المسلمون خطر على كندا والعرب تجار عبيد
تقرير: الحملة شنتها إسرائيل منذ بداية الحرب على غزة، باستخدام حسابات وهمية ومواقع إخبارية مزورة، بعد “إخفاقها الإعلامي” وعجزها عن مواجهة طوفان المنشورات الداعمة للفلسطينيين في الولايات المتحدة وكندا
مظاهرة في جامعة جورج واشنطن ضد حرب إسرائيل على غزة، الشهر الماضي (Getty Images)
شنت إسرائيل في أعقاب حربها على غزة حملة تأثير واسعة وسرية استهدفت مشرعين أميركيين سود وشبان تقدميين في الولايات المتحدة وكندا، بهدف الترويج ضد “فظائع” حماس والزعم بأن الحرب “عادلة”، لكن بعد فشل هذه الحملة تحولت إلى حملة ضد معارضي الحرب الأميركيين والكنديين.
وفي إطار هذه الحملة تم استخدام واسع لمواقع إلكترونية مزورة وحسابات وهمية في الشبكات الاجتماعية، التي روجت مضامين داعمة لإسرائيل ومعادية للفلسطينيين والإسلام، واستخدام معلومات لا أساس لها حول معاداة السامية في الجامعات الأميركية، وفقا لدراسة صادرة عن منظمة “فيك ريبورتر”، ونشرتها صحيفتا “نيويورك تايمز” و”هآرتس” اليوم، الأربعاء.
وقادت الحملة شركة إسرائيلية متخصصة بالحملات السياسية، بتكليف من وزارة الشتات الإسرائيلية، لكن شركة أخرى نفذتها، تحسبا من توريط إسرائيل. وبين الشركات التي جرى ترشيحها لتنفيذ هذه الحملة، شركة “أصوات إسرائيل”، التي تمول إسرائيل نصف ميزانيتها.
وتوصف “أصوات إسرائيل” بأنها “شركة لفائدة الجمهور” وتأسست بمبادرة وزارة الشؤون الإستراتيجية والإعلام الإسرائيلية، وتعرف باسمها الأصلي “مقلاع سليمان”. ولا تخضع هذه الشركة لقانون حرية المعلومات، وأقيمت من أجل تنفيذ “حملات وعي جماهيري” في الشبكات الاجتماعية، بادعاء “مكافحة حملات نزع الشرعية” عن إسرائيل في العالم. ونفت هذه الشركة علاقتها مع حملة التأثير. كما نفت وزارة الشتات علاقاتها بالحملة، لكن مصدرا في الوزارة أكد أن الوزارة تمول بشكل عام حملات رسمية وكذلك حملات لا تُنسب لإسرائيل.
وأشار التقرير إلى أن مسؤولين إسرائيليين برروا حملة التأثير بأن الحرب على غزة كشفت “إخفاقات إعلامية”، وأن إسرائيل، بالرغم من الاستثمار الهائل، لم تنجح في مواجهة طوفان الرسائل الداعمة للفلسطينيين في الشبكات الاجتماعية، ضد ادعاءات إسرائيل حول أحداث 7 أكتوبر.
وفي أعقاب ذلك، بدأت إسرائيل في البحث عن مزودين محليين و”سباق تسلح” لشراء بنية تحتية رقمية، بينها حسابات “صورة تشخيصية”، وهي حسابات وهمية متطورة في شبكة الإنترنت وتحاول أن تكون شبيهة لشخص حقيقي. وبعد تفكك وزارة الإعلام الإسرائيلية في بداية الحرب، أصبحت وزارة الشتات الجهة المركزية التي تتعامل مع الموضوع، وبادر إلى لقاءات مع جهات ومزودين نشطين في هذا المجال.
وتبين أن جهة إسرائيلية اشترت نظاما للتأثير الواسع في الشبكات الاجتماعية، وتقرر تمويل حملات رسمية ودعم مبادرات إعلامية تطوعية مختلفة. وفي موازاة ذلك، تقرر تنفيذ حملات لا تُنسب رسميا لإسرائيل. وأشار التقرير إلى إمكانية أن حملات أخرى تُروّج في الشبكات حاليا.
وأقيم في إطار حملة التأثير الخبيثة ثلاثة “مواقع إخبارية” وهمية، نُشرت فيها تقارير منسوخة عن وسائل إعلام وجهات رسمية. وفتحت هذه المواقع الوهمية حسابات لها في تويتر وفيسبوك وإنستغرام، التي يتابعها عشرات الآلاف، ونشرت تقارير تخدم السردية الإسرائيلية حول هجوم 7 أكتوبر والعلاقات بين حماس والأونروا. وتم إلصاق هذه التقارير بحسابات في الشبكات الاجتماعية لمشرعين سود أميركيين، وخاصة من الحزب الديمقراطي.
وفي نهاية نيسان/أبريل الماضي، بدأت “المواقع الإخبارية” الوهمية الترويج لموقع “السومري الطيب”، الذي صنف الجامعات الأميركية وفقا للاحتجاجات التي نُظمت فيها ضد الحرب على غزة، والادعاء أن هذه الاحتجاجات تشكل خطرا على الطلاب اليهود. وتبين أن هذا الموقع يشمل مميزات مشابهة للمواقع الإخبارية الوهمية التي اكتشفت سابقا.
وتبين أيضا أن موقع “السومري الطيب” يعمل من عنوان الشبكة نفسه لأربعة مواقع وهمية أخرى ضخت مضامين استهدفت جماهير معينة، وأحد هذه المواقع باسم “مواطنين متحدين من أجل كندا”، لديه حسابات كثير في الإنترنت، وروج مضامين رهاب شديد ضد الإسلام، بينها مزاعم بأن المهاجرين المسلمين يشكلون خطرا على كندا ويطالبون بتحويلها إلى دولة شريعة إسلامية.
وأضاف تقرير “فيك ريبورتر” أن موقع Arab Slave Trade، الذي نُسخ كله تقريبا عن ويكيبيديا، استهدف جمهور السود الأميركيين وحاول إقناعهم بأن العرب كانوا تجار العبيد في إفريقيا؛ وموقع Serenity Now الذي صنف نفسه على أنه فوضوي ومعادي للمؤسسة الحاكمة، سعى إلى إقناع شبان أميركيين بمعارضة إقامة دولة فلسطينية، لأن “الدول هي كيانات من صنع البشر” وأن دولة فلسطينية “ستضر بأهداف الحركة التقدمية”.
وأزالت فيسبوك، قبل أسابيع، حسابات مرتبطة بهذه المواقع المزورة، وأكدت فيسبوك وشركة OpenAI وجود حملة التأثير الخبيثة ونسبها إلى الشركة الإسرائيلية Stoic. وأفادت معلومات حصلت عليها “هآرتس” بأن بحوزة هذه الشركة عدة برمجيات تسمح برصد جماهير الهدف وإنتاج مضامين ملائمة لها، ونظام تأثير باسم Ma’acher، “الذي يسمح بإنشاء عدد كبير من الحسابات الوهمية في الشبكة وتفعيلها سوية في عدد من الشبكات الاجتماعية”.
المصدر: عرب 48