في اليوم العالمي للموسيقى لماذا عُدت الموسيقى لغةً للشعوب؟
لكونها ليست فقط مجرد أنغام وألحان وإنما حضور فكري وحضاري واجتماعي وذوقي، يحتفل العالم اليوم 21 يونيو باليوم العالمي للموسيقى Fête de la Musique، فتضج الساحات والمسارح والأوبرات والأندية والصالات الموسيقية والمتنزهات ومختلف الفضاءات، في أكثر من مائة دولة، بأشكال الموسيقى كافة، فجميع الأنماط الموسيقية تكون في دائرة الضوء، حيث الموسيقى والألحان والنغمات تكون البطل الحقيقي لهذا اليوم، فتتوالى العروض المذهلة التي تغذي الروح، وتشعل الوجدان وتحتفل بالتنوع الموسيقي في كل مكان.
يوم الموسيقى العالمي بداياته في فرنسا
هذا اليوم المميز ليس مجرد مناسبة للاستمتاع بالحفلات والألحان؛ إنها مناسبة تتجاوز الحدود واللغات والثقافات، وتوحد الإنسانية تحت لغة الموسيقى العالمية، منذ بدايتها، كان الهدف واضحاً: جلب الموسيقى إلى كل زاوية، وفي متناول الجميع، بغض النظر عن النوع والشكل واللون والمستوى الثقافي والاجتماعي وغيرها من الفروقات التي لا معنى لها.
حسب الموقع الرسمي لجريدة ladepeche.fr، فقد بدأ يوم الموسيقى العالمي في السبعينيات، وذلك بفضل الاقتراح المبتكر لجويل كوهين، وهو موسيقي أمريكي كان يعمل في عام 1976 في شركة فرانس ميوزيك، وقد اقترح إنشاء مهرجان ساتورنال دي لا ميوزيك الذي كان سيقام في يومي الانقلابين الشمسيين، 21 يونيو و21 ديسمبر، وكانت الفكرة أن تعزف الفرق الموسيقية مساء هذين اليومين في غرب باريس وتولوز، على أن الموسيقي المذهل موريس فلوريه، بالعام 1981، أخذ الفكرة إلى مستوى آخر، وتحت تأثيره وبدعم من وزارة الثقافة الفرنسية، أصبح اليوم العالمي للموسيقى رسمياً في عام 1982، ليصبح احتفالاً يدعو الموسيقيين إلى مشاركة فنهم في أماكن مفتوحة، دون أي تكلفة على الجمهور، ومن ثم أصبح المهرجان جزءاً من تاريخ فرنسا الثقافي حيث الموسيقى في كل مكان والحفلات الموسيقية في كل مكان لتعطي صوتاً لجميع أنواع الموسيقى، ومن ثم فقد تحول المهرجان لحدث عالمي يتيح لجميع الموسيقيين العزف والتعريف بأنفسهم خلال اليوم العالمي للموسيقى، الذي يتم الاحتفال به في 21 يونيو من كل عام، ليتردد صداه في قلوب محبي الموسيقى والفنانين في جميع أنحاء العالم.
وإذا أردت المشاركة بالاحتفال باليوم العالمي للموسيقى يمكنك الانضمام لأكثر من مليون من عشاق البيانو يحتفلون معاً في اليوم العالمي للبيانو!
أهداف اليوم العالمي للموسيقى
وفقاً للموقع السابق ladepeche.fr، فأهم أهداف اليوم العالمي للموسيقى هي:
- تعزيز التبادل الثقافي بين شعوب العالم؛ مما يسمح للأنماط والأنواع الموسيقية المختلفة بالظهور.
- يحتفل هذا اليوم بالتنوع والثراء الموسيقي، ويفتح مساحات للفنانين من جميع أنحاء العالم لعرض أعمالهم ومشاركتها مع جمهور عالمي.
- يسعى اليوم العالمي للموسيقى إلى خلق فرص للموسيقيين، الناشئين أو المعروفين لتقديم فنهم إلى جمهور أوسع، وبالتالي تشجيع المزيد من التنوع الموسيقي والإثراء الثقافي.
- يهدف كذلك لرؤية الموسيقى كأداة ترفيهية لا تثري الحياة فحسب، بل تجعلها أكثر إشباعاً، فالموسيقى تتمتع بالقدرة على توحيد الناس وتجاوز الحواجز وتكون بمثابة لغة مشتركة في عالم متزايد التنوع.
كيف تكون الموسيقى لغة عالمية؟
وفي ظل السياق السابق حيث الاحتفال باليوم العالمي للموسيقى، وحيث الحديث لا ينتهي عنها كلغة عالمية، سيدتي التقت روين سامح – خريجة معهد الكونسرفتوار وحاصلة على ماجستير بآلة الفيولا في حديث حول الموسيقى كلغة حوار عالمي.
تقول روين لسيدتي: بغض النظر عن الإيقاع أو اللحن أو الأسلوب، فإن الموسيقى تتحدث إلى شيء عميق في إنسانيتنا، فهي تثير مشاعر قوية، وتُلهم شعوراً بالرهبة، وتتجاوز اللغة لتوفر فرصاً فريدة للتواصل بين الثقافات، فالموسيقى لا تحتاج إلى قاموس للترجمة ولا معلم لتوضيح المعاني والكلمات والصياغات، فقط المشاعر هي التي تتحدث والوجدان هو الذي يتحرك والخيال هو الذي يفصح ويصيغ.
وتابعت حديثها عن الموسيقى، قائلة:
- تعزز إبداعنا وخيالنا؛ مما يعزز قوة عقولنا في السعي وراء مساعٍ تبدو غير ذات صلة، فألبرت أينشتاين أشار إلى أن أفكاره العلمية الرائعة تنبع في جزء كبير منها من استمتاعه بالموسيقى، وقال إنه إذا لم يكن فيزيائياً، فمن المرجح أن يكون موسيقياً.
- الاستماع إلى الموسيقى، بغض النظر عن اللغة المنطوقة بها، يمكن أن يحسن نوعية النوم والذاكرة، ويقلل من القلق وضغط الدم، بل ويساعد في إدارة الألم وتعزيز جهاز المناعة ويحسن الوظيفة الإدراكية لدى الأطفال الذين يولدون قبل الأوان، بل ويساعد على تعافي المرضى.
- كان الموسيقيون الهواة والمحترفون يعزفون في مستشفيات المحاربين القدامى للمساعدة في تخفيف آلام الجنود الجسدية، والمعاناة العاطفية، وقد أثبت هذا فعاليته لدرجة أن المستشفيات سعت إلى توظيف موسيقيين.
- المشاركة في نشاط موسيقي جماعي؛ مثل الغناء الكورالي، يخفف التوتر ويحسن المزاج ويعزز الوظيفة الإدراكية، (قد يكون الغناء الأوبرالي بلغة ليست لغتنا الأصلية ولكن يجمعنا اللحن المميز وتقودنا النغمات الرائعة لإبداع عمل مذهل).
- الاستماع إلى الأغاني والموسيقى يعمل على تعزيز مستويات الطاقة أو التركيز أو الاسترخاء ويزيد من القدرة على التحمل.
وبالنهاية يمكنك كذلك في اليوم العالمي للموسيقى التعرف إلى: سعوديات سبقن زمانهنّ وبرعن في الموسيقى