كيف تبدو البلدة القديمة قبيل حلول رمضان؟
أبو عمر: “حقيقةً نجهز لاستقبال شهر رمضان ولكن بحذر شديد لعدة أسباب، أهمها الحرب المتواصلة على غزة وأيضًا القيود التي تفرض على الأهالي، ومع ذلك نحن مجبرون على التجهيز لاستقبال رمضان بحذر شديد”.
من البلدة القديمة في القدس المحتلة (عرب 48)
يخشى التجار في البلدة القديمة بالقدس المحتلة من تكدس وتلف البضائع في محالهم التجارية وتردي الحركة التجارية بشكل أكبر مما كانت عليه، سيما وأن التجهيزات لهذا العام كانت مغايرة عن السنوات السابقة بفعل التهديدات الإسرائيلية بفرض تقييدات على وصول المصلين إلى المسجد الأقصى.
تغطية متواصلة على قناة موقع “عرب 48” في “تليغرام”
وأعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الثلاثاء الماضي أن دخول المصلين إلى المسجد الأقصى في القدس المحتلة، سيتاح خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان الذي يحل الأسبوع المقبل؛ وذلك دون تغيير عن السنوات الماضية.
ويأتي ذلك في ظل تقييدات على الأهالي في القدس المحتلة وتجار البلدة القديمة تحديدا، وذلك منذ اندلاع الحرب على غزة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، إذ يواجه التجار صعوبات بالوصول إلى محالهم التجارية بسبب فرض الحواجز والتقييدات على الزائرين والمصلين وتفتيشهم في معظم الأحيان عند دخولهم إلى البلدة القديمة.
“السيطرة على البلدة القديمة”
وبهذا الصدد، قال أمين أبو عمر وهو صاحب محل ملابس نسائية بالبلدة القديمة، لـ”عرب 48“، إن “الحالة الاقتصادية في مدينة القدس صعبة جدا ليس فقط في حالة الحرب إنما من قبل أيضا، وذلك بسبب التضييقات التي يتعرض لها الأهالي في البلدة القديمة سيما وأن الحكومة تضع عينها على البلدة القديمة للاستحواذ عليها”.
وأضاف أن “التضييقات بدأت من أبسط الأمور وهي مواقف السيارات التي تم إلغاء قسم كبير منها، وأيضًا الغرامات المالية التي تلاحق المواطنين الذين يأتون إلى البلدة وذلك لجعل المواطن يتراجع عندما يفكر بالوصول إلى البلدة، عدا عن وضع الحواجز والتفتيشات المهينة التي يتعرض لها الزائرون وأهالي البلدة، وفي نهاية المطاف الهدف من التضييقات هو منع الأهالي من الوصول إلى البلدة القديمة وبالتالي السيطرة عليها”.
وبشأن تخوّف التجار من فرض تقييدات على المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، أوضح أبو عمر أن “مدينة القدس لها رونق خاص في شهر رمضان، إذ أن المدينة عبارة عن مكان لتجمع الأهالي من مختلف المناطق، ولكن بحال تم فرض تقييدات على الأهالي في القدس سيؤدي ذلك إلى تراجع الأهالي من الوصول إلى المدينة”.
وبخصوص مدى جاهزية التجار لاستقبال شهر رمضان، قال “حقيقةً نجهز لاستقبال شهر رمضان ولكن بحذر شديد لعدة أسباب، أهمها الحرب المتواصلة على غزة وأيضًا القيود التي تفرض على الأهالي، ومع ذلك نحن مجبرون على التجهيز لاستقبال رمضان بحذر شديد”.
“ضرر وتخوف كبيرين”
وقال خالد السلفيتي وهو صاحب محل لبيع التحف الشرقية في البلدة القديمة، لـ”عرب 48” إن “الحركة التجارية في مدينة القدس قبل بداية الحرب كانت سيئة جدًا، واندلاع الحرب أدى إلى أن تكون الحركة السياحية صفر فعليًا، إذ أنه لا يوجد سائحين والمحلات في البلدة القديمة تعتمد على الغرباء وليس أهالي المدينة، علمًا أن الاعتماد بشكل أساسي هو على أهالي الـ48 وأيضًا السائحين”.
وأضاف أن “المحل التجاري الخاص بي تضرر بنسبة عالية لأن الحركة السياحية والعربية قليلة في البلدة القديمة، لذلك هناك ضرر كبير ونتخوّف من أن فرض التقييدات الجديدة سيزيد من الحالة الاقتصادية سوءا بشكل أكبر، إذ أن الحواجز التي يتم نصبها والتقييدات على السائحين تؤثر على الحركة الاقتصادية والسياحية، وقد حدثتني مجموعة سائحين أتراك أنه تم منعها من الدخول إلى المسجد الأقصى رغم انهم حضروا بغرض السياحة”.
ولفت السلفيتي إلى أن “حقيقة ما نراه أن المستقبل الذي أمامنا ليس جيدا وهذا بسبب ما نسمعه طوال الوقت، نحن نبدأ اليوم ولا نعلم ماذا سيحصل بعد ساعة، إذ يوجد لدي أصدقاء في السوق منذ أشهر لم يفتتحوا محلاتهم التجارية بسبب الحركة شبه المعدومة في القدس”.
وختتم بالقول إن: “هناك قسم كبير من أصحاب المحلات التجارية لا يريدون شراء بضائع جديدة بسبب الحركة شبه المعدومة في القدس، وايضًا تكدس البضائع منذ أشهر الأمر الذي يجعل الأهالي يتخوفون من شراء بضائع جديدة، ولكن في النهاية نأمل خيرًا”.
“أوضاع اقتصادية شبه مشلولة”
وقال محمد الشيخ قاسم وهو صاحب محل لبيع البهارات والعطارة، لـ”عرب 48“، إن “الأوضاع الاقتصادية مشلولة تقريبًا في البلدة القديمة، وأنا أقدر الحركة التجارية قبل الحرب بـ50%، ولكن مع بدء الحرب انخفضت الحركة بشكل كبير بسبب التقييدات التي فرضت على الأهالي في الضفة ومناطق الـ48، ونتخوّف أكثر من فرض تقييدات كما تم التصريح عنها من قبل الحكومة”.
وأشار إلى أن “التجهيزات لشهر رمضان عدة تكون قبل أشهر من قدومه، ولكن هذه المرة ورغم أن المدة الزمنية التي تبقت قليلة إلا أنني لم أقم بشراء بضائع جديدة، وذلك بسبب التخوف من التقييدات الجديدة ولا نريد أن نشتري بضائع وتتكدس أمامنا دون بيعها، الأمر الذي سيضر بالضائع وبنا أيضا، وبالتالي نحن مجبرون على الشراء والمغامرة ولكن بشكل حذر جدا، ونأمل أن تتيسر الأمور وتعود البهجة والأجواء المميزة من جديد”.
وعن أشكال التقييدات، ذكر “هناك العديد من التقييدات التي تُتبع بحق الأهالي، ولكن من أهم هذه التقييدات تكون على باب العامود عندما يتم إغلاقه ومنع الأهالي من الوصول إلى البلدة القديمة، وهذا ليس فقط على الزوار إنما أيضًا على التجار وأهالي البلدة القديمة والمسجد الأقصى”.
وختم قاسم بالقول “يوم الجمعة الأخير تم منعنا من الصلاة في المسجد الأقصى والشباب الذين أدوا الصلاة عند باب السلسلة خارج المسجد تعرضوا لاعتداء خلال الصلاة دون القيام بأي شيء مخالف للقانون، وكل ما يحصل هو مضايقات تمهيدية لما سيتم فرضه خلال شهر رمضان وذلك لمنع الأهالي من الوصول إلى المسجد عن طريق تخويفهم بهذه الممارسات المختلفة”.
المصدر: عرب 48