جووان يوسف يمين، مهندسة معمارية ومصممة إضاءة، من لبنان. صغيرة، كانت تجذبها أشكال القساطل العائدة للسباكة، التي تراها في صالة العرض الخاصة بوالدها، وقد ألهمتها الأشكال المذكورة تصميم تركيبات للإضاءة، صناعية الأسلوب، بالإضافة إلى إكسسوارات وظيفية.
تقول يمين لـ”سيدتي”، إن “دراستها في لبنان وإيطاليا، ساعدتها في تطوير نهج جامع بين الطابعين الشرقي والغربي، وكان للأمر تأثير مهم على مسيرتها المهنية”. وهي تلاحظ اهتمامًا متزايدًا في تصميم الإضاءة من العامة.
نهجان في التصميم
قدّمي نفسك لقراء “سيدتي”.
درستُ الهندسة المعمارية في “الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة” (الألبا)، ثم سافرت إلى إيطاليا، ونلت شهادة “الماستر” في الهندسة المعمارية، في “بوليتكنيكو دي ميلانو”، لأتخصص بعدها في تصميم الإضاءة. سمحت لي دراستي، بين لبنان وإيطاليا، في الجمع بين النهجين الشرقي والغربي في الـتصميم، من خلال أعمالي. وكان هذا الأمر بمثابة قيمة مضافة إلى مسيرتي، ومحل تقدير في الأماكن التي عملت فيها أو حتى خضعت لتدريبات عملية فيها. أتولى راهنًا إدارة قسم هندسة الإضاءة في شركة سعودية، تتولى مشاريع في لبنان ودول الخليج، علمًا أن العمل في المجال، في دول الخليج أكسبني خبرة، وذلك لأن تصميم الإضاءة مزدهر هناك، والوعي بهذا الجانب كبير، في كل المشاريع. خلال انعقاد “مونديال قطر” عام 2022، كانت لدي فرصة رؤية تصاميمي مطبقة على أرض الواقع، مما أكسبني خبرات بالجملة، خصوصًا أن جنسيات مختلفة كانت تعمل في ذلك ومتخصصين من مجالات عدة.
ماذا يمثّل الضوء لك؟
الشمس هي ساعة الإنسان؛ إذ يحدّد الضوء الأوقات في حياة الإنسان؛ فالساعة البيولوجية هي دورة تتكون من 24 ساعة، تتأثر بالنور والظلام، المسؤولين عن خلق الشعور بالنعاس أو اليقظة، بحسب ساعات اليوم.
اهتمام بالإضاءة
هل تُلاحظين اهتمامًا مُتزايدًا بتصميم الإضاءة من أصحاب المنازل؟ وما هي الأسباب؟
بالطبع؛ بعد تخرّجي في عام 2019 والرجوع إلى لبنان، لم يكن هناك اهتمام بهذا الجانب بقدر اليوم، ففي الوقت الراهن، يتيقن ملاك المنازل أكثر فأكثر بأهمية دور مهندس الإضاءة، وبضرورة حضور الأخير، جنبًا إلى جنب المهندس المعماري ومهندس التصميم الداخلي. في العام الجاري (2024)، ألاحظ أن عددًا مُتزايدًا من الناس يوظفون مهندس الإضاءة، مع انتشار هذه الثقافة.
تصميم الإضاءة
متى بدأت بتصميم تركيبات الإضاءة؟ وما كانت فكرتك؟
بدأت مشروعي الخاص Lampa D’art زمن كورونا؛ كنت عائدة للتو من إيطاليا، وكان قراري في ذلك الوقت البقاء في لبنان، والعمل لحسابي في مجالي الهندسة المعمارية وهندسة الإضاءة. لكن، عندما طال وقت الحجر الصحي الوقائي، اتقاء من الفيروس، ولازم الناس منازلهم لوقت طويل، شعرت بالحاجة إلى القيام بأمر ما لشغل وقتي. بدأ الأمر بتصميم ثريا لإحدى غرف المنزل، وقد أعجبتني التصميمات المختلفة التي تصورتها ونفذتها، ثم كرت السبحة بعد ذلك. شعرت برغبة في مشاركة التصميمات مع محيطي والعامة، وأطلقت مجموعتي الأولى وسميتها “لومبارديا”، المقاطعة الإيطالية الشهيرة، حبًّا بها، حيث قضيت أربعة أعوام من عمري هناك، أثناء الدراسة. تحمل كل قطعة في المجموعة اسم مدينة في لومبارديا والقطعة الأجمل لي هي ميلانو.
الطراز الصناعي
تبدو لي تركيبات الإضاءة من تصميمك صناعية لناحية الطراز. هل صحيح ذلك؟ وماذا تقولين عنها، لنواحي المواد والألوان والأشكال؟
صحيح؛ هي نتيجة ابتكار، وأتمنى أن تصبح معروفة أكثر فأكثر. هي تعبر عن وظيفة وجمالية وفنية. اللون الأسود الناشف ملائم لغالبية طرز المنازل، سواء كانت عتيقة (فنتدج) أو “مودرن” أو معاصرة. في بعض القطع، يدخل خشب الجوز في التنفيذ. بحثت عمّ هو دارج لناحية المواد، ويروق لي في آن واحد. لكن، خلال مرحلة التصميم، خضعت التركيبات لتغييرات عدة، وقد استمتعت بالتطورات التي عشتها حتى تبصر النور بصيغتها النهائية. التركيبات نتيجة للحاجة إلى الإضاءة، مع اهتمام دقيق في كل تفصيل فيها، كما أطلقت معها إكسسوارات منسجمة.
نصائح قبل شراء عناصر الإضاءة
ما هي نصائحك قبل اختيار عناصر الإضاءة؟
من المهم الاستعانة بمتخصص في هندسة الإضاءة، للمساعدة في اختيار التركيبات، فهذه الأخيرة تتطلب الشراء بعد التعرف إلى عوامل عدة، مثل: علو الـأسقف وألوان أطلية الجدران وكم عدد تركيبات الإضاءة في الغرفة وكم الحاجة إلى الضوء فيها والوقت المنقضي فيها والنشاطات المؤداة فيها ولون الإضاءة المناسب وما إذا كانت التركيبات وهّاجة أم لا. الجدير بالذكر أن ضعف الإضاءة في المكان، أو حتى قوتها، يتسبب بأوجاع الرأس وبالانزعاج النفسي.
___
- الصورة من Lampa D’art
