إيران تحتجز ناقلة نقط أميركية في بحر عُمان
أفادت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية “إرنا” الخميس بأن “القوات البحرية لجيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية أوقفت ناقلة نفط أميركية في مياه بحر عمان بأمر قضائي”.
أعلنت طهران اليوم الخميس أن قواتها البحرية احتجزت ناقلة نفط ترفع علم جزر مارشال في بحر عُمان، ردا على قيام الولايات المتحدة بتوقيف الناقلة ذاتها ومصادرة شحنتها من النفط الإيراني العام الماضي.
تغطية متواصلة على قناة موقع “عرب 48” في “تليغرام”
وكانت واشنطن قد أعلنت في أيلول/سبتمبر 2023 أنها قامت في نيسان/أبريل من العام ذاته، بمصادرة شحنة نفط إيرانية كانت على متن ناقلة تحمل اسم “السويس راجان” تديرها شركة يونانية. وكان هذا الإعلان أول تأكيد رسمي للواقعة التي أعقبها قيام طهران بمصادرة ناقلتين في مياه الخليج في نيسان/أبريل وأيار/مايو.
وأتى ذلك في سياق من التجاذب بين الجمهورية الإسلامية وعدوّها اللدود الولايات المتحدة في منطقة الخليج. وتتهم واشنطن طهران بالوقوف خلف سلسلة هجمات على حركة الملاحة في المنطقة، ومصادرة ناقلات نفط والتحايل على العقوبات الأميركية المفروضة عليها لتصدير الخام وبيعه في الأسواق.
وأفادت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية “إرنا” الخميس بأن “القوات البحرية لجيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية أوقفت ناقلة نفط أميركية في مياه بحر عمان بأمر قضائي”.
وكانت وكالتا أمن بحري بريطانيتان قد أعلنتا في وقت سابق بأن مسلّحين صعدوا على متن سفينة في بحر عُمان على مقربة من إيران، ثم فقد الاتصال بها.
وقالت شركة “إمباير نافيغايشن” اليونانية في بيان إن ناقلة النفط تابعة لها و”تحمل طاقما مكونا من 18 فيليبينيا ويوناني واحد”. وأوضحت أنها “كانت حمّلت في الأيام الماضية في البصرة (العراق) شحنة من حوالي 145 ألف طن من النفط الخام متجهة إلى آليا (تركيا) عبر قناة السويس”.
بدورها، أوضحت شركة “أمبري” لأمن الملاحة البحرية: “صعد على ناقلة ’سانت نيكولاس’ للنفط الخام التي ترفع علم جزر مارشال، أربعة إلى خمسة أشخاص مسلحين بينما كانت على بعد حوالي 50 ميلا بحريا إلى شرق ولاية صحار العُمانية”. موضحة بأن الناقلة “بدلت وجهتها وزادت سرعتها قبل فقدان الاتصال معها و”توجهت نحو (ميناء) بندر جاسك في إيران”.
وقالت الشركة إن المسلحين ارتدوا “زيا عسكريا أسود اللون وأقنعة سوداء” و”أقدموا على تغطية كاميرات المراقبة على متن السفينة”، مشيرة إلى أن الناقلة لوحقت باسمها السابق (السويس راجان) قضائيا لنقلها نفطا إيرانيا خاضعا للعقوبات صادرته واشنطن.
وأكدت طهران أن مصادرة الناقلة ردّ على تلك الخطوة. وأوضحت بحرية الجيش أنه “في أعقاب الانتهاك المرتكب من السفينة السويس راجان في أيار/ مايو 2023 وسرقة الولايات المتحدة النفط الإيراني، تم توقيف الناقلة المذكورة، واسمها الجديد سانت نيكولاس، صباح اليوم”.
وأشارت إلى أن هذه الناقلة كانت قد “سرقت شحنة النفط العائدة للجمهورية الإسلامية الإيرانية بتوجيه من الولايات المتحدة ونقلتها إلى موانئ ذاك البلد وأعطت النفط إلى الولايات المتحدة”. مؤكدة توقفيها بناء على “أمر قضائي”، و”نقلها إلى موانئ الجمهورية الإسلامية الإيرانية لتسليمها إلى السلطات القضائية”.
وكانت وزارة العدل الأميركية قد أعلنت في أيلول/ سبتمبر مصادرة شحنة النفط من السويس راجان بعدما تبيّن لها أن الحرس الثوري يحاول بيعها للصين. وأضافت أن البيع ينتهك العقوبات وبناء عليه استصدرت الحكومة الأميركية مذكرة لمصادرة هذه الحمولة.
وكان تصدير النفط يعد من أبرز موارد إيران قبل 2018، حين انسحبت الولايات المتحدة أحاديا من الاتفاق الدولي بشأن ملف طهران النووي، وأعادت فرض عقوبات قاسية عليها. وتتهم واشنطن طهران باللجوء إلى وسائل شتى للتحايل على هذه العقوبات وبيع الخام في الأسواق، منها نقل الشحنات من سفينة لأخرى في عرض البحر.
وفي السنوات الأخيرة، تبادلت واشنطن وطهران الاتهامات على خلفية سلسلة حوادث في مياه الخليج. ولطالما شهدت الممرات البحرية في منطقة الخليج توترات بين البحريتين، واتهامات أميركية لإيران بالوقوف خلف عمليات مصادرة واعتداء على سفن.
وفي تموز/ يوليو الماضي، أعلنت البحرية الأميركية أنّ الحرس الثوري احتجز سفينة تجارية “يُحتمل أن تكون متورطة في أنشطة تهريب” في منطقة الخليج، غداة اتهامها البحرية الإيرانية بمحاولة احتجاز ناقلتَي نفط تجاريتين قبالة سواحل عُمان.
وفي مطلع آب/ أغسطس، أعلنت واشنطن وصول أكثر من ثلاثة آلاف بحار أميركي إلى الشرق الاوسط في إطار خطة لتعزيز الوجود العسكري في المنطقة بهدف ردع إيران عن احتجاز السفن وناقلات النفط. جاءت التحركات في أعقاب سلسلة من عمليات احتجاز السفن عند مضيق هرمز، الممر الرئيسي الذي يعبر من خلاله يوميا نحو خمس إنتاج النفط العالمي.
المصدر: عرب 48