حرب نفسية وحسابات الرد.. ما وراء التريث الإيراني في مهاجمة إسرائيل؟ – أخبار العالم
«الثأر أمر حتمي وسيتلقى الكيان الصهيوني الإرهابي الرد بالعقاب الشديد في الزمان والمكان المناسبين والنوعية المناسبة». هذا ما توعد به الحرس الثوري الإيراني للرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية أثناء وجوده داخل الأراضي الإيرانية، ولكن حتى يومنا هذا يسيطر الهدوء على الأوضاع المستنفرة في المنطقة.. فهل يعتبر هذا هو الهدوء ما قبل العاصفة؟
إجراءات إيران لشن الهجوم
بعد عملة الاغتيال التي تعتبر جريمة تصعيدية وخرق فاضح للقانون الدولي وتوعد إيران بالرد على دولة الاحتلال، يطرح العالم كل يوم سيناريوهات وتوقعات عن متى وكيف ستنفذ إيران الهجوم، حيث أكد رئيس جمهورية إيران مسعود بزشكيان أن عملية الاغتيال لن تمر دون رد، وأشار مستشار قائد الحرس الثوري بضرورة الرد الحاسم الذي سيكون جديد ومفاجئ، وفقا لما ذكرته قناة القاهرة الاخبارية نقلا وكالة إرنا الإيرانية.
ونشرت وكالة مهر الإيرانية أمس الثلاثاء، أن إيران تجري تدريبات عسكرية في شمال البلاد لتعزيز سلاح البحرية بالجيش، ويعتبر هذا ثاني تدريب عسكري تجريه إيران خلال 3 أيام، حيث قال مسؤول في الحرس الثوري من قبل، إن تلك التدريبات لتعزيز الجاهزية القتالية للجيش.
وقد كشفت وكالة إرنا الإيرانية الأسبوع الماضي عن إجراءات تزوید مواقع الدفاع الجوي في منطقة الحدود الشرقية بأنظمة رادارات وصواريخ اعتراضية جديدة ومسیرات محلية الصنع.
وهناك إجراء جديد محتمل للرد الإيراني هو استهداف أفراد تعتقد المخابرات الإيرانية أنهم مسؤولون عن اغتيال هنية، وذلك بدلا من شن هجوم واسع على إسرائيل لتجنب خوض المدنيين في الحرب، وفق ما ذكرته صحيفة الجارديان البريطانية، والتي قالت أن إيران ستستهدف المسؤولين عن اغتيال هنية، وتحديدا من داخل الموساد وأجهزته.
ضغوطات لمحاولة حماية إسرائيل
فيما تواصل الولايات المتحدة الأمريكية جهودها لحماية الكيان الإسرائيلي، حيث قالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان سابق إن الولايات المتحدة ملتزمة بأمن إسرائيل وبجاهزيتها للدفاع عن نفسها.
وبالفعل تواصل الرئيس جو بايدن هاتفيا مع نظرائه من فرنسا والمملكة المتحدة وإيطاليا وألمانيا لمناقشة سُبل حماية إسرائيل، ومنع الهجوم الإيراني بحجة حماية الشرق الأوسط من العواقب الحرب الخطيرة، حيث أصدروا بيانا مشتركا يوم الاثنين من الأسبوع الجاري يدعو فيه إيران بالتراجع عن توعدها المستمر بشن الهجوم على إسرائيل.
وأكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال مكالمة هاتفية مع بزشكيان، يجب التخلي عن الانتقام من إسرائيل، فرد بزشكيان عليه قائلا: «إذا كانت أمريكا والدول الغربية تريد حقا منع الحرب وانعدام الأمن في المنطقة، يجب عليهم التوقف عن بيع الأسلحة ودعم النظام الصهيوني وإجبار هذا النظام على وقف الإبادة الجماعية في غزة وقبول وقف إطلاق النار»، وفقا للقاهرة الإخبارية.
ومن جانبه طالب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر ورئيسة وزراء إيطاليا جورجا ميلوني بزشكيان، تجنب التصعيد ومنع توسع الصراع في المنطقة، وعدم مهاجمة إسرائيل مشيرا إلي أن الحرب ليست في مصلحة أحد، بحسب القاهرة الإخبارية.
الدول الداعمة لإيران
هناك إدانات بالإجماع علي اغتيال هنية في إيران، وذلك خلال اجتماع منظمة التعاون الإسلامي في جدة الأسبوع الماضي، وقد شدد أعضاء الاجتماع على أن ذلك كان انتهاكا واضحا للقانون الدولي وسيادة إيران على أراضيها وأمنها القومي.
ودعا وزير الخارجية الباكستاني إيران إلى التحلي بالهدوء، مشيرا إلى أنه لا بد من الانتقام من إسرائيل، ولكن بذكاء حتى لا تتحقق خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو والوقوع في فخ الحرب الواسعة.
من جانبه طلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، تنفيذ رد منضبط وهادئ على إسرائيل، وتجنب سقوط ضحايا مدنيين خلاله الرد على إسرائيل، وفق ما نقلته القاهرة الإخبارية عن مصادر إيرانية.
وقال وزير الخارجية الصيني وانج يس، إن بكين تدعم طهران في قراراتها للدفاع عن سيادتها وأمنها وكرامتها الوطنية وفقا للقانون.
سبب عدم الهجوم حتي الان
بحسب ما أعلنته «القاهرة الإخبارية»، نقلا عن وكالة رويترز، صرح 3 مسؤولين إيرانيين أن السبب الوحيد الذي يمنع إيران من الرد المباشر على إسرائيل، هو عدم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، حيث تسعى الولايات المتحدة لحماية إسرائيل من خلال عرقلة التقدم نحو اتفاق واضح لتهدئة الوضع، وبالتالي ردع طهران عن الهجوم.
مخاوف الاحتلال من هجوم ايران
تعلن هيئة البث الإسرائيلية بشكل مستمر عن تقديرات الأجهزة الإسرائيلية بأن ضربات إيران ستكون أشد من هجوم أبريل الماضي، بالإضافة إلي تصريحات وزير الدفاع التي تقول أن الإيذاء الإيراني سيكون بطريقة لم تفعلها إيران من قبل، وأن إسرائيل تراقب الاستعدادات العسكرية الإيرانية، التي تدل على جاهزية طهران لشن هجوم واسع النطاق على إسرائيل.
المصدر: اخبار الوطن