجال الكتابة موجودة بشكل جيد، وفي الإخراج فقد شاهدنا تجارب إخراجية لبعض الأخوات الموجودات في هذا المجال، المرأة اليوم موجودة ومنافسة، ولكنها منافسة بمجهوداتها وبعطائها وليس بدعم من أحد، فهي أثبتت نفسها، وتستحق حقيقة كل ما تحصل عليه”.
قطاع أكثر تخصصاً
الأكاديمي والممثل عبد الإله السناني، عضو مجلس إدارة هيئة المسرح والفنون الأدائية، نوه بالأهمية التي يمثلها مهرجان نادي الهواة المسرحي قائلاً: “هو مهرجان مهم، أساسياته تقوم على بناء المواهب الموجودة في مناطق المملكة لتعزيزها وصقلها ومتابعتها، هذا المهرجان مهم للتحصيل وزيادة الوعي وتوسعة المعرفة لدى الموهوبين، من خلال الورش المصاحبة في الأداء وتقنيات التمثيل وفي السينوغرافيا وفي الإخراج، كذلك بالنسبة للعاملين في الشأن المسرحي، المهرجان مهم لاكتشاف المواهب، واكتشاف الكتاب الجدد المهتمين بالعمل وإدارة العمل المسرحي، كذلك الفرق الجديدة التي دخلت السوق”، وأضاف: “أعتقد كل هذا إضافة بالنسبة للحراك المسرحي الموجود في المملكة تحت ظل استراتيجية هيئة المسرح والفنون الأدائية.”
ورداً على سؤال حول ما إذا كان كل هذا الحراك ساهم في جعل المجال أسهل بالنسبة للفنان قال السناني: “ليس أسهل، بقدر ما أصبح أكثر تخصصاً، أي أنه بات يجمع المعرفة والدراسة مع الموهبة، في البداية كان اعتمادنا فقط على الموهبة، أما الآن لا بد أن يرافقها التعليم، وكل هؤلاء الخريجين، خريجي الأكاديميات والجامعات، والمتخصصين بالشأن المسرحي والمبتعثين، كلهم إضافة لزيادة العمل المسرحي بشكل جديد”.
وأشار السناني إلى أن تواجد المرأة اليوم في هذا القطاع مهم جداً، قائلاً: “هو ليس تواجداً باستحياء، إنما تواجد بشكل فعال، موجودات أكاديمياً، تناقشن في الجلسات النقدية وكأستاذات وأكاديميات في الجامعات في مجال الشأن المسرحي، كذلك كمخرجات ورأينا هذا في مهرجان الرياض هذه السنة، وبالتأكيد كممثلات موهوبات ومتخصصات بالدراسة.
وختم بالقول: “ننظر لبعد أكبر للمسرح الجديد، فالمملكة العربية السعودية الآن منتقلة لمسرح جديد، يوازي هذه النهضة التي تعيشها في جميع القطاعات، وبالنسبة للفنون هناك تطورات وقفزات ثقافية ومن ضمنها المسرح”.
تحريك الدم المسرحي
وخلال افتتاحية المهرجان كان لنا حديث أيضاً مع الممثل أحمد الهذيل، وهو من أوائل الممثلين السعوديين، الذي قال: “أنا سعيد جداً بهذا الحراك المتواصل، لم يكد ينتهي مهرجان الرياض للمسرح ولم يمض أسبوع على ذلك الحراك الذي سعدنا به وبتواجد الفرق المسرحية التي قدمت ما لديها من إبداع، حتى تلاه هذا المهرجان لمسرح الهواة، هذا الحدث الذي بكل تأكيد سوف يكون له نتائج إيجابية لبناء لبنات جديدة للمسرح للأعوام القادمة”.
وأضاف: “كنا حقيقة نتطلع إلى هذا التواجد منذ زمن طويل، ولكن ربنا سبحانه وتعالى أنعم علينا بقيام وزارة الثقافة التي كونت هذه الهيئات حيث تعنى كل هيئة بالجانب المناط بها، وهيئة المسرح والفنون الأدائية حقيقة قدمت الشيء الكثير ولا نزال نتطلع إلى قادم الأيام في العديد من الفعاليات والنشاطات، حراك متواصل والدم يتحرك في كل الاتجاهات، الكل في كل منطقة يمارس دوره وتحريك الدم من خلال هذا العطاء المسرحي ونتطلع إلى مستقبل باهر في مجال المسرح في المملكة العربية السعودية.”
ورداً على سؤال عما إذا كانت الموهبة لا بد وأن تقترن بالدراسة قال الهذيل: “من تجربتي، أنا لا أعنز على التعليم بحد ذاته لأن الموهبة هي التي تقود الفنان لأن يبرز مواهبه وما يملك، أنا بدأت دراما قبل دراستي بعشرة أعوام تقريباً إذاعة وتلفزيون ومسرح ثم ذهبت للدراسة في أمريكا وحصلت على بكالوريوس مسرح، ولم تضف لي الكثير حقيقة في مجال الأداء والدراما بقدر ما أضافت لي في مجال الثقافة بما يتعلق بتفسير بعض الجوانب المتعلقة بالمسرح، ولذلك أنا دائماً يعني أضع الموهبة بالمقدمة في هذا الجانب، ولا ألغي حقيقة الجانب الأكاديمي، فهو بالعكس هو تقريباً يفسر الكثير مما يتعلق بالمسرح في كل جوانبه، ولكن بكل تأكيد أنا أعتقد أن العصف الأكاديمي لهذا الجيل ضروري جداً للتعرف على جوانب كثيرة يتناولها أو يتعاطاها ويؤديها على خشبة المسرح، وليس لديه تفسير ربما لماذا تعني هذه الحركات وهذا الأداء ولماذا هي مقننة بهذا الشكل”.
وختم الممثل السعودي حديثه بالقول “نتطلع إلى مستقبل باهر إن شاء الله للمسرح السعودي بعناصره وإضافة ما يشبه الملح للطعام وهو العنصر النسائي الذي كنا نفتقده، فأنا سعيد جداً الحقيقة بما شاهدته من أداء ومن حماس ومن إمكانيات وقدرات حقيقة متمثلة في هذا الجيل من الجنسين”.
عن المهرجان
يذكر أن هذه هي النسخة الأولى لمهرجان أندية الهواة المسرحي، والذي تنظمه هيئة المسرح والفنون الأدائية كأول مهرجان مسرحي لأندية الهواة المسرحية المحلية. يهدف المهرجان إلى إثراء المشهد الثقافي الفني والمساهمة في تنشيط وتطوير الحياة المسرحية في المملكة من خلال زيادة عدد أعمال الإنتاج المحلي واكتشاف المواهب والقدرات الفنية المسرحية المميزة. ويشمل المهرجان العديد من ورش العمل والندوات النقدية والأحاديث المسرحية والبرامج التعليمية المتخصصة بالإضافة إلى معرض مصاحب، كما وتم اختيار ثمانية عروض مسرحية لتعرض خلال أيام المهرجان وتتنافس في ما بينها ضمن مسابقة تشمل جوائز عدة.
للمزيد من المعلومات والتفاصيل حول هذا الحدث اقرؤوا معنا: هيئة المسرح تطلق النسخة الأولى من مهرجان أندية الهواة المسرحي