التوصل إلى “اتفاق إطاري” في محادثات باريس سيعرضه الوسطاء على حماس
توصل مسؤولون أميركيون وإسرائيليون وقطريون ومصريون إلى تفاهمات على شكل “إطار عمل يمكن أن يؤدي إلى اتفاق نهائي”، في المفاوضات الرامية لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة، وذلك في محادثات أجريت في باريس، الأحد، بحسب ما أكد مسؤولون، الإثنين، على أن يتم عرض التفاهمات على حركة حماس، التي تشترط وقفا كاملا وشاملا لإطلاق النار في قطاع غزة للتوصل إلى أي اتفاق.
تغطية متواصلة على قناة موقع “عرب 48” في “تليغرام”
وقبيل انتصاف ليل الإثنين، عبّر وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، عن “الأمل” بالتوصل لاتفاق يقضي بوقف القتال في غزة مقابل تبادل الأسرى بين حركة حماس وسلطات الاحتلال، بعد محادثات في باريس، مشيرا إلى “مقترح جيد وقوي”، في تصريحات صدرت عنه خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي.
وقال بلينكن للصحافيين إثر لقاء عقده خلال النهار في واشنطن مع رئيس الوزراء القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إنه “أُنجز عمل مهم جدا وبناء. وهناك بعض الأمل الحقيقي بينما نمضي قدما”. وأضاف “يتعين على حماس اتّخاذ قراراتها الخاصة. لا يسعني إلا أن أقول لكم إن هناك توافقا قويا بين البلدان المعنية على أن هذا المقترح جيّد وقوي”.
وذكرت شبكة “إن بي سي” الأميركية أنه جرى التوصل إلى تفاهمات حول اتفاق إطاري حول تبادل الأسرى ووقف مؤقت لإطلاق النار في قطاع غزة، خلال المباحثات الأميركية الإسرائيلية القطرية المصرية التي أجريت في العاصمة الفرنسية باريس، الأحد، على أن يتم عرض الاتفاق على حركة حماس في وقت لاحق.
ونقلت الشبكة الأميركية عن مصدر قالت إنه مطلع على المحادثات في باريس أن “المفاوضين من إسرائيل والولايات المتحدة وقطر ومصر اتفقوا على إطار عمل لصفقة جديدة للإفراج عن الرهائن”، في إشارة إلى المحتجزين الإسرائيليين لدى فصائل المقاومة في قطاع غزة المحاصر.
وقال المصدر إن “الاتفاق (المحتمل) سيشهد إطلاق سراح الرهائن الأميركيين والإسرائيليين المتبقين على مراحل، تبدأ بالنساء، ما سيترافق مع وقف تدريجي للقتال وتوصيل المساعدات إلى غزة، إلى جانب تبادل الأسرى الفلسطينيين”. وبحسب التقرير، فإنه “سيتم تقديم مسودة (اتفاق محتمل بناء على تفاهمات باريس) إلى حماس اليوم (الإثنين)”.
وأمس، الأحد، أجرى مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، وليام بيرنز، محادثات في العاصمة الفرنسية، باريس، بمشاركة رئيس الوزراء القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس المخابرات المصرية، عباس كامل، ورئيسي الموساد، دافيد برنياع، والشاباك، رونين بار.
يأتي ذلك في ظل إصرار حركة حماس على وقف فوري ودائم لإطلاق النار للموافقة على أي صفقة جديدة، الأمر الذي سيكون بمثابة عقبة كبيرة أمام إمكانية التوصل إلى اتفاق نهائي بناء على تفاهمات باريس.
“الإفراج عن نحو 40 محتجزا إسرائيليا خلال 40 يوما من الهدنة”
وبحسب موقع “واللا” الإسرائيلي، فإنه جرى الاتفاق في باريس على “مخطط من ثلاث مراحل سيتم تقديمه إلى حماس، سيتم بموجبه، في المرحلة الأولى، إطلاق سراح 35-40 محتجزًا إسرائيليًا، من النساء وكبار السن والذين بحالة طبية صعبة”.
وأفاد التقرير، نقلا عن مسؤولين إسرائيليين وقطريين، بأن المخطط يشمل هدنة لمدة ستة أسابيع، وإطلاق سراح أسرى فلسطينيين، ولفت إلى أن كابينيت الحرب الإسرائيلي سيناقش هذا العرض في جلسة يعقدها مساء اليوم.
ووفقا للتقرير، فإن المرحلة الأولى مفصلة في إطار المخطط الذي تم التوافق حوله، في حين لم يتم الاتفاق على تفاصيل المرحلتين التاليتين، وجرى بحثهما بشكل عام، على أن يتم التفاوض بشكل منفصل بشأنهما خلال الأسبوع السادس من الهدنة.
ونقل التقرير عن مسؤول إسرائيلي قوله إن “الهدف هو البدء في المرحلة الأولى مع تفاهمات أولية بشأن المرحلتين الثانية والثالثة”. ووفقا للتقرير، فإن “المرحلة الثانية ستشمل الإفراج عن الرجال (الجنود والمدنيين الذين تقل أعمارهم عن 60 عاما)”.
وتشمل المرحلة الثالثة تسليم جثث محتجزين قتلوا في الأسر. وسيتم تحديد عدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم تحريرهم مقابل كل أسير إسرائيلي، في كل مرحلة، فيما لم يتم التوصل إلى تفاهمات بشأن مدة الهدنة في المرحلتين الثانية والثالثة.
وأوضح التقرير أنه سيتم عقد اجتماع في العاصمة المصرية القاهرة، في الساعات المقبلة، مع كبار المسؤولين في حركة حماس، لمناقشة الخطوط العريضة للاتفاق المحتمل. وسط ترجيحات إسرائيلية بأن تقدم حماس ردها على هذه التفاهمات خلال 24-48 ساعة.
ولفتت صحيفة “العربي الجديد” إلى اجتماع عقد مساء الإثنين، بين مسؤولين بارزين في جهاز المخابرات العامة المصري وقيادات من حركة “حماس” يتواجدون في القاهرة منذ عدة أيام، حيث من المقرر أن يتم تسليم التفاهمات التي جرت في لقاء باريس لوفد الحركة، ومناقشة ملاحظات الحركة المبدئية.
تقارير متضاربة
وقالت القناة 12 الإسرائيلية إن المرحلة الأولى من الصفقة المحتملة تشمل هدنة لـ45 يوما في قطاع غزة، تتضمن الإفراج عن 35 محتجزا إسرائيليا لدى فصائل المقاومة، مقابل الإفراج عن ما يتراوح بين 100-250 أسيرا فلسطينيا مقابل كل “رهينة”.
وأضافت القناة أن ذلك سيشمل أسرى مدانين بقتل إسرائيليين؛ مشيرة إلى أن العدد الإجمالي للأسرى الذين سيتم الإفراج عنهم قد يتراوح بين 4 و5 آلاف أسير فلسطيني. وقالت إن ذلك يشمل زيادة كبيرة في المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.
وفي أعقاب التقارير عن إمكانية أن تؤدي صفقة محتملة على غرار تلك التي استعرضتها القناة 12، إلى “تفكك الحكومة الإسرائيلية”، سارع مكتب رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، إلى نفي “التقارير حول تفاصيل الصفقة”، وقال إنها تتضمن “شروطا غير مقبولة على إسرائيل”.
رئيس الوزراء القطري عن جهود الوساطة: أحرزنا تقدما أمس… لا يمكننا التنبؤ برد حماس
بدوره، قال رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إن المرحلة الحالية من المحادثات قد تفضي إلى وقف دائم لإطلاق النار في المستقبل، لافتًا إلى أنه “لا يمكننا التنبؤ برد حماس لكننا ملتزمون بمواصلة جهودنا”.
وأوضح أن المحادثات بشأن الأسرى الإسرائيليين في غزة “في تحسن مقارنة بالأسابيع الماضية”، مشددا على أن “دور قطر الرئيسي يتمثل في العمل من أجل التوصل إلى حل يفضي لإطلاق سراح الأسرى ووقف إطلاق النار على غزة”.
وأشار إلى أن “التصعيد الحالي في غزة لن يؤدي إلى أي تقدم فيما يتعلق بإعادة الرهائن”، لافتا إلى أن “قطر حذرت منذ اليوم الأول من احتمال توسع الحرب في المنطقة”.
وقال خلال مقابلة مع المجلس الأطلسي في واشنطن إن “وضع حد للحرب في غزة ليس مطلبا للشعب في غزة فحسب بل أيضا مطلب إقليمي”. وشدد على أن “قطر طرف وسيط وليست طرفا في النزاع. نحاول جسر الهوة”.
وأضاف “دورنا هو الوساطة ومحاولة جسر الهوة والتقريب بين الأطراف وليس لنا دور أكثر من هذا”.
واشنطن: المحادثات واعدة
وفي وقت سابق اليوم، قال البيت الأبيض إن المحادثات الرامية إلى إطلاق سراح دفعة جديدة من المحتجزين الإسرائيليين لدى حركة حماس في غزة “بناءة وواعدة”، مشددا على أنه “لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به”.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، “أعتقد أن من العدل وصفها (المحادثات) بأنها بناءة… نعتقد أن هناك إطارا لاتفاق آخر بشأن الرهائن”.
وأضاف في تصريحات لشبكة “سي إن إن” أن “هذا يمكن أن يحدث فرقا فيما يتعلق بإخراج المزيد من الرهائن وإيصال المزيد من المساعدات وخفض العنف فعليا”.
وقال كيربي إن المناقشات التي جرت مع المسؤولين القطريين والمصريين والإسرائيليين كانت جيدة للغاية. وأضاف “لم نتجاوز خط النهاية بعد… لكننا نشعر بالرضا تجاه المناقشات ومسارها والوعد بإنجاز شيء قد يكون مهما للغاية”.
تل أبيب: “المحادثات بناءة لكن الفجوات كبيرة”
ووصف رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، محادثات باريس، في بيان صدر عن مكتبه أمس، الأحد، بأنها “بناءة”، مشددا في الوقت نفسه على وجود “فجوات كبيرة” ستبحثها الأطراف في اجتماعات إضافية تعقد خلال الأسبوع الجاري.
وجاء في البيان أن “اللقاء وصف بأنه لقاء بناء”، مضيفا أنه “لا تزال هناك فجوات كبيرة؛ ستواصل الأطراف مناقشتها خلال الأسبوع في اجتماعات متبادلة إضافية”.
وأشارت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عبر موقعها الإلكتروني (واينت) إلى أن رئيسي الموساد والشاباك، سيشاركان في اجتماع يعقده “كابينيت الحرب” الإسرائيلي الإثنين، لإطلاعه “على نتائج محادثات باريس”.
المصدر: عرب 48