على الرغم من أن الكلام هو وسيلة التواصل بين البشر،إلا أن التواصل من الممكن أن يبدأ قبل تعلم الطفل الكلام عن طريق لغة الجسد مثل البكاء والضحك وتعبيرات الوجه، ولكن يبقىبداية تعلم نطق الكلام هو مصدر كبير لسعادة الأبوين، وربما يكون أكبر تحدٍّ أو رهان بين الأب والأم بعد ولادة طفلهما أن يبدأ الطفل بنطق بابا قبل ماما أو العكس، الدكتور وائل عبدالعال، استشاري طب الأطفال في مستشفى “إن إم سي رويال”، يرد على أسئلة القارئات حول متى يبدأ الطفل الكلام؟
يدرس الطفل قواعد اللغة، ويشاهد استخداماتها لدى الكبار قبل أن ينطق بأول كلمة، ويعتقد العديد من العلماء أن الطفل يبدأ بتعلم الكلام أثناء الحمل، وهو جنين في رحم الأم فيستطيع الجنين سماع صوت الأم وتمييزه عن الأصوات الأخرى، ثم يتدرج كالآتي:
يعتبر البكاء هو أول أشكال التواصل الخاصة بالطفل، وهناك العديد من الأنواع من البكاء، فمثلاً الصراخ العالي إشارة إلى الجوع، وليس كل بكاء للرضيع يدل على الجوع، فهو يبكي أيضاً عندما يريد أن ينام أو يشعر بالخوف أو الوحدة أو المغص أو حتى إذا أراد تغيير الحفاض الممتلئ، ومع تقدمه في السن سيبدأ بإصدار مجموعة متنوعة من الأصوات كالغرغرة والتنهيدات والضحكات والهمهمات وغيرها.
يبدأ الطفل بالثرثرة والجمع بين الحروف الساكنة والمتحركة، وفي الشهر السادس من العمر يبدأ الطفل بإصدار عدة أصوات، فعلى سبيل المثال قد يقول الطفل “بابا أو دادا أو ماما”، وهو لا يدرك معناها وفي نهاية الشهر السادس يستجيب الطفل لمناداته باسمه، ولكن في هذا السن يعتبر كلام الطفل عبارة عن مقاطع عشوائية لا معنى حقيقياً لها.
يبدأ الطفل باستخدام الضحك والتفاعل مع ما يحيط به بشكل أكبر، ومن الشهر التاسع يبدأ بفهم بعض الكلمات الأساسية مثل لا ووداعاً وأهلا وشكراً، كما قد يبدأ في استخدام أكبر للعديد من الأصوات، ومنذ الشهر الثاني عشر سيبدأ معظم الأطفال بقول كلمات بسيطة لها معنى، كما أنهم سيفهمون ويطيعون طلبات الوالدين القصيرة.
سيدخل طفلك بمرحلة النمو الذهني فيعبر عما يريده وما لا يريده، أو ما يحب وما يكره، ويبدأ الطفل في زيادة رصيده اللغوي من الكلمات حتى تصبح من 50 إلى 200 كلمة، كما يمكنه استخدام جمل بسيطة مكونة من كلمتين، كما يبدأ معظمهم في فهم الأوامر الأساسية الموجهة لهم، واستخدام كلمة “لي” للإشارة للملكية، كما يستطيع الطفل التلاعب بنبرة صوته قبل إتمام عامه الثاني، ولكن من الطبيعي أن يخطئ الطفل في استخدام الضمائر.
يبدأ الطفل في تكوين جمل مكونة من 24 كلمات، كما يبدأ في فهم واستخدام الضمائر، ثم يبدأ في فهم الفعل والاسم وربطهما معاً في جمل سليمة، مثل:”اشرب مياه”، “هربت القطة ويمكنه أيضاً التفرقة بين الأشكال والألوان وإجابة الأسئلة مثل ما اسمك، ومع بلوغ ابنك سنته الثالثة، يصبح قادراً على إجراء محادثة تامة معك. حتى أنه سينجح بالتفاعل مع جمل مركبة تحكينها له، مثل: “هيا بنا نجمع اللعب ونضعها في صندوق الألعاب”.
أنت كأم تعتبرين المصدر الأول لتعلم طفلك الكلام، ويمكنك أيضاً أن تسهلي من مهمة طفلك في تعلم الكلام ببعض الأشياء البسيطة مثل:
- ناديه باسمه دائماً؛ حتى يستطيع معرفة اسمه بسرعة
- تحدثي إلى رضيعك دائماً
- غني له أغنية أو اقرئي كتاباً بصوت مسموع، فكل ذلك يساعد على توسيع محصلته اللغوية.
- تجاوبي مع رضيعك عندما يصدر صوتاً غير مفهوم لك.
- اشرحي لرضيعك ماذا تفعلين مثل: “الآن سنلعب” أو “هيا لنخرج”، بهذه الطريقة سيبدأ الطفل في تعلم الكلمات المعتادة والمستخدمة يوميّاً، ومع الوقت سيتعلم كيف يرددها.
- لا ترددي الكلمات التي ينطقها طفلك بطريقة خاطئة، وصححيها له في كل مرة حتى يتعلم الصواب.
- أسباب اجتماعية مثل أن يكون الطفل الأول للعائلة.
- أن يكون الأبوان لايتحدثان معه أو أمامه كثيراً.
- أن يكون الأب والأم يتحدثان معه بلغتين مختلفتين.
- أسباب مرضية سواء كانت العضوية أو النفسية أيضاً، فلا تترددي في استشارة طبيب إذا تأخر طفلك في الكلام. فقد يحتاج الطفل إلى إجراء اختبار سمع أو العرض على اختصاصي التخاطب للسيطرة مبكراً على المشكلة.
انتبهي: متى يبدأ الرضيع في النطق؟
ملاحظة من «سيدتي نت»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص
