إجازة المولود للأب هل تساعد على التكيف مع الوضع الجديد؟
ركزت الأبحاث منذ عقود على دماغ الأم، وكشفت عن تغييرات رائعة تدرب الدماغ على متطلبات إبقاء إنسان صغير على قيد الحياة، لكن الأبحاث الجديدة حول دماغ الأب؛ تُظهر أنه بحاجة للتدريب لتقبل المولود الجديد، والحل الأول هو أخذ إجازة من العمل لرعاية طفل حديث الولادة؛ لأنه أمر جيد للترابط بين الأب والطفل، وحتى علاقة الوالدين ببعضهما البعض. ولكن هناك فائدة كبيرة أخرى لإجازة الأبوة؛ نتعرف عليها الآن بفضل البيانات والأبحاث الجديدة؛ وهي تدريب الدماغ الأبوي، كما يكشف الخبراء والمتخصصون.
تحدث هذه التغييرات على الرغم من أن الآباء لا يتمتعون بالخبرة الجسدية الخاصة بالحمل والولادة والتحولات الهرمونية المرتبطة بها، ورغم ذلك فهم يعيشون هذا التحول بالتحديد المليء بالتغيرات الهيكلية والوظيفية المتعلقة بـ”أدمغة الآباء”، فالآباء يُصنعون، ولا يُولدون، والوقت الذي يقضيه الأب مع المواليد الرضع هو عنصر أساسي في بناء دماغه،
ويبدأ ذلك من خلال إشارات أطفالهم التي ترتبط بالعلاقة بين الأب والرضيع، ما يشير إلى أن مثل هذه التغيرات العصبية تجهز الدماغ للأبوة. فلا أحد، حسب تأكيد الخبراء، يولد بهذه القدرة السحرية للوقوع في دور “الوالد” بسهولة.
تجارب عملية للتفاعل
في هذه الحالة، يتم إجراء لقاء فردي بين الأب ورضيعه، فقد أظهرت الأبحاث أنه كلما زاد عدد الساعات التي يقضيها الطفل بمفرده، زادت التغيرات العصبية الوظيفية لديه، وهذا يمكّن الآباء من أن يصبحوا أكثر فعالية لأطفالهم، في هذه الفترة، وذلك بالتدريب.
ومثل معظم برامج التدريب، تصبح الفوائد واضحة مع كل جهد يبذله الأب، حيث يكمن جمال تدريب دماغ الأبوة في أنه لا يتطلب تمريناً مكثفاً، أو كومة من الكتب، أو أياماً طويلة في غرفة الاجتماعات. الشيء الوحيد الذي يحتاجه الأب في هذا البرنامج التدريبي هو قضاء وقت ممتع مع طفله، وعندما يتفاعل معه؛ تقوم شبكته العصبية بتعديل نفسها لتستجيب للطفل بسرعة أكبر، وعندما يستجيب الدماغ بسرعة أكبر؛ يصبح الطفل محتاجاً لوجود الأب، فتقوم الشبكة العصبية بضبط نفسها بشكل أفضل مراراً وتكراراً.
هل يمكن لجميع الآباء الحصول على إجازة الأبوة؟
لا يقدم الكثير من أصحاب العمل حول العالم إجازة أبوة مدفوعة الأجر، بحيث لا يمكن للآباء تحمل تكاليف إجازة غير مدفوعة الأجر، مع ذلك
فلا يزال بمقدور الآباء تدريب عقولهم؛ من خلال إيجاد وقت للمشاركة مع الطفل خارج العمل؛ لتحقيق أقصى قدر من تدريب الدماغ، بحيث يجب أن تكون الرعاية أولوية أثناء مرحلة الرضاعة لطفلك.
إذ تتيح إجازة الأبوة للآباء التواجد حولهم، وتخفيف عبء الرضاعة، خصوصاً أن الأمهات محرومات من النوم، وإيجاد الوقت لاستيعاب أدوارهن الجديدة والبالغة الأهمية والتأمل فيها. وكما يعلم جميع الآباء العاملين جيداً، فإنه ليس من السهل التوفيق بين العمل المكتبي ومتطلبات الرضيع.
تعرّفي إلى المزيد: أنواع مختلفة من الآباء
أدوار يمكن للآباء القيام بها في تربية المولود
من هنا تأتي أهمية إجازة الأبوة للمساعدة في هذه التفاصيل، فإذا تركنا مهمة الرضاعة للأم؛ فلا تزال هناك أدوار كثيرة يمكن للأب المساعدة بها لتقوية الارتباط مع طفله، وهي:
- دور تغذية الطفل، إذا كان يعتمد على الرضاعة الصناعية، لتقديم الدعم، وتخفيف عبء الرضاعة، للأمهات المحرومات من النوم، وإيجاد الوقت للاستيعاب والتأمل في ضغوطهن الكبيرة، وهي أدوار جديدة مهمة جداً لأن يصبحوا آباء.
- مهمة تغيير الحفاضات، والتخلص من فقاعات الغاز.
- تدريب الطفل على وقت الاستلقاء على البطن، فهذه الطريقة هي المهدئ الرئيسي له في تلك الفترة.
- تدريب الطفل على وقت القيلولة.
- المساعدة في لف القماط، ويمكن تعلم ذلك من الفيديوهات المنتشرة على “يوتيوب”.
- ترديد أغاني التهويدة، التي يمكن للأب تعلمها.
- تشغيل غسالة الملابس، والمساعدة في ترتيب ملابس الطفل.
- وقت الاستحمام، مهم جداً لمساعدة الأم على حمل الطفل والتجرؤ لوضعه في الماء.
- ربط حزام الأمان، عند اصطحاب الطفل في السيارة، وتعلم هذه المهمة بإحكام.
- وضع حاملة الطفل والخروج به في نزهة على الأقدام.
- القيام برحلات التطعيم والفحوصات الصحية في المستشفيات.
- القيام بالأعمال المنزلية الأخرى، وإعداد الوجبات الخفيفة.
- رعاية الأطفال الأكبر سناً، إن وجدوا، واللعب معهم، ومحاولة تعويدهم على الوضع الجديد؛ لمنع الغيرة.
تعرّفي إلى المزيد: هل يزيد اللعب مع الأب ذكاء الطفل؟
إجازة مدفوعة
تعتبر إجازة الأبوة في القطاع الخاص في دولة الإمارات العربية المتحدة هي الأولى من نوعها في المنطقة، فقد اتخذت خطوة رائدة؛ وهي إجازة الوالدين للآباء، حيث يحق لهم الحصول على إجازة مدفوعة الأجر لمدة خمسة أيام.
ومما لا شك فيه أن هذه الميزة الأخيرة للموظفين في القطاع الخاص سيكون لها تأثير إيجابي على الأسر والقوى العاملة في البلاد.
وربما تؤدي خطوة موسعة من هذا النوع إلى جذب المزيد من المواهب إلى القطاع الخاص، حيث لا يستطيع كل مقيم أو مواطن تحمل تكاليف رعاية الأطفال أو المربيات، وخطوة كهذه لا يمكن إلا أن توفر العون الذي تشتد الحاجة إليه للآباء في الأسابيع الأولى المرهقة من الاعتياد على مولود جديد في المنزل.
ملاحظة من «سيدتي نت»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.