خطوات تعالجين بها غيرة طفلك من المولود الجديد..وطرق للتوفيق بينهما
وتأتي رعاية واهتمام الأم، وفرحة الأب، وترحيب الأهل القادمين للتهنئة، وكأنها تدعم هذا الإحساس، ما يحفز غيرة الطفل ويزيد مشاعره رفضاً ونفوراً من المولود، والذي يعتبره ضيفاً ثقيلاً!
وفي مقابل ذلك لا يفهم الطفل، أن الرعاية والاهتمام وعملية الرضاعة والحمل التي تقوم بها الأم، ويساعدها الأب عند الحاجة، أمور طبيعية وملحة، وليست بدافع الحب فقط، بل يعتقد أن والدته تهتم بالرضيع وأنها تخلت عنه.
لتفاصيل أكثر كان اللقاء وأستاذة طب النفس وتعديل السلوك بشرى صابر.
خطوط عريضة للمشكلة
مِن الطبيعي أن يكون هناك شعور بالغيرة من المولود الجديد، ففي هذه المرحلة يعتقد الطفل أنّ هناك عنصراً جديداً دخل فجأةً إلى العائلة وحاز على كامل اهتمام الأهل.
على الوالدين العمل على عدم وصول هذه الغيرة إلى مستوى تتحوّل إلى أذية عن غير قصد، من هنا تأتي أهمّية هذا الموضوع، وكيفيةِ التعامل معه وبحذرٍ شديد.
على الأهل إدراك أن المنافسة بين الإخوة عادةً تقوم بسبب رغبة كلّ واحد منهم في الحصول على وقته الخاص، وأيضاً الحصول على الاهتمام من والديهم.
تخصيص نشاطات تشمل جميعَ أفراد العائلة، إذ يخفّف ذلك من حدّة التوتّر، كما أنّه يؤمّن جوّاً من المرح، ما ينسيهم قدوم المولود الجديد، و في حال حصول نزاعات، فعلى الأهل التدخّل في الوقت المناسب، ولكن ليس عند أيّ نزاع كان، حيث بإمكان الأطفال حل بعض نزاعاتهم بأنفسهم.
وفي حال وجود مولود صغير، فهو غير قادر على الدفاع عن نفسه، ولكن في حالات أخرى عند تدخّلِ الأهل يجب أن يكونوا إيجابيين ومن دون الانفعال، مع عدم المقارنة بين الأطفال وتأديبهم بشكل منفصل، أمّا في حال كان الولد صغيراً، فالمفروض عدمُ توبيخ الولد الأكبر أمامه.
مشكلة الغيرة عند الأطفال..نصائح لحلها
تأثير الغيرة من المولود على الطفل الأكبر
الغيرة من الشقيق الرضيع تختلف من طفل لآخر، فمنهم من يصبح أكثر عدائية أو أكثر عناداً، وآخر تظهر عليه حالات من الصراخ والبكاء المتكرر ومن دون سبب يستحق.
ومنهم من يحلم بالكوابيس ليلاً، أو يعود لممارسة سلوكيات قديمة كان قد تخلص منها، كالحبو أو التبول اللإإرادي أو قضم الأظافر، ومرات يحدث تلعثم في النطق وتهتهة.
ورغم أن غيرة الطفل من شقيقه الرضيع أمر طبيعي، ولكنه يسبب القلق والإزعاج للوالدين، كما أن هذه المشاعر التي يختبرها الطفل تسبب له إرهاقاً نفسياً كبيراً، لذلك من الضروري إنقاذه من أي خلل نفسي.
خطوات لمعالجة غيرة الطفل من المولود
واجهي طفلك واحكي معه:
عندما تلاحظين على طفلك العدائية أو العناد والصراخ أو أي سلوك غير محبب، لا تعاقبيه أو توبخيه، بل كوني صريحة وتحدثي معه حول غيرته من شقيقه الرضيع، لكن بطريقة غير مباشرة.
قولي له مثلاً: “قد يكون من الصعب أن تكون الشقيق الأكبر، و ستشعر بالحزن أو الغضب، أو قد تفعل أموراً لا تقصد القيام بها، ولا بأس بذلك لأننا نحبك ونتفهم ما تمر به، وسنساعدك على تجاوز هذا الشعور.
خصّصي وقتاً للطفل وحدكما بدون الرضيع:
خصّصي وقتاً لطفلك من دون وجود الرضيع، هذا الوقت من 10 إلى 20 دقيقة يومياً فقط، وجودك معه واللعب معه وحده من دون شقيقه الأصغر.
ومن الضروري تناول الوجبات الرئيسية برفقته، والحفاظ على مواعيد نومه واستيقاظه، حرصاً على عدم شعوره بالإهمال من قبلكِ.
قدّمي له الحب والحنان المعتاد عليه:
من أهم الأمور التي تزيد غيرة الطفل من شقيقه، هي شعوره بالحرمان من حنان والديه وحبهما له، لذلك، احرصي على إظهار محبتكِ له في كل فرصة، مهما كنتِ مرهقة أيتها الأم الحنون، وقومي باحتضانه وتقبيله.
تذكّري طفلك الأكبر وأنت تجلبين الكثير من الأغراض من أجل مولودك الجديد، لذلك لا تنسي تقديم هدية له بين الحين والآخر ومن دون أي مناسبة.
الفوائد النفسية والجسدية لعناق الأطفال
اطلبي منه المساعدة واثني عليه:
اطلبي من طفلك الأكبر مساعدتك في أمور بسيطة خاصة بالرضيع، كأن تطلبي منه إعطاءك حفاضاً نظيفاً، واجعليه يشعر بأن مساعدته هذه قد وفرت عليكِ الكثير، وأنكِ ممتنة وسعيدة.
اتركي الرضيع في السرير، وقولي لطفلك أنك مضطرة للذهاب إلى الحمّام، واطلبي منه مراقبة الرضيع ورعايته والعطف عليه، وقولي له إنه بإمكانه تقبيله من يده، إذا أراد (لا تجبريه)، وعند عودتكِ بالغي في شكره ومدحه.
لا تندهشي لسلوكيات طفلك الجديدة:
قد يعود طفلكِ لسلوكيات قديمة كان قد تخلص منها، كمص الإصبع أو الحبو أو مواجهة بعض النكسات، وعندما تلاحظين مثل هذه السلوكيات، لا تعاقبيه ولا توبّخيه، بل تحلّي بالصبر.
حاولي إقناعه بأن مثل هذه السلوكيات لا تناسبه، وعليك إدراك أن ما يقوم به ليس فقط بهدف جذب الانتباه، بل أيضاً هو دليل قوي على معاناة الطفل من التوتر والمشاعر السلبية.
انتبهي قد يحاول الطفل ضرب شقيقه الرضيع أو إلحاق الأذى الخفيف به، تعبيراً عن غيرته الكبيرة، فلا تعاقبيه ولا تبدي انزعاجكِ منه، بل فهّميه أن الأذى ممنوع ضد أي شخص.
دور خاص للأم
نعم للأم دور كبير يساعد على تخفيف حدة التوتر، وتساهم في تقريب المسافات بين الإخوة بدلاً من تباعُدِها.
فور عِلم الأم بخبر حَملِها وانتظارها مولوداً جديداً، عليها إخبار ولدها وتبسيط الأمور له.
عليها الإجابة على كلّ أسئلته، ومشاركته بكلّ الأمور والتحضيرات لاستقبال المولود الجديد.
وفي فترة ما بعد الإنجاب، عليها التأكيد للطفل الكبير على الامتيازات الكثيرة المتوافرة لديه كونه الولدَ الأكبر، الأفضل.
يجب تعليم الكبير تحمُّلَ المسؤولية، وإشراكه بالأمور اليومية، التي تخص الصغير، ورأيه في بعض ما يخصّه.
*ملاحظة من”سيدتي”: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.