قد تكشف الأوقات الصعبة أحياناً جانباً إيجابياً؛ فقد دفع الركود العديد من الشركات إلى اكتشاف أو إعادة اكتشاف أن الإبداع كان أحد الأصول التجارية المهمة في نمو وتطور العمل. فالتفكير الإبداعي يولد الابتكار ويضع شركتك في وضع الاستعداد لتحقيق المزيد من النمو. وذلك بعد معرفة كيفية التعرف على الموظفين المبدعين لديك ومعرفة كيفية تدفق إبداعاتهم بشكل عقلاني.
ولهذا السبب يتعين على الشركات بالضرورة تحفيز المجالات الإبداعية والعقلانية لتحقيق النجاح. ولكن ما هي نقاط القوة والضعف في الإبداع والعقلانية لدى الموظف؟ دعونا نقارنها معاً.
لقد أصبحت الشركات أكثر اهتماماً ورغبة في التعلم حول مفهوم الموظف المبدع بشكل أفضل من أي وقت مضى، فالقيمة الإبداعية ضمن مجالات؛ الاتصالات، القيادة، المبيعات، تحمل مكانة تنافسية وأهمية كبيرة يحتفل فيها أصحاب الشركات.
ولكن كيف تعرف متى تكون مبدعاً في العمل ومتى لا تكون كذلك؟ وما الفرق بين الإبداع والابتكار وبين العقلانية؟ وهل هناك عملية لاكتساب هذه الخصائص أو استخدامها؟ يقدم إليك موقع الإجابات “truscribe.com”.
العقلانية والإبداع وأهميتهما في العملية الإبداعية
إن إعادة التوازن في العمل ضمن إمكانات العقل البشري إلى الأعمال التجارية والآلات يمثل تحدياً يشارك فيه الخبراء والعلماء في جميع أنحاء العالم. فقد وُلد الذكاء الاصطناعي خصيصاً لمحاكاة القدرات البشرية، لكن طريقه ما يزال بعيداً عن كمال التفكير المعرفي الإبداعي.
فالأعمال الإبداعية هي إحدى أدوات الموارد البشرية، وهذا المزيج يمكن أن يعيد خلق إمكانات نصفي الكرة العقلية: فالنصف الأيسر، وهو النصف العقلاني ومقر التفكير والكلام المنطقي والرياضي؛ والنصف الأيمن، مقر الخيال، واللغة المبهجة، والإبداع، التي يعجز عنها التقدم العلمي.
لذلك فمن الواضح أن نصفي الدماغ البشري مترابطان ويعملان عن طريق الارتباط وبنفس الطريقة، فالشركة التي تبحث عن الإبداع والعقلانية لدى الموظفين يتعين عليها إنشاء ترابط بين الإمكانات الإبداعية المخزنة في عقول الموارد البشرية والإمكانات التحليلية العقلانية المبرمجة في برامج الأجهزة التكنولوجية.
إن الإبداع لا يقل أهمية عن العقلانية، ويجب تدريبه في سياقات الأعمال لدى الموظفين، حيث يشكل الركود أكبر عائق أمام النمو. وتقع على عاتق القادة والمديرين مهمة تحفيز العمليات الإبداعية على قدم المساواة مع العمليات العقلانية. ومن ناحية أخرى، يجب على الموارد أتمتة العمليات العقلانية من خلال الترحيب بدعم التكنولوجيات وقضاء الوقت في اكتشاف طرق جديدة للقيام بالأشياء من خلال تصور حلول بديلة.
العقلانية: السمات والمميزات
يعتمد التفكير العقلاني على القدرة على ربط المعلومات من مصادر مختلفة، الحقائق والبيانات المنظمة وغير المنظمة، وتطبيق المنطق لاستخلاص استنتاجات معقولة في العمل. فيتميز الموظف العقلاني في العمل بقدرته على تحقيق النتائج الآتية:
في كثير من الأحيان، السبب الذي يجعلنا نكافح من أجل التفكير بعقلانية هو أننا نسمح لعواطفنا بأن تحجب عمليات تفكيرنا. ولهذا السبب، في بعض الأحيان، عندما نتحدث مع الآخرين عن مخاوفنا، غالباً ما يبدو أنهم يتوصلون إلى نتيجة واضحة على الفور، لأنهم منفصلون عاطفياً. إن التفكير فيما هو ضروري وما هو صحيح بشأن ما يجعلك تشعر بالموقف هو مفتاح التفكير العقلاني.
- تحويل العواطف إلى أفعال
في حين أن القول أسهل من الفعل أن تضع مشاعرك جانباً في العمل، فإن تغيير الطريقة التي تنظر بها إلى المشكلة يمكن أن يكون مفيداً حقاً عندما تهدف إلى التفكير بشكل أكثر عقلانية. بدلاً من السماح لأفكارك السلبية بأن تصبح حواجز على الطريق، دعها تشير إلى الخطوات التي يجب عليك اتخاذها. عندما تواجه مشكلة محسوسة، قم بتقسيمها إلى خطوات أصغر حتى يتم التغلب عليها بسهولة وتعود إلى المسار الصحيح لتحقيق هذا الهدف الأكبر.
- الحلول والعواقب
وبما أن من طبيعة الإنسان أن يتفاعل أولاً بالعاطفة، ثم بالمنطق بعد الحقيقة، فمن الجيد اختبار النظريات والحلول حيثما أمكن ذلك. علاوة على ذلك، سوف ترغب في العثور على أكبر عدد ممكن من الحلول المحتملة لمشكلتك من أجل الحصول على أفضل النتائج.
للقيام بذلك، سوف تحتاج إلى المعلومات. استخدم معرفتك، واستخدم الإنترنت، واستخدم الشبكة داخل مكان عملك لجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات حول هدفك/ مشكلتك قبل إعداد خطة منطقية في الوظيفة.
سمات ومميزات الشخصيات العقلانية وكيفية التعرف عليها؟
تشير نقاط العقلانية لدى الموظفين إلى القدرات والمهارات والسمات والصفات الفريدة التي يمتلكها الأفراد في بيئة مكان العمل، والتي تشمل:
القدرة على حل المشكلات: غالباً ما يكون المفكرون العقلانيون والتحليليون مفكرين مبدعين وموجهين نحو الحلول، وهناك أفراد يقيمون المشكلة ويجدون الموارد المتاحة ويبنون عموماً إستراتيجية لحلها.
- إدارة الوقت: يجب أن يكون لدى الموظف القدرة على إدارة المهام وتحديد أولوياتها والعمل بطريقة منظمة. يتم ملاحظة إنتاجية الموظفين بشكل رئيسي من خلال القدرة على الوفاء بالمواعيد النهائية والتعامل مع مسؤوليات متعددة.
- مهارات الاتصال: التواصل الجيد هو المفتاح للتعبير عن الأفكار والأفكار بشكل فعال، والانغماس في الاستماع الفعال والاستجابة بوعي لحل النزاعات وبناء علاقات أفضل.
الإبداع: السمات والمميزات
الإبداع هو القدرة على تجاوز الأفكار أو القواعد أو الأنماط أو التقليدية أو ما شابه ذلك، وإنشاء أفكار وأشكال وأساليب وتفسيرات جديدة ذات معنى، وما إلى ذلك. وهذا واسع النطاق، وليس مثالياً لأغراضنا؛ لذلك تذكر، لن يكافئك صاحب العمل إذا “تجاوزت” قواعد مكان عملك بشكل كامل.
ومع ذلك، ما يزال هذا التعريف مكاناً للبدء. من المؤكد أن توليد أفكار جديدة ذات معنى هو نوع النتيجة التي يرغب أصحاب العمل في الحصول عليها من موظف مبدع.
وقد حدد “جيمس كلير” خمس خطوات يمكن أن تزيد من ميل الفرد إلى التفكير الإبداعي. ويسردها على النحو التالي:
- جمع مواد جديدة.
- اعمل جيداً على المواد الموجودة في عقلك.
- ابتعد عن المشكلة.
- دع فكرتك تعود إليك.
- قم بتشكيل فكرتك وتطويرها بناءً على التعليقات.
سمات ومميزات الإبداع وكيفية التعرف عليه:
وقد تم تطور عدد من الإستراتيجيات لزيادة نسبة الإبداع لدى الموظف. حيث تتضمن بعض أفضل الأفكار لتنمية الابتكار والإبداع في عملك ما يلي:
- يعتمد الابتكار على المعرفة: اقرأ الأشياء التي لا تقرأها عادةً. يذكرنا هذا الاقتراح بأن تغيير الأشياء يتطلب معرفة كيف ولماذا تعمل (أو لا تعمل)، ويحثنا على الاستمرار في توسيع فهمنا للعالم الذي نعيش ونعمل فيه.
- تصوراتك قد تحد من تفكيرك: يمكن أن نصبح محاصرين في وجهات نظرنا الخاصة، ويمكن أن يساعدنا الحصول على مدخلات من الآخرين على الرؤية بوضوح.
- تعامل مع الأنماط كجزء من المشكلة: لا تقم بإصلاح الأساليب أو الأجهزة العقائدية أو الصارمة بحلول غير مرنة. استخدم العملية الإبداعية لتجنب طرق التفكير القديمة والتوصل إلى حلول جديدة حقاً.
طرح الأفكار في بداية عملية الابتكار. ثم توقف: تذكر أنه لكي تبتكر عليك أن تنفذ. لا تُضِع وقتك وربما تجمد نفسك بعدد كبير من الأفكار، ركز على الأفكار التي هي بالفعل في طريقها للتنفيذ.
المقارنة بين العقلانية والإبداع
يعتمد التزام الموظف على عاملين: العقلاني والإبداعي. ويعتمد الجانب العقلاني للالتزام على الجوانب البدائية، مثل الراتب والمزايا النقدية وإمكانات نمو الوظائف وتطويرها. أما الجانب الإبداعي فيعتمد على أخلاقيات العامل ومعتقداته ورضاه عن اختياره الوظيفي.
وتشير الدراسات بأن الموظف الذي يلتزم بشكل إبداعي بالعمل يفوق الالتزام العقلاني بأربعة أضعاف في قدرته على التأثير على أداء الموظف. فالالتزام العقلاني هو الدافع المبني على تبادل الوقت والخبرة والطاقة للحصول على تعويض مالي، أما الالتزام الإبداعي هو المكان الذي يندفع فيه الموظفون إلى العمل بسبب الشغف والغرض الذي يستمدونه، ليس فقط من عملهم، ولكن أيضاً من المنظمة التي يعملون بها.
كيفية توجيه الشخصيات العقلانية نحو الإبداع والتفكير خارج الصندوق
ما الذي يمكنني فعله لتحفيز عملية الابتكار والإبداع؟ ليس بالضرورة إنشاء منتج أو خدمة جديدة. غالباً ما يدور الابتكار حول طريقة جديدة لفعل الأشياء، أو عملية جديدة، أو نموذج عمل. يمكننا التمييز بين الابتكارات التي تعمل على تحسين العمليات والتقنيات والابتكارات الثورية التي تنطوي على التحدي والتحول لدخول سوق جديدة في العمل.
ولكن كيف يتم تطوير العملية الإبداعية؟ إن ما تعرفه جامعة هارفارد بـ” التفكير التصميمي” هو إطار العمل المبدع الذي يمكن أن يساعدك على التفكير خارج الصندوق، ويتكون من أربع مراحل:
- التوضيح: تحديد المشكلة، وفهم احتياجات المستهلكين وما يبحثون عنه في السوق.
- الفكرة: هذا هو المكان الذي يأتي فيه الإبداع. يجب على الموظف إنتاج أفكار تتضمن حل المشكلة التي تم تحديدها خلال مرحلة البحث بمقترحات مبتكرة.
- تطوير: يسعى الموظف إلى فهم مدى فائدة وفاعلية الحل المختار من الحلول المقترحة.
- التنفيذ: تقوم بتوصيل الفكرة لإثارة الاهتمام وتشجيع تبنيها.
إستراتيجيات لتعزيز التوازن بين المعقولية والإبداع في العمل الإبداعي
يعتمد التفكير العقلاني على القدرة على ربط المعلومات من مصادر مختلفة الحقائق والبيانات المنظمة وغير المنظمة وتطبيق المنطق والمنطق لاستخلاص استنتاجات معقولة.
لكن الإبداع لا يتعلق بالحقائق بقدر ما يتعلق بالعواطف. عادةً ما يكون الموظفون المبدعون شخصيات مرحة يمكنها تحويل الحدس إلى أفكار سحرية جديدة لم يفكر بها أحد من قبل.
غالباً ما يعتقد الناس أنهم إما عقلانيون أو مبدعون، ولكن الحقيقة هي أننا جميعاً نمتلك القليل من الاثنين معاً. في حين أننا قد نكون في الغالب واحداً أو آخر، إلا أننا جميعاً لدينا قبعتان: القبعة العقلانية والقبعة الإبداعية.
إن مفتاح إطلاق العنان للابتكار هو بناء فرق من المفكرين المبدعين والعقلانيين وتشجيعهم على ارتداء القبعتين من خلال عملية الابتكار في مصطلح نحب أن نطلق عليه الإبداع العقلاني.
ولبناء فريق إبداعي عقلاني مثالي، ابحث عن ملفات ذات خلفيات مختلفة وقم بدمج كل من الأشخاص الذين يعرفون الموضوع وأولئك الذين لا يعرفون. فمن خلال دمج السمات الإبداعية والعقلانية وطرق التفاوض للعمل، سيشعر الفريق بالراحة في بيئة متغيرة ومرنة.
ومن المهم أيضاً تذكير أعضاء الفريق بالأدوار التي يلعبها كل منهم في العمل لا ينبغي لنا أبداً أن ننسى الصورة الكبيرة ونقدر جهد ومساهمة كل شخص للحفاظ على الحافز العالي والتقدم الجاري. فالمفكرون العقلانيون والمبدعون مكملين فحسب، بل إنهم ضروريون للغاية لنجاح العمل. يجب علينا جميعاً أن نعمل على رعاية جانبي دماغنا لتطبيق الإبداع العقلاني وإطلاق العنان لقوة الابتكار.
أهمية دور المدربين والمعلمين في توجيه الشخصيات نحو تطوير مهارات الإبداع
يقوم القادة الفعالون ببناء فرق من المفكرين المبدعين والعقلانيين ويشجعونهم على العمل بشكل متكامل وموحد.
الموظفون المبدعون يعملون على تقديم تصور للمفاهيم الجديدة التي تعالج مشكلة أو حاجة لم يتم حلها أو لم تتم تلبيتها، وقد لا تكون موجودة بعد. ومن ثم يسمح التفكير العقلاني للزملاء بتحليل الحقائق وتحويلها إلى رؤى أساسية تضيق مجالات التركيز. لذلك فإن التوازن يصنعه القادة الفعالون بين العقلانية والإبداع. وهم يعلمون أن جميع الابتكارات لا تحتاج إلى أن تمثل اختراقات: بل يمكنها أيضاً أن تمثل طرقاً تدريجية لإضافة القيمة من خلال القيام بالأشياء بشكل مختلف.
يلعب الإبداع العقلاني دوراً مهماً في مرحلة التفكير في عملية الابتكار، حيث يتخيل الزملاء الحلول المحتملة للمشكلات المحددة. في حين أن هذه الخطوة تتطلب عقولاً مبدعة للتوصل إلى أفكار جديدة، فإنها تحتاج أيضاً إلى تفكير عقلاني لترسيخ تلك الأفكار وتطوير طريقة لجعلها قابلة للتنفيذ. إذا لم يرغب العميل في شرائه أو استخدامه. لذلك على القادة والمدراء إيجاد الطرق المناسبة لتسخير قوة كليهما بطريقة منتجة.
