رئيس «كاكست» يطلق مبادرات طموحة لتوطين صناعة تصميم الرقائق الإلكترونية بالمملكة
انطلقت أعمال منتدى مستقبل أشباه الموصلات 2024، الذي تنظمه مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية «كاكست»، بالتعاون مع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية «كاوست»، تحت عنوان «تمكين ابتكارات السيليكون»، وذلك بحضور وزير الاتصالات وتقنية المعلومات رئيس مجلس إدارة «كاكست» المهندس عبدالله السواحة، ووزير الاستثمار المهندس خالد الفالح، ورئيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي الدكتور عبدالله الغامدي، ورئيسة جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن الدكتورة إيناس العيسى، وعدد من المسؤولين وصناع القرار، ونخبة من الخبراء في مجال أشباه الموصلات.
وشهد المنتدى الإعلان عن عدد من المبادرات الطموحة لدعم مكانة المملكة في مجال أشباه الموصلات العالمي، وتعزيز الاقتصاد الرقمي، والإسهام بتنمية الكوادر الوطنية في هذا المجال الإستراتيجي، وتحقيق تأثيرات تحولية في منطقة الشرق الأوسط.
وخلال افتتاح المنتدى؛ أعلن رئيس «كاكست» الدكتور منير الدسوقي إطلاق مركز القدرات الوطنية لأشباه الموصلات (NCCS)، الذي يُمكّن الباحثين والمختصين من الوصول لمساحة اجمالية تتجاوز 3600 متر مربع من معامل الغرف النقية المُتقدمة في «كاكست» و«كاوست» من خلال بناء شبكة بحثية للجامعات المحلية والعالمية والقطاعين العام والخاص؛ لإجراء الأبحاث المتخصصة في مجال صناعة تصميم الرقائق الإلكترونية وتحقيق التطلعات والأولويات الوطنية للبحث والتطوير والابتكار.
وبين الدكتور الدسوقي أن المركز يستهدف إتاحة قدراته للباحثين من أكثر من 30 جامعة سعودية، إذ سيُسهم في بناء رأس المال البشري المتخصص في مجال صناعة الرقائق الإلكترونية من خلال تدريب أكثر من 500 من الباحثين والطلاب في المملكة على تقنيات أشباه الموصلات سنوياً.
كما أعلن الدكتور الدسوقي إطلاق برنامج الماجستير المشترك في مجال أشباه الموصلات بين مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية «كاكست»، وجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، وجامعة كاليفورنيا لوس أنجليس، بهدف توفير تعليم مميز ينتج كوادر وطنية مؤهلة تدعم صناعة أشباه الموصلات، وتقديم تعليم أكاديمي وتدريب عملي مكثف بنسبة 35% في مختبرات الغرف النقية بـ«كاكست» ينتهي بحصولهم على الدرجة العلمية، مؤكدا أن البرنامج يسهم في تحقيق مستهدفات رؤية 2030 من خلال تأهيل الباحثين والباحثات في تخصصات التقنيات المستقبلية.
وأشار الدكتور الدسوقي إلى بدء التسجيل في الدفعة الأولى من برنامج حاضنة (Ignition) لأشباه الموصلات الأولى من نوعها في المنطقة، التي تهدف إلى جذب رواد الأعمال الطموحين من جميع أنحاء العالم، وتعزيزِ نُمُوِّ الشركات الناشئة المحلية والدولية، وتحقيق التقدم التقني في صناعة أشباه الموصلات، والمساهمة في النُمُوُّ الاقتصادي الوطني.
من جانبه، أعلن المشرف العام على هيئة تنمية البحث والتطوير والابتكار الدكتور محمد العتيبي إطلاق «التجمع الوطني لأشباه الموصلات»، لتوطين تصميم الرقائق الإلكترونية، مبيناً أن التجمع يهدف إلى توطين 50 شركة متخصصة في مختلف تقنيات تصميم الرقائق الإلكترونية وأشباه الموصلات، وتدريب وتوظيف 5 آلاف مهندس على تصميم الدوائر المتكاملة، وجذب أكثر من مليار ريال من الرساميل الاستثمارية وصناديق الاستثمار في التقنية العميقة بحلول 2030. كما ستتم إتاحة أكثر من 150 مليون ريال سعودي من منتجات الدعم المختلفة المقدمة من البرنامج الوطني لتنمية تقنية المعلومات للشركات في هذا التجمع.
وأكد الدكتور العتيبي أن التجمع الوطني سيُسهم في تنمية وتطوير الصناعات المحلية، وتوفير مظلة كُبرى للأنشطة البحثية والابتكارية، وتهيئة بيئة متطورة تتكامل فيها الجهود لتعزيز ريادة المملكة في مجال أشباه الموصلات.
بدوره، أوضح رئيس جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية «كاوست» البروفيسور توني تشان أن المُنتدى يُعدّ ترجمة للشراكة الإستراتيجية بين «كاوست» و«كاكست»، ويؤكد اهتمام المملكة بهذه الصناعة والإمكانات التي توفرها لبناء مستقبلاً أكثر إشراقاً.
وأكد البروفيسور تشان حرص الجامعة على تطوير القدرات البحثية والابتكارية عالمية المستوى في مجال أشباه الموصلات لتمهيد الطريق نحو مستقبل واعد تحقيقاً لرؤية 2030 الطموحة.
فيما تحدث البروفيسور شوجي ناكامورا، الحاصل على جائزة نوبل في الفيزياء عام 2014، عن اختراعه في تقنية الليزر «VCSEL» الذي يُستخدم في الاتصالات قصيرة المدى، وحساسات السيارات وأجهزة التعرف على هوية الوجه في أجهزة الجوال.
وتضمن المنتدى عقد 8 جلسات علمية على مدى يومين؛ ناقش المشاركون من خلالها المشهد العام لأشباه الموصلات في المملكة لاستكشاف الفرص وتشكيل المستقبل، وسلسلة قيمة أشباه الموصلات في المملكة من السيليكون إلى الرقائق الدقيقة والمبادرات الإستراتيجية لتعزيز صناعة أشباه الموصلات وتطويرها وفرص توطينها، وكذلك دور صناعة أشباه الموصلات في استكشاف الفضاء، وأبحاث اتصالات الجيل السادس وما بعدها، وتطوير وتصنيع أشباه الموصلات في المملكة.
كما ناقشوا الابتكارات والتطورات المتلاحقة التي يشهدها العالم اليوم في مجال الضوئيات وتقنيات الكم، ودور الذكاء الاصطناعي وعلم البيانات في تقنيات الإضاءة، والتقدم التقني في مجال تغليف أشباه الموصلات وتطبيقاتها.
واستعرض المشاركون في ختام المنتدى دور أجهزة الاستشعار المتكاملة وتطبيقاتها في إنترنت الأشياء، والرقائق الإلكترونية في السيارات الكهربائية، وجهود المملكة في توطين وتطوير صناعة الرقائق الإلكترونية؛ كي تكون لاعبا رئيسيا في هذه الصناعة بين دول العالم، في ظل الجهود التي تبذلها الدولة لتوطين ابتكارات السيليكون؛ وما تمتلكه من إمكانات بشرية وعلمية واقتصادية، وموقع جغرافي مميز بين دول العالم.
وشهد المنتدى معرضاً مصاحباً لـ20 شركة محلية وعالمية؛ قدمت أحدث الابتكارات في مجال أشباه الموصلات، وملصقات بحثية في هذا المجال.