الحمل والصيام، حالتان ربما يصعب لقاؤهما، لما تفرضان على الجسم من تطورات، وتحمل مشاق، وتوابع صحية، تختلف من امرأة إلى أخرى، وبما أننا متفقون أن ما ستمرين به، قد لا تمر به غيرك، فهذا يعني أن هناك حوامل يتمكنّ من الصيام أكثر من غيرهن.
فحسب رأي الأطباء بالنسبة للحامل التي لا تعاني من الأمراض الصحية لا يسبب لها الصيام الضرر أو يهدد صحتها أو صحة الجنين. ورغم ذلك، هناك الكثير من التساؤلات، التي تريح الحامل، عندما يتلقين إجاباتها من الأطباء، الذين يردون على تساؤلات الحوامل الشائعة.
الحمل ليس مرضاً، بل مرحلة طبيعية ترافقها تغيُّرات فسيولوجية ناتجة عن إفراز هرمونات الحمل لتخليق الجنين ونضوجه خلال فترة تمتد إلى تسعة أشهر. ولكن، تجب معاملة الحمل كحالة خاصة وكأنه مرض عندما يأتي الأمر إلى اتخاذ قرار صيام الحامل في رمضان. ونظراً لذلك، تنصح كل حامل بمراجعة واستشارة طبيبها حول أمان الصيام أو ضرورة الإفطار لتفادي أي تأثير ضار أو غير آمن على صحتها وعلى حملها وسلامة الجنين.
بيد أن أبحاثاً عدة أُجريت على نطاق محدود أشارت إلى اقتران صيام الحامل خلال فترة الأشهر الثلاثة الأولى، أي أثناء فترة تخليق الجنين مع بعض التبعات. ومن أهمها:
هل يمكن للحامل أن تصوم من الأشهر الأولى من دون مضاعفات؟
الأطباء لم يتفقوا على الإجابة عن هذا السؤل، ولا زالت الحالة يلفها الكثير من الجدل؛ لأنها تتبع لقدرة المرأة نفسها إذا كان جسمها قوياً ولا تعاني من أي أعراض صحية خطيرة تمنعها من الصيام، أو الإضرار بنفسها أو الجنين، وهذا ما يحدده الطبيب، بعد ظهور مضاعفات مثل الشعور بالتعب والإعياء الشديدين؛ حيث يساهم الصيام في زيادة هذه الأعراض، التي تنتهي بالحامل إلى حالة الإغماء. وهنا عليها أن تتوقف عن الصيام، وتراجع طبيبها لأخذ القرار.
هل هناك نصائح للمرأة الحامل خلال ساعات الصيام وبعدها؟
خلال ساعات الصيام عليها التواجد في أجواء معتدلة الحرارة بعيداً عن أشعة الشمس؛ لكي تحافظ على رطوبة جسمها، وعليها الابتعاد عن أي مجهود أو توتر أو قلق، أما وقت الإفطار، وحسب نصيحة الأطباء، فعليها البدء بكوب من الماء، أو اللبن خالي الدسم، و3 حبات تمر، أو أي نوع من الفاكهة، ثم تناول كوب من الشوربة لتهدئة المعدة، وتهيئتها لاستقبال الطعام، ويجب الحرص على اختيار وجبة عالية السعرات الحرارية، وفيها جميع المكملات الغذائية المطلوبة، مع الحرص على شرب المزيد من الماء، حتى موعد السحور.
اقرئي نصائح للحامل للاستعداد لصيام رمضان
هل يسبب الصيام احتمال الولادة المبكرة؟
أجاز الشرع للحامل الإفطار حفاظاً على صحتها وصحة الجنين. وعليه، فإن كانت الأم تعاني أمراضاً تتزامن مع الحمل أو كانت تشكو أعراضاً حادة أو تشعر بالتعب والإرهاق فعليها الإفطار، وهذا ما قد يؤدي إلى الولادة المبكرة، ولكن فيما عدا ذلك، يمكن للحامل التي تتمتع بصحة جيدة ويسمح لها طبيبها بأن تصوم مع الانتباه إلى وضعها الصحي وشعورها بأي أعراض، أي ليس الصيام بحد ذاته ما يؤدي إلى الولادة المبكرة، بل الحالة الصحية السيئة للحامل خلاله.
هل هناك خطة غذائية لمتابعة الصيام أثناء الحمل؟
عليك اتباع النصائح الآتية:
- تدرجي في الإفطار، ويفضل تناول وجبات صغيرة على مهل بدلاً من وجبة طعام كبيرة دفعة واحدة.
- اهتمي بوجبة السحور وقومي بتأخيرها إلى آخر الوقت قبل الإمساك.
- تناولي الكثير من السوائل 7 أكواب من الماء خلال وقت الإفطار.
- تناولي المكملات الغذائية الموصوفة لك من الطبيب.
- لا تفرطي في تناول المأكولات الغنية بالدهون، مثل، المقالي، اللحوم الحمراء.
- تناولي أطعمة مغذية وسهلة الهضم، مثل: حبة تمر، شوربة، سلطة لأنها تساعد على إعادة الأملاح والسوائل بشكل تدريجي إلى الجسم من بعد ساعات طويلة من الامتناع عن الطعام. كما يساعد ذلك على اتزان معدل السكر في الدم بشكل تدريجي.
- نامي لفترة كافية ليلاً وخذي قيلولة في النهار.
هل تعرفين أن الأطباء لم يتفقوا إذا ما كان الصيام آمناً أثناء الحمل أم لا؟
ما أكثر الأخطاء التي يجب عليك تجنب ارتكابها خلال رمضان؟
من أهم الأخطاء الشائعة التي ترتكبها الحامل التي تصوم خلال رمضان:
- تقنين تناول الماء أو عدم شرب كمية كافية منه.
- تناول وجبة طعام كبيرة دفعة واحدة.
- تناول الحلويات مباشرة بعد انتهاء وجبة الإفطار والإكثار منها، كما يتسبب بالشعور بالعطش وفقدان كمية كبيرة من ماء الجسم (بالتالي الجفاف)، الذي قد لا تتمكن الحامل من تعويضه خلال فترة الإفطار. عدا عسر الهضم وزيادة حرقة المعدة وزيادة الوزن المفرطة.
كيف أتعامل مع مشكلة الحموضة أثناء الحمل؟
من الطبيعي أن تشتكي الحامل من شعورها بالحموضة وخاصة خلال أشهر الحمل الأخيرة، ولتخفيف أعراض الحموضة أثناء الحمل ينصح بما يلي:
تناولي وجبات طعام صغيرة حتى لا تمتلئ معدتك بكمية طعام كبيرة مرة واحدة. فذلك سيقلل فرصة عودة عصارة المعدة إلى المريء.
تناولي عقاقير علاجية للحموضة وآمنة على الحمل والجنين.
امتنعي عن تناول الأطعمة الحامضة مثل الفواكه الحمضية والمخللات والفلفل الحريف والبهارات والقهوة والكاكاو والأغذية الدسمة الدهنية (خاصة المقليات).
لا تنامي مباشرة بعد وجبات الطعام، بل انتظري من 1ـــ2 ساعة قبل ذلك.
هل يؤثر الصيام في الرضاعة؟
بيَّنت دراسات عدة أن انخفاض السكر والسوائل في الدم يترتب عليه انخفاض في كمية حليب الأم وكثافته. والمرضعات بشكل عام، يواجهن صعوبة في بدء الرضاعة خلال فترة الصيام نظراً إلى انخفاض إدرار الحليب.
ولمصلحة المولود على المرضع أن تفطر وتُكثر من شرب السوائل والأغذية الصحية؛ حتى تتمكن من إرضاع طفلها. وعليها اللجوء إلى الخضروات الورقية مثل البقدونس والجرجير إضافة إلى التمر والسمسم والفاكهة. لكن علمياً يعرف بأن أفضل مدر للحليب هو الرضاعة بحد ذاتها؛ لأنها تزيد إنتاج جسم المرأة لهرمون إدرار الحليب.
ما الحالات التي يُنصح أن تمتنع فيها الأم الحامل عن الصيام في شهر رمضان؟
- القيء المستمر؛ لأن الامتناع عن تناول السوائل لأكثر من 15 ساعة أو أقل من ذلك في الطقس الحار، قد يعرضكِ لخطر الجفاف أثناء الحمل، والذي يصاحبه التعبُ العام، والإعياء، وتشويش في الرؤية.
- ارتفاع نسبة الأملاح، فزيادة في نسبة الأملاح أو وجود صديد أو جراثيم في البول، وفي تلك الحالة تحتاج المرأة لشرب الكثير من المياه على مدار اليوم، بالإضافة إلى المعالجة المناسبة.
- انخفاض وزن الجنين، خصوصاً إذا كانت بنية الحامل ضعيفة، ولا يصل ما يكفي من الغذاء للجنين، وفي تلك الحالة تحتاج الحامل إلى تناول الطعام والشراب على فترات متقطعة على مدار اليوم.
- ارتفاع ضغط الدم، من مضاعفات الثلث الأخير من الحمل عادةً؛ وفيه يُحظَر على الحامل صيام رمضان؛ لأن حالتها الصحية يمكن أن تستدعي تناول جرعات محددة من الأدوية على مدار اليوم.
- سكري الحمل، الذي يمكنها من التوقف عن تناول الطعام والشراب لفترة طويلة بسبب احتمال انخفاض سكّر الدم أثناء الحمل لديها؛ إضافة لجرعات محددة من الأدوية.
- الحمل بتوأم، لأنها تكون معرضة بشكل أكبر لحدوث الإجهاض والولادة المبكرة.
- تسمم الحمل، الذي يتسبب في ارتفاع ضغط الدم وزيادة الوزن، نتيجة احتباس السوائل والأملاح بالجسم، مع ارتفاع نسبة الزلال (البروتين) في البول.
ما العلامات التحذيرية التي يجب أن أتعرف عليها أثناء الصيام؟
- إذا كنتِ لا تكتسبين وزناً أثناء الحمل، أو ينقص وزنك؛ مما قد يكون ضارّاً بطفلك؛ لذا قومي بوزن نفسكِ بانتظام في المنزل خلال الصيام.
- إذا كنتِ تشعرين بالعطش الشديد، أو التبول بشكل أقل، أو إذا أصبح لون البول داكناً؛ فهذه من علامات الجفاف، وهو ما يمكن أن يجعلكِ أكثر عرضة لالتهابات المسالك البولية.
- إذا كنتِ تشعرين بالدّوخة، أو الإغماء، أو الضعف، أو التشوّش، أو التعب، حتى بعد حصولكِ على قسط جيد من الراحة.
في هذه الحالات أوقفي صيامكِ على الفور بمشروب سكري ووجبة خفيفة مالحة (إن لم يكن لديكِ ارتفاع في ضغط الدم سابقاً)، واتصلي بطبيبك.
ملاحظة من «سيدتي نت»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.
