إسرائيل تستخدم المسيرات بقطاع غزة لإعدام الفلسطينيين عن بعد
أكد المرصد الأورومتوسطي في بيان له، اليوم الأحد، أن الجيش الإسرائيلي كثف من استخدام طائرات كوادكابترالتي يتم تسييرها إلكترونيًّا عن بُعد، كأداة قتل وإيقاع أذى في صفوف الفلسطينيين، بعد أن كانت مهمتها مقتصرة على العمل الاستخباري.
الاحتلال يصعد من تنفيذ عمليات القتل العمد والإعدام (Getty Images)
قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إنه وثق استخدام الجيش الإسرائيلي طائرات مسيرة صغيرة الحجم (كوادكابتر) في إطلاق نار مباشر تجاه فلسطينيين وقتلهم وإيقاع إصابات في صفوفهم، في إطار جريمة الإبادة الجماعية المستمرة منذ السابع من تشرين أول/أكتوبر الماضي.
تغطية متواصلة على قناة موقع “عرب 48” في “تليغرام”
وأكد المرصد الأورومتوسطي في بيان له، اليوم الأحد، أن الجيش الإسرائيلي كثّف من استخدام طائرات كوادكابترالتي يتم تسييرها إلكترونيًّا عن بُعد، كأداة قتل وإيقاع أذى في صفوف الفلسطينيين، بعد أن كانت مهمتها مقتصرة على العمل الاستخباري.
وقال الأورومتوسطي إن الجيش الإسرائيلي يصعد من تنفيذ عمليات القتل العمد والإعدام غير القانونية بحق المدنيين الفلسطينيين من خلال القنص وإطلاق النار من طائرات مسيرة في مختلف مناطق قطاع غزة، إلى جانب استمراره في قتل الفلسطينيين على نحو واسع من خلال القصف الجوي والمدفعي على المناطق السكنية.
وأبرز أن عمليات القتل والإعدام والقنص التي ينفذها الجيش الإسرائيلي في مراكز الإيواء والمستشفيات والشوارع والمناطق السكنية المأهولة كان استهدف فيها بشكل أساسي مدنيين عُزل، دون أن يشكلوا مصدرًا لأي تهديد أو خطر، أو أن يشاركوا بالأعمال القتالية بأي شكل من الأشكال.
ووفقا للتحقيقات التي أجراها المرصد الأورومتوسطي، فإنه يشتبه باستخدام الجيش الإسرائيلي للطائرات المسيرة القاتلة الصغيرة المجهزة برشاشات وصواريخ من فئتي Matrice 600 وLANIUS ، وهي طائرات مسيرة متعددة الاستخدامات وعالية القدرة على التحرك، ومصممة للتشغيل على المدى القصير، ويمكن للنظام الخاص بها استكشاف المباني ورسم الخرائط تلقائيًا لاكتشاف الأهداف المحتملة، فيما يمكن أن تحمل حمولات قاتلة أو غير قاتلة، وهي قادرة على أداء مجموعة واسعة من المهمات للقوات الخاصة والعسكرية.
ووثق الأورومتوسطي مقتل عشرات المواطنين جراء إطلاق نار من هذه النوع من المسيرات، إما عن طريق إطلاق النار المباشر تجاه الأفراد، أو من خلال إطلاق النار العشوائي تجاه التجمعات، حيث يجري تركيب بندقية رشاشة أسفل الطائرة والتحكم فيها آليا.
بتاريخ 12 شباط/فبراير، وثق الأورومتوسطي مقتل الشقيقين “مهيب أسامة عز الدين أبو جامع” (19)، و”إلياس أسامة عز الدين أبو جامع” (17)، وهو من ذوي الإعاقة الحركية والعقلية، في مخيم الشابورة في رفح، جنوبي قطاع غزة.
وفي إفادة لفريق المرصد الأورومتوسطي، قال والد الشقيقين “أسامة”: “في الليل، حوالي الساعة 1:45، سمعنا صوت إطلاق نار حولنا. كنا في الخيام ولم نكن نعرف ماذا يحدث، خرجت لأرى ماذا يحدث، وجدت الجميع يركض ويهرب. كان أبنائي استيقظوا على صوت إطلاق النار ويسألون ماذا يحدث. دخلت بعدها بأقل من دقيقة، ليبدأ إطلاق النار فوقنا من طائرة كوادكابتر، على خيمتنا مباشرة. أصبت أنا وقُتل اثنان من أبنائي، أحدهم معاق حركيًّا وعقليا. بعدها خرجنا من الخيمة وركضنا حتى أحافظ على ما تبقى من أبنائي أحياء. دخلنا إلى منزل أحدهم، وبقيت أنزف لمدة 3 ساعات حتى وصل الإسعاف وذهبت إلى المستشفى. أخذوني إلى المستشفى الكويتي الذي لم يتمكن من تقديم العلاج لي، فنقلوني بعدها إلى مستشفى أبو يوسف النجار في خانيونس، حيث أخاطوا لي الجرح وأبقوا الشظايا داخلها، وقالوا إنهم سيتابعونها لاحقا بسبب حالة الطوارئ.”
وفي اليوم ذاته، وثق الأورومتوسطي مقتل الطفل “محمود علاء عوض العصار” (16 عاما) وشقيقته “أسماء علاء عوض العصار” (21 عاما) جراء إطلاق النار تجاههما من طائرة كوادكابتر إسرائيلية شمال مخيم بدر شمال غرب مدينة رفح.
ووثق الأورومتوسطي في 8 شباط/فبراير الجاري، مقتل فلسطينيين اثنين وإصابة ثالث بجروح خطيرة جراء إطلاق نار من طائرة كوادكابتر على مدرسة تؤوي نازحين في محيط مدارس “العودة” شرق خانيونس، جنوبي قطاع غزة.
وأشار إلى مقتل مدني فلسطيني في اليوم ذاته خلال تواجده على سطح مجمع “ناصر” الطبي في خانيونس، جراء إطلاق نار من طائرات كوادكابتر إسرائيلية خلال محاولته التقاط إشارة الإنترنت بالتزامن مع حصار الجيش الإسرائيلي للمستشفى.
كما وثق قبيل ظهر الثلاثاء 4 شباط/فبراير، مقتل “محمد دياب عبد القادر برهوم” جراء إطلاق نار عليه من طائرة كوادكابتر خلال توجهه لإطعام أغنامه في بلدة “النصر” شمالي مدينة رفح.
وبالإضافة إلى شهادات شهود العيان، ووفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة فإن العاملين في القطاع الصحي رصدوا أن أغلب حالات الإعدام والقتل غير القانونية جرت بواسطة أعيرة نارية غريبة، حيث تختلف مواصفاتها عن الأعيرة النارية المعتادة، وتترك شكلًا مختلفًا على جسد الضحية عند اختراقها إياه، وهذا يدفع إلى الاعتقاد أن حالات القتل كانت بواسطة طائرات كوادكابتر المسيرة.
وأشار الأورومتوسطي إلى أنه يجري استخدام هذا النوع من الطائرات أيضا لترويع الفلسطينيين وبث الرعب لديهم والتأثير سلبًا على صحتهم النفسية، نظرًا لوجودها المستمر في الأجواء.
وشدد المرصد الأورومتوسطي على أن عمليات الإعدامات خارج نطاق القانون والقضاء سواء بالتصفية المباشرة أو القنص وإطلاق النار التي ينفذها الجيش الإسرائيلي بحق المدنيين الفلسطينيين تنتهك حقهم في الحياة وحظر حرمانهم من هذا الحق على نحو تعسفي، وذلك وفقا للقانون الدولي لحقوق الإنسان، كما تعتبر من الانتهاكات الجسيمة وفقًا لاتفاقيات جنيف، وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وفقًا لنظام رما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، كجرائم قائمة بحد ذاتها، وتشكل ركنًا من أركان جريمة الإبادة الجماعية التي تنفذها إسرائيل ضد سكان قطاع غزة منذ السابع من تشرين أول/أكتوبر الماضي.
المصدر: عرب 48