أوّل عضو من السكّان الأصليّين يدخل رسميًّا الأكاديميّة البرازيليّة للآداب
انتخب كريناك لعضويّة الأكاديميّة البرازيليّة للآداب في تشرين الأوّل/أكتوبر، لملء مقعد من المقاعد الأربعين في الأكاديميّة كان شاغرًا منذ وفاة المؤرّخ موريلو دي كارفاليو في آب/أغسطس الفائت…
دخل الكاتب والشاعر والناشط إيلتون كريناك رسميًّا الأكاديميّة البرازيليّة للآداب، في مراسم أصبح على إثرها أوّل شخص من السكّان الأصليّين ينضمّ إلى نادي “الخالدين” في أهمّ مؤسّسة لغويّة وأدبيّة في البلاد.
وشهدت المراسم الّتي أقيمت مساء الجمعة في ريو دي جانيرو، تجاوزا للأعراف المتشدّدة المعتمدة سابقًا في المؤسّسة الّتي رأت النور سنة 1897، إذ قدّمت خلالها أغنيات للسكّان الأصليّين وعرض لراقصين يضعون أغطية رأس من الريش.
يشتهر كريناك البالغ 77 عامًا، خارج حدود البرازيل بأعماله الّتي تنتقد الاستعمار والنظام الرأسماليّ، بينها مجموعة “أفكار لتأخير نهاية العالم” الصادرة عام 2019 والمترجمة إلى عشر لغات.
ووعد كريناك في كلمته أثناء المراسم بتسليط الضوء على لغات السكّان الأصليّين في البرازيل والّتي يقرّب عددها من مئتين.
واسترجع الأديب البرازيليّ مسيرة السكّان الأصليّين على مدى خمسة قرون منذ وصول المستعمرين الأوروبّيّين، واعتبر أنّ الاعتذار الرسميّ الأوّل الصادر عن الحكومة البرازيليّة، والّذي صاغته لجنة من وزارة حقوق الإنسان الثلاثاء، غير كاف.
وقال وسط التصفيق إنّ “طلب المغفرة بعد وقوع المحظور لا يعني الكثير لناحية التعويض. التعويض الحقيقيّ يكون من خلال الأفعال”.
كما دقّ آيلتون كريناك ناقوس الخطر بشأن الدمار البيئيّ، واصفًا البشر بـ”العاقلين المفترسين”.
بالنسبة لعلماء كثر، تلعب الشعوب الأصليّة دورًا أساسيًّا في الحفاظ على غابات الأمازون، وهي قضيّة حاسمة في مكافحة الاحترار المناخيّ.
وقد انتخب كريناك لعضويّة الأكاديميّة البرازيليّة للآداب في تشرين الأوّل/أكتوبر، لملء مقعد من المقاعد الأربعين في الأكاديميّة كان شاغرًا منذ وفاة المؤرّخ موريلو دي كارفاليو في آب/أغسطس الفائت.
وبعد تعرّضها طويلًا لانتقادات كثيرة بسبب افتقارها إلى التنوّع، حاولت الأكاديميّة البرازيليّة للآداب معالجة هذا الأمر في السنوات الأخيرة.
وفي عام 2022، انضمّ إلى المؤسّسة المغنّي الأسود الشهير جيلبرتو جيل. وقد كان وزير الثقافة السابق هذا ثاني عضو برازيليّ من أصل إفريقيّ يدخل الأكاديميّة، بعد دوميسيو بروينكا فيليو في عام 2006، فيما شارك بتأسيس هذه المؤسّسة الكاتب الأسود الشهير ماتشادو دي أسيس.
المصدر: عرب 48