هكذا سحبنا جثامين أبنائي الشهداء من بين الكلاب وقنّاصة الاحتلال
تمكن الأب الفلسطيني ناصر الآغا من سحبهم جثامين أبنائه وأبناء أخيه بعد مقتلهم من منطقة السطر الغربي بمدينة خانيونس، رغم مخاطر القصف الإسرائيلي وانتشار القناصة. واستشهد الشبان الـ11 جراء إطلاق دبابة إسرائيلية النار عليهم أثناء وقوفهم في شارع صلاح الدين بمدينة
أهال من غز ينقذون ضحايا (توضيحية – Getty Images)
بعد يوم واحد من استشهاد أبنائه وأفراد من عائلته بنيران الجيش الإسرائيلي، علم الأب الفلسطيني ناصر الآغا (63 عاما)، بأن جثامينهم ملقاة في شوارع مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة، حيث تتعرض للنهش من قبل الكلاب والقطط.
ودون تردد، قرر الآغا ذو الشعر الأبيض، التحرك على الفور لنقلهم، رغم التهديدات والمخاطر التي يشكلها القصف الإسرائيلي وانتشار القناصة في المنطقة.
وفي ساعات الصباح، توجه الأب الفلسطيني بكل إصرار، وبرفقة أقربائه إلى منطقة السطر الغربي في شارع صلاح الدين بمدينة خانيونس، لسحب جثامين أحبائهم.
ورغم إطلاق النار المستمر بالمنطقة، نجح الفلسطينيون في سحب 11 جثمانا، بينهم أبناء الأغا وأخوه وأبناء أخيه، إضافة إلى شخص مجهول الهوية.
واستشهد الشبان الـ11 جراء إطلاق دبابة إسرائيلية النار عليهم أثناء وقوفهم في شارع صلاح الدين بمدينة خانيونس، منهم 8 من عائلة الآغا.
وتمّ نقل الجثامين إلى مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح، حيث سجلت هوياتهم قبل دفنهم في مقبرة المدينة.
وفي أروقة المستشفى، خيم الحزن على أهالي الضحايا، والدموع تملأ عيونهم وهم يودعون أحبتهم الذين فقدوا جراء الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ أشهر على قطاع غزة.
وبقلب يعتصره بالحزن والألم، ألقى الأب الآغا نظرات الوداع الأخيرة على أبنائه وأبناء أخيه.
ورافق الآغا الجثامين إلى مثواها الأخير، والدموع تذرف من عينيه، وسط عشرات الفلسطينيين الذين جاؤوا لتقديم العزاء ومشاركته هذه اللحظة الحزينة.
وقال الآغا: “تمركزت الدبابة قرب شارع صلاح الدين في مدينة خانيونس وتم السماح بمرور المواطنين، وفي أثناء مرورهم بالشارع، أطلقت النار عليهم واحدا تلو الأخر، ما أدى لمقتلهم جميعا”.
وأضاف: “اضطررنا لسحبهم من الشارع بعدما رأينا الكلاب والقطط تنهش لحمهم، رغم التهديدات الكبيرة وإطلاق النار والقصف الإسرائيلي”.
وتابع: “لن أترك أبنائي تنهش جثامينهم الكلاب والقطط، وجازفنا بأرواحنا لسحبهم”.
وأوضح الآغا أن الوضع في مدينة خانيونس “صعب للغاية”، حيث يتم “قتل أي شخص يتحرك في منطقة السطر الغربي” غربي مدينة خانيونس.
ولفت إلى أن “الشهداء قُتلوا بدون ذنب، غير أنهم كانوا يمشون في الشارع”.
وخلّفت الحرب على قطاع غزة عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة “الإبادة الجماعية”.
المصدر: عرب 48