دليل مفصّل من الكابتن هاروت أرتينيان عن رحلات الطيران
دفع كلٌّ من قلّة المنصات، التي تهتم بموضوع الطيران، بالإضافة إلى الشغف بالمهنة، بالطيار اللبناني هاروت أرتينيان إلى أن يُقدّم نصائحه للمسافرين، خصوصًا من يعانون من رهاب الطائرة، عبر فيديوهات ينشرها على موقع انستغرام، كما يوثق خبراته للأشخاص الراغبين بمزاولة مهنة الطيران.
يتحدث الكابتن لـ”سيدتي” عن أصعب رحلة خاضها طوال مسيرته المهنية، فيقول: “لم يحصل معي أي حادث يُذكر أو أي عطل تقني على متن الطائرة، ولكن هناك رحلات عدة كانت صعبة جراء شدّة العواصف، فكان الركاب غير مرتاحين بسبب ارتجاج الطائرة مرارًا”. ويضيف: “في هذا الإطار، أذكر أنه في إحدى الرحلات، إذ لم نستطع الهبوط بسهولة بسبب الطقص العاصف. وفي رحلة أخرى، اضطررت للعودة بعد الإقلاع إلى مصر من بيروت، بسبب مشكلة تقنية. ويلفت إلى أن “سلوك الركاب يختلف من ثقافة لأخرى. مثلًا: يصفق اللبنانيون لتهنئة القبطان، عادة، بعد الهبوط، إذا كانت الرحلة صعبة وتخللتها مطبات هوائية”.
أطول 3 رحلات
ويذكر أطول 3 رحلات جوية، قادها في العام الماضي:
• الرحلة من ملبورن إلى دالاس أميركا، والتي استغرقت 16 ساعةً.
• الرحلة من بيرث الأسترلية إلى لندن هيثرو، والتي استغرقت 17 ساعة و20 دقيقة.
• الرحلة من سنغافورة إلى نيويورك، والتي استغرقت 18 ساعة.
ما هو عمر الطائرة؟
يقول الكابتن هاروت إنه “مع مرور الأعوام، تصعب صيانة الطائرة التي تتعطل أكثر، فأكثر”، مضيفًا أن “الطائرة تحت الـ15 عامًا في الخدمة، تعتبر بحالة جيدة، وتحت الـ 10 أعوام ممتازة وتحت الـ5 أعوام جديدة”.
طلاء الطائرات بالأبيض
وعن سبب طلاء غالبية الطائرات بطلاء أبيض، باستثناء طائرات بعض شركات الطيران، يشرح أن السبب يرجع إلى عوامل ثلاثة:
• يُسهّل الطلاء الأبيض العثور على الطائرة، في حال حدوث كارثة ما.
• يُسهّل الطلاء الأبيض على فريق الصيانة اكتشاف أي تسرّب للزيت أو الفيول أو الهيدروليك.
• يبدو الطلاء الأبيض أرخص مقارنة بالطلاء الملون، وهو واق من أشعة الشمس ولا يحبس الحرارة، مما يمكن شركات الطيران من تخفيف مصروف التبريد.
الصندوق الأسود
يعتبر الصندق الأسود بمثابة جهاز تسجيل لكل ما يجري على متن الطائرة، بما في ذلك الأحاديث المتداولة داخل مقصورة القبطان. صحيح أن الصندوق الأسود هو المسمى له، إلا أنه في الحقيقة برتقالي، مما يسهل أمر العثور عليه في الغابات والمياه والثلوج في حال وقعت الطائرة. الصندوق محفوظ في ذيل الطائرة، المنطقة الأكثر أمانًا والأقل ضررًا في حال أي حادث.
السيطرة على رهاب الطيران
على الرغم من الإرشادات والتعليمات من المضيفين المضيفات قبل الإقلاع، ومحاولة طاقم الطائرة تأمين كل سبُل الراحة للمسافرين، لايمكن لبعضهم السيطرة على المشاعر السلبية أثناء الرحلة. بحسب القبطان أرتينيان، إن الخوف هو نتيجة السفر للمرة الأولى على متن الطائرة أو أفكار سلبية تدور في خلفية الراكب. يرجع القلق إلى عدم اطلاع المسافر والمعرفة بالمعلومات التقنية للطائرة. لذا، ينصح الكابتن بقراءة معلومات مفصلة عن الطائرة لمعرفة، مثلًا، سبب الًاصوات الصادرة عند الاقلاع والهبوط. ويشير الكابتن إلى أن السفر بالطائرة آمن وأن نسبة الحوادث ضئيلة جدًّا مقارنة بوسائل النقل الأخرى. تقلع يوميًّا 200 ألف طائرة ومن النادر سماع حادث وقوع طائرة. ويعدد في الآتي، أبرز النصائح للتغلب على خوف الطيران:
• السفر مع أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء.
• التسلية من خلال مشاهدة فيلم أو قراءة كتاب أو سماع الموسيقى أو محاولة النوم.
• أخذ دواء بعد استشارة الطبيب المتخصص لمساعدة المسافر في تهدئة أعصابه.
• الجلوس في مقعد كائن وسط الطائرة بجوار أحد الجناحين حتى لا يشعر المسافر بقوة المطبات الهوائية. إشارة إلى أن المقاعد الأكثر أمانًا في الطائرة هي المتموضعة في الجزء الخلفي.
المطبات الهوائية غير مؤذية
تحدث المطبات الهوائية نتيجة تغيرات مناخية، والهواء بسبب التنقل من منطقة لأخرى على ارتفاع عال، علمًا أن المطبات الهوائية ليست مؤذية ولا تتسبب بوقوع الطائرة بحسب الكابتن. إضافة إلى أن الأجهزة والخرائط توضح أماكن المطبات الهوائية الخطرة، ليتجنبها الكابتن. ويضيف أن حزام الأماكن ضروري وقت الاقلاع والهبوط ويُطلب إلى الركاب وضع حزام الأمان أثناء الرحلة في حال لاحظ الطيار أن هناك مطبات هوائية أو أن هناك احتمالية لارتجاج الطائرة.
بالنسبة للزواعق، يوضح أن الطائرة مجهزة ولا تتأثر بها وكل الأجهزة الكهربائية محمية.
وقد يحدث الهبوط الاضطراري لأسباب عدة، من أهمها عند خسارة الضغط الجوي. عندئذ، يضطر الكابتن للهبوط إلى أقل مستوى ممكن لتكملة الرحلة، علمًا أنه في 99% من الحالات، لا تكمل الرحلة المسار، بل تهبط الطائرة في أقرب مطار، وطبعًا في هذه الحالة تنزل أقنعة الأوكسيجين للركاب مع حزام الأمان ويتبعون إرشادات السلامة الموصى بها من طاقم الطائرة.
ضغط الأذن مشكلة شائعة
يشدد الكابتن على أن الذي يشعر بحالة من الزكام، يجب عليه الامتناع من السفر، أمّا في حال الاضطرار أو إذا لم يكن يشعر بأي عارض قبل الصعود إلى الطائرة وعلى متنها ظهرت العوارض فجأة، يترتب عليه أثناء الهبوط أن يغلق أنفه وينفخ إلى الخارج كل دقيقة ويمكنه أيضًا أن يتثاءب أو يمضغ اللبان، مما يساعده في تحريك عضلات الحنك.