ارتفاع صادرات الأسلحة الصربية لإسرائيل خلال الحرب على غزة
طائرات شحن عسكرية إسرائيلية تنقل شحنات أسلحة من بلغراد إلى قاعدة “نيفاطيم” قرب بئر السبع، ونتنياهو يشيد بدعم صربيا “بالأقوال والأفعال”، وإسرائيل تعلن عدم اعترافها بالإبادة الجماعية التي ارتكبتها صربيا في البوسنة
شهداء في قصف إسرائيلي على دير البلح، الأسبوع الماضي (Getty Images)
قال سفير إسرائيل لدى صربيا، ياهِل فيلان، لقناة “سبوتنيك” الروسية قبل نحو شهرين، إن إسرائيل لا تعترف بأن قتل القوات الصربية ثمانية آلاف مواطن مسلم في بلدة سربرنيتسا في البوسنة والهرسك، هو إبادة جماعية، رغم أن المحكمة الدولية في لاهاي ومحاكم بوسنية وصفت هذه المجزرة بأنها إبادة جماعية.
وقبل أسبوعين، تغيبت إسرائيل عن التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة على قرار للإعلان عن يوم ذكرى عالمي للإبادة في سربرنيتسا. وفسرت الحكومة في بلغراد هذه الخطوة الإسرائيلية بأنها جاءت لدعم صربيا. وقال الخبير في سياسة صربيا الخارجية، بوسكو جاكسيتش، إن “إسرائيل لن تعترف بالإبادة الجماعية في البوسنة، كي تتمكن من الدفاع عن نفسها من تهمة ارتكابها إبادة جماعية في غزة”.
يأتي ذلك في ظل التعاون العسكري بين الجانبين، وكميات الأسلحة التي زودتها صربيا لإسرائيل، منذ بداية الحرب على غزة، وفق تقرير نشرته صحيفة “هآرتس” اليوم، الثلاثاء، وهو عبارة عن تحقيق مشترك للصحيفة ومؤسسة التحقيقات البلقانية BIRN، وكشف عن ارتفاع حجم صادرات الأسلحة الصربية لإسرائيل خلال الحرب.
وفي 5 شباط/فبراير الماضي، نقلت طائرة شحن عسكرية إسرائيلية شحنة أسلحة من بلغراد إلى قاعدة “نيفاتيم” التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي قرب بئر السبع. ونقلت الطائرة نفسها شحنتين أخريين في الأشهر التالية.
وتبين من معلومات رسمية في سجل الجمارك والصادرات الصربي أن مصنع الأسلحة الحكومي الرئيسي صدّر لإسرائيل أسلحة بمبلغ نصف مليون يورو، في شباط/فبراير. وارتفعت مبلغ هذه الصادرات في آذار/مارس إلى 14 مليون يورو، في موازاة هبوط طائرتين عسكريتين إسرائيليتين في بلغراد.
ولفت التقرير إلى تزايد مبيعات الأسلحة من صربيا إلى إسرائيل، رغم المطالب الدولية الواسعة، وبضمنها مطالبة مجلس حقوق الإنسان الأممي، بوقف تصدير الأسلحة إلى إسرائيل وانتهاك القانون الدولي.
ومنذ تشرين الأول/أكتوبر الماضي، رُصدت 7 رحلات جوية عسكرية من صربيا إلى إسرائيل، ورحلة أخرى لطائرة تحمل ترخيصا بنقل مواد متفجرة إلى إسرائيل، وفقا للتقرير الذي استند إلى تحليل معطيات حركة طائرات علنية.
وقال جاكسيتش إن الرئيس الصربي، ألكسندر فوتشيتش، يستخدم صناعات الأسلحة في الدولة من أجل تعزيز مكانته مقابل الغرب. “لكن الشحنات إلى إسرائيل من شأنها أن تحول صربيا إلى شريكة في الإبادة الجماعية”.
وفي نهاية شباط/فبراير، جرت محادثة هاتفية بين فوتشيتش ورئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو. وكتب فوتشيتش في إنستغرام بعد المحادثة أن “دفع العلاقات الثنائية متواصل”، ورد نتنياهو في منصة “إكس”، أن “فوتشيتش هو صديق حقيقي لإسرائيل. وقد شكرته على دعمه غير المشروط، بالأقوال والأفعال”.
وفي أيار/مايو الفائت، نقلت ثلاث طائرات شحن عسكرية إسرائيلية شحنات أسلحة من بلغراد إلى قاعدة “نيفاطيم”. ودلّت معطيات الجمارك الصربية على نقل شحنات أسلحة أخرى بمبلغ 1.17 مليون يورو.
وبسبب إطلاق الجيش الإسرائيلي كميات هائلة من القذائف المدفعية على قطاع غزة، بدأت المدفعية الإسرائيلي في مرحلة معينة بإطلاق قذائف مصنوعة منذ 71 عاما، رغم أن قذائف كهذه صالحة للاستخدام لمدة أربع سنوات بعد صنعها.
ونقل التقرير عن الخبير العسكري، فيلادة ريدولوفيتش، قوله إن يوجد طلب كبير في العالم على القذائف من عيار 155 ملمتر التي تنتجها صربيا “وقد تثير اهتمام إسرائيل”. ورجح خبير أسلحة آخر، طلب عدم ذكر هويته، أن “صربيا تبيع إسرائيل مواد متفجرة لصنع أسلحة في إسرائيل”.
وجرى رصد إقلاع طائرتي شحن عسكريتين إسرائيليتين من مدينة نيش في جنوب صربيا. وأقلعت الطائرة الأولى في 28 كانون الأول/ديسمبر متجهة إلى “نيفاطيم”.
وأقلعت طائرة شحن أجنبية من نيش، مسجلة في أوكرانيا، وهبطت في مطار بن غوريون قرب تل أبيب، في 15 أيار/مايو الفائت. وحصلت هذه الطائرة في الماضي على تصريح إسرائيلي خاص بنقل مواد متفجرة.
المصدر: عرب 48