“قلق بالغ” في واشنطن من التصعيد بين حزب الله وجيش الاحتلال
عبّر مسؤول أميركي عن “قلق بالغ” في واشنطن من تدهور الأوضاع الأمنية على جبهة لبنان المشتعلة على خلفية حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، ويحذر من “حرب شاملة” قد يتم فقدان السيطرة عليها.
من تشييع القيادي في حزب الله، طالب عبد الله (Getty Images)
أكد مسؤول أميركي رفيع أن الولايات المتحدة تشعر بـ”قلق بالغ” من أن العمليات العسكرية بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وبين حزب الله في المنطقة الحدودية جنوبي لبنان، قد تتصاعد إلى “حرب شاملة”، مضيفا أن هناك حاجة إلى ترتيبات أمنية محددة للمنطقة وأن وقف إطلاق النار في غزة ليس كافيا.
تغطية متواصلة على قناة موقع “عرب 48” في “تليغرام”
وقال المسؤول في إحاطة لوسائل إعلام أجنبية وإسرائيلية إنه “أجرينا محادثات باستمرار وبشكل عاجل في أوقات مختلفة مع إسرائيل ولبنان على مدى الأشهر الثمانية منذ بداية الأزمة… لمنعها من التطور إلى حرب شاملة قد يكون لها تداعيات على أماكن أخرى في المنطقة”.
وأضاف أن “العودة إلى الوضع الذي كان قائما في لبنان يوم السادس من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، ليس خيارا مقبولا أو ممكنا”، علما بأن حزب الله أطلق أمس، الأربعاء، أكبر عدد من الصواريخ في يوم واحد على إسرائيل منذ اندلاع المواجهات على خلفية الحرب على غزة.
وشدد مسؤولون أميركيون على أن إدارة الرئيس جو بايدن “تحاول احتواء التصعيد والأعمال القتالية بين إسرائيل وحزب الله قدر الإمكان، بينما تحاول التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة”، وأكدوا على أن واشنطن تبذل جهودًا دبلوماسية حثيثة في محاولة لمنع المزيد من التصعيد.
ويرى البيت الأبيض أن “وقف إطلاق النار في غزة سيجعل من الممكن وقف التصعيد الكبير على الحدود الإسرائيلية اللبنانية وتحقيق الهدوء الذي سيسمح بالتوصل إلى تسوية سياسية جديدة”. وأشار “واللا” إلى أن واشنطن ترى أن فكرة شن “حرب محدودة” ضد حزب الله غير واقعية.
وحذرت من أن مثل هذه الخطوة ستدفع إيران إلى “التدخل بشكل فعال وإغراق لبنان بمقاتلين من الميليشيات الموالية لإيران في سورية والعراق وحتى اليمن”.
وتخشى الولايات المتحدة من قيام إسرائيل بعملية أو بهجوم استباقي قد يؤدي إلى اندلاع حرب شاملة مع حزب الله أو جرها إلى مثل هذه الحرب “دون إستراتيجية واضحة ودون التفكير في الخطوات المقبلة وعواقب مثل هذا السيناريو، بحسب ما نقل موقع “واللا” عن مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى.
وعلى صلة، أفادت مسودة بيان ختامي من المقرر أن يصدر عقب قمة مجموعة الدول السبع، خلال الأسبوع الجاري، بأن قادة المجموعة سيعبرون عن قلقهم البالغ إزاء الوضع على الحدود الإسرائيلية اللبنانية وتأييدهم للجهود الأميركية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة.
وأضاف البيان أن زعماء المجموعة أكدوا مجددا التزامهم الراسخ بحل الدولتين ليعيش الإسرائيليون والفلسطينيون في سلام جنبا إلى جنب. وبالإضافة إلى ذلك، سيدعون إسرائيل إلى الامتناع عن شن هجوم واسع النطاق على مدينة رفح “بما يتماشى مع التزاماتها بموجب القانون الدولي”.
وقال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في تصريحات صدرت عنه من الدوحة، أمس الأربعاء، إن أفضل طريقة لتمكين الحل الدبلوماسي في شمال إسرائيل هو حل الصراع في غزة. وأضاف “هذا يتطلب ممارسة ضغوط شديدة على النظام. سيؤدي ذلك إلى استبعاد تبرير حزب الله لشن هذه الهجمات، وأعتقد أن ذلك سيفسح المجال لحل الأمر دبلوماسيا”.
غير أن المسؤول الأميركي قال إنه ستكون هناك حاجة إلى فعل المزيد. وأضاف “لا يكفي مجرد التوصل إلى وقف لإطلاق النار… يجب أن يكون هناك ترتيب يسمح للإسرائيليين بالعودة إلى منازلهم في الشمال”.
وعلى صلة قال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، ديفيد مينسر، إن “لبنان وحزب الله، بتوجيه من إيران، يتحملان المسؤولية الكاملة عن تدهور الوضع الأمني في الشمال. وأضاف “سواء من خلال الجهود الدبلوماسية أو غير ذلك، فإن إسرائيل ستستعيد الأمن على حدودنا الشمالية”.
المصدر: عرب 48