ريال مدريد لا يقهر في معقله “سانتياغو برنابيو”
تُلخّص هذه الأرقام حجم التحدي الذي ينتظره العملاق البافاري الذي ما زال يحتفظ بدوره، بجميع حظوظه لبلوغ النهائي بعد التعادل في ميونخ.
يتحصّن ريال مدريد، المتوّج بطلا لإسبانيا نهاية الأسبوع الماضي، داخل ملعبه “سانتياغو برنابيو” حيث لم يذق طعم الخسارة منذ أكثر من عام لبلوغ المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا عندما يستضيف بايرن ميونخ الألماني الأربعاء في إياب نصف النهائي.
تغطية متواصلة على قناة موقع “عرب 48” في “تليغرام”
ويُراهن النادي الملكي، صاحب الرقم القياسي بعد الألقاب القارية (14)، على قوته داخل معقله لقلب معادلة التعادل 2-2 ذهابا على ملعب “أليانز أرينا” في ميونخ، وبلوغ النهائي.
وتنظر جماهير ريال إلى ملعب “سانتياغو برنابيو” على أنه مسرح “الليالي السحرية” التي صاغت أسطورته و”ريمونتادا” 2022 غير العقلانية، في طريقه إلى التتويج الأخير بمواجهة باريس سان جيرمان الفرنسي وتشيلسي ومانشستر سيتي الإنجليزيين.
ومرة جديدة، عانت هذا الموسم جميع الأندية بما فيها حامل اللقب السيتي والغريم اللدود برشلونة الذي جرّده نادي العاصمة من لقبه، حتى بعدما تأخر في النتيجة لينضما إلى القائمة الطويلة من ضحايا العملاق المدريدي.
وتُلخّص هذه الأرقام حجم التحدي الذي ينتظره العملاق البافاري الذي ما زال يحتفظ بدوره، بجميع حظوظه لبلوغ النهائي بعد التعادل في ميونخ.
ولم يُهزم نادي “الميرنغي” منذ نيسان/أبريل 2023 على ملعبه، حيث نجح في قلب الطاولة على منافسيه أكثر من مرة في اللحظات القاتلة، ليحجز بطاقة التأهل من عقر داره 23 مرة في آخر 24 مواجهة ضمن دور خروج المغلوب في دوري الأبطال (منذ 1991) بعد التعادل ذهابا.
ولخّص مدرب مانشستر سيتي، الإسباني بيب غوارديولا، قبل مباراة الذهاب في الدور ربع النهائي (قلب ريال تأخره 2-3 ليخرج متعادلا 3-3) ما تمرّ به الفرق التي تزور العاصمة الإسبانية، قائلا “90 دقيقة في برنابيو هي فترة طويلة جدا، وذلك لأسباب عديدة. في الواقع، نتوقع أن نلعب مباريات عدة في مباراة واحدة”.
ولم تشذ كلمات البرازيلي فينيسيوس جونيور مهاجم ريال عن مدرب برشلونة السابق، إذ قال بعد التأهل إلى المربع الذهبي بسيناريو الركلات الترجيحية في مانشستر “في كل مرة يعتقد البعض أن ريال مدريد سيُقتل، نجد دائما طريقة للعودة”.
هادئ دائمًا، مثل مدربه أنشيلوتي، حتى عندما لا تسير الأمور لصالحه، أصبح نادي مدريد مرة أخرى آلة هائلة للفوز، وقبل كل شيء لعدم الخسارة.
ووصفت صحيفة “ماركا” الرياضية اليومية زيارة معقل مدريد بـ”الصداع الحقيقي” وأن “تقديم أفضل نسخة لديك لا يكفي”.
وأضافت “لوس بلانكوس يطوّرون مقاومة للهزيمة في أي ظرف من الظروف، مما يجعل مواجهتهم صعبة للغاية”.
وبالفعل، إذ تؤكد مغامرة ريال على الساحة القارية بوضوح هذه “الصلابة الوقحة”: بات رجال أنشيلوتي على بُعد مباراة واحدة من ويمبلي وفرصة تحقيق ثنائية الدوري-دوري الابطال، بعد أن فازوا مرة واحدة فقط في مبارياتهم الخمس الأخيرة في الأدوار الإقصائية بمواجهة لايبزيغ الألماني ذهابا (1-0).
للوصول إلى نهائي جديد ورفع الكأس ذات الأذنين الكبيرتين للمرة الخامسة عشر في تاريخه، سيتعيّن على “الميرنغي” الظهور بمستوى أفضل مما كان عليه في ميونخ، كما حذّر الفني الإيطالي الأسبوع الماضي، مشيدا بالفريق الألماني “الخطير وفي أفضل مستوياته” والذي يعوّل على الثلاثي المهاجم الإنجليزي هاري كين ولوروا سانيه وجمال موسيالا.
كما أن عودة الظهير الإسباني داني كارفاخال من الإيقاف من شأنها أن تساعد قليلا في احتواء الاختراقات، بينما سيكون العمل الدفاعي للاعب الوسط المتألق الإنجليزي جود بيلينغهام أساسيا للسماح للفرنسي فيرلان مندي بالحدّ من تجاوزات سانيه.
وبات بيلينغهام في سن الـ20 عاما أيقونة في “البيت الأبيض” بتسجيله 22 هدفا وتمريره 10 كرات حاسمة، غالبا في اللحظات الحاسمة وذلك منذ وصوله إلى ريال الصيف الماضي، على الرغم من تراجع مستواه في مباراة الذهاب أمام بايرن.
من جهته، لم يتبق أمام بايرن سوى دوري أبطال أوروبا لإنقاذ موسمه، بعد أن تنازل عن لقب الدوري للمرة الأولى منذ 2013 لصالح باير ليفركوزن.
ويأمل توماس توخيل الذي أجبرته إدارة ميونخ على الرحيل نهاية الموسم، في أن يتمكن من الاعتماد على عودة قائد الدفاع الهولندي ماتياس دي ليخت وتفادي الأخطاء الدفاعية التي أدت إلى هدفي ريال مدريد على ملعب “أليانز أرينا”.
المصدر: عرب 48