100 أستاذ جامعيّ فلسطينيّ يرسلون رسالة إلى الجامعة العبريّة
“بناء على ما تقدّم، نتوجّه إليكم، نحن الموقّعون أدناه، ونطالبكم بالتراجع علنًا عن تصريحاتكم وقراركم بخصوص بروفيسور شلهوب-كيفوركيان، وبأن تتحرّكوا لضمان وجود حيّز آمن للطلّاب والأساتذة في الجامعة العبريّة”…
(بروفيسور نادرة شلهوب – كيفوركيان)
أرسل 100 من الأساتذة الجامعيّين الفلسطينيّين في مؤسّسات التعليم العالي في إسرائيل، رسالة إلى رئيس الجامعة العبريّة في القدس ورئيس الجامعة للشؤون الأكاديميّة وعميد كلّيّة العمل الاجتماعيّ، أدانوا فيها تعليق عمل الأستاذة نادرة شلهوب – كيفوركيان.
وجاء في الرسالة “نحن الموقّعين والموقّعات أدناه، وبصفتنا أساتذة جامعيّون فلسطينيّون (حاليّون وسابقون) في مؤسّسات التعليم العالي في إسرائيل، نعتبر قراركم بتعليق عمل زميلتنا العزيزة، بروفيسور نادرة شلهوب- كيفوركيان، قرارًا مجحفًا وبالغ الخطورة. قراركم المذكور لا يشكّل هجومًا لشخصها ولسمعتها المهنيّة، بصفتها شخصيّة أكاديميّة مرموقة عالميًّا، فحسب، بل يعتبر تطاولًا على كلّ عضو في المجتمع الأكاديميّ في إسرائيل الّذي يؤمن بالفكر الحرّ والمتحرّر من أيّة أجندات وأيديولوجيّات تفرضها الدولة”.
وتابع الأساتذة في الرسالة “من واجب الجامعة، كما اسمها، أن تهدف لجمع المعارف، وهذا الأمر يتطلّب منها أن تتبنّى، دون أيّ شرط أو قيد، مبادئ الحرّيّة، المساواة والعدل. على المؤسّسات الأكاديميّة أن توفّر حيّزًا آمنًا ومنفتحًا لإنتاج وتبادل المعرفة بحرّيّة وإنصاف وتقييمها وفق معايير الجدارة المعتمدة داخل كلّ حقل من حقول المعرفة… لا يمكن الحديث عن خطاب أكاديميّ حقيقيّ ونافع بدون توفّر هذه الشروط”.
وأضافت الرسالة “للأسف الشديد، فإنّ رسالتكم المؤرّخة يوم 12 آذار/ مارس 2024، والموجّهة لبروفيسور شلهوب-كيفوركيان، بالإضافة إلى تصريحات علنيّة أخرى سبقتها، تظهر بأنّ الجامعة العبريّة، تحت قيادتكم، فشلت في الالتزام بهذه المبادئ الأكاديميّة الجوهريّة. وفي هذا المقام، حريّ بكمّ العودة إلى ما كتبته المفكّرة حنّة أرندت بأنّه حين يتفشّى اللا-تفكّر، يصير المعادي للأخلاق هو العاديّ”.
وتابع الأساتذة الموقّعون على الرسالة “لا مبرّر لقراركم سوى أنّه يهدف إلى كتم صوت بروفيسور شلهوب-كيفوركيان وصوت كلّ أستاذ/ة جامعيّ/ة وكلّ طالب/ة يشكّك، وبحقّ، في سياسات وممارسات دولة إسرائيل. هذه الأصوات هي جزء من جدل واسع يشارك فيه أكاديميّون وحقوقيّون وجمعيّات ومؤسّسات حقوق إنسان في جميع أنحاء العالم. وبصفتها باحثة مرموقة عالميًّا وخبيرة في مجال الجرائم الّتي ترتكبها الدول، وفي مجال جرائم الإبادة الجماعيّة، يحقّ لبروفيسور شلهوب-كيفوركيان بالذات التعبير عن رأيها المدعوم بالأبحاث والحجج العلميّة الدقيقة. قراركم بتجميد عمل بروفيسور شلهوب-كيفوركيان يشكّل سابقة خطيرة، وتهديدًا صريحًا للحرّيّة الأكاديميّة في مؤسّستكم، وفي مؤسّسات أخرى أيضًا، ويحمل رسالة تحذيريّة لكلّ من يتجرّأ على معارضة خطاب الدولة”.
وأضافت الرسالة “بدّل أن تقوموا بواجبكم في تأمين الحرّيّة الأكاديميّة لبروفيسور شلهوب-كيفوركيان، ها أنتم تقدّمون الدعم والتشجيع لأولئك الّذين يساندون دولة إسرائيل في حربها البشعة على عشرات آلاف المدنيّين. تصريحاتكم وأفعالكم تساهم في تأجيج حالة التوتّر في وقت يتصاعد فيه خطاب الكراهيّة من أفواه أساتذة وطلّاب في الجامعات الإسرائيليّة، بما فيها جامعتكم، دون أيّ رادع أو عقوبة. تضمّ الجامعة العبريّة فلسطينيّين وغير فلسطينيّين أصحاب رأي مختلف ومعارض، ومن واجب الجامعة أن تبقى متيقّظة في حمايتهم وضمان سلامتهم وصون حرّيّتهم في التعبير عن رأيهم في هذه الأيّام العصيبة بالذات”.
وقالت الرسالة “بناء على ما تقدّم، نتوجّه إليكم، نحن الموقّعون أدناه، ونطالبكم بالتراجع علنًا عن تصريحاتكم وقراركم بخصوص بروفيسور شلهوب-كيفوركيان، وبأن تتحرّكوا لضمان وجود حيّز آمن للطلّاب والأساتذة في الجامعة العبريّة. هذا التحرّك سوف يؤكّد للمجتمع الأكاديميّ العالميّ بأنّ واجب الجامعات الأوّل والأهمّ هو حماية الحرّيّة الأكاديميّة”.
للاطّلاع على نصّ الرسالة باللغة الإنجليزيّة وأسماء الموقّعين: عبر الرابط
المصدر: عرب 48