“رغبة حقيقيّة” من أطراف مفاوضات الدوحة لإبرام اتفاق.. حماس: نراها بمنظور إستراتيجيّ
قال مصدر “رفيع المستوى”، إن محادثات اليوم الثاني ستشهد استكمال مناقشات آليات تنفيذ الاتفاق، مضيفا أن “مناقشات اليوم الأول امتدت لأكثر من 7 ساعات”.
أهال في غزة يبكون شهداءهم (Getty Images)
قال مصدر مصري مسؤول، الخميس، إن هناك “رغبة حقيقية” من جميع أطراف المحادثات الجارية بالعاصمة القطرية الدوحة للتوصل لاتفاق يوقف الحرب على قطاع غزة.
جاء ذلك وفق ما نقلته قناة “القاهرة الإخبارية” الخاصة عن المصدر، الذي وصفته بأنه “رفيع المستوى”، وذلك في ختام اليوم الأول من هذه المحادثات.
وأعلن المتحدث باسم الخارجية القطرية، بعد انتهاء محادثات اليوم الأول، أن “اجتماع الوسطاء بالدوحة لإنهاء الحرب على غزة سيستأنف، الجمعة”، وذكرت تقارير إسرائيلية، أن الفريق المفاوض سيبقى في الدوحة من أجل مواصلة المفاوضات، وجاء عن مسؤولين “مطلعين” على المفاوضات أن “الفجوات جرى تقليصها بشكل كبير”.
وقال المصدر إن “اليوم الأول من محادثات وقف إطلاق النار بغزة شهد نقاشات حول جميع النقاط العالقة وآليات تنفيذ الاتفاق”، دون تقديم توضيحات بالخصوص.
وأضاف أن “مناقشات اليوم الأول امتدت لأكثر من 7 ساعات، وأبدى خلالها جميع الأطراف رغبة حقيقية في التوصل لاتفاق”.
وأوضح المصدر، أنه “سيتم خلال مباحثات اليوم الثاني من المحادثات (الجمعة) استكمال المناقشات حول آليات تنفيذ الاتفاق”.
ولفت إلى أن “الوفد الأمني المصري أكد خلال مباحثات التهدئة بغزة حرص مصر على سرعة التوصل لاتفاق لوقف الحرب الجارية بالقطاع والإفراج عن الأسرى والمحتجزين”.
وفي سياق ذي صلة، قال عضو المكتب السياسي لحماس، حسام بدران، الخميس، إن الحركة تنظر إلى مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الجارية في الدوحة “من منظور إستراتيجي، يهدف إلى إنهاء العدوان على غزة”.
وأضاف بدران، في بيان نشرته الحركة عبر منصة “تليغرام”: “حماس ترى أن أي مفاوضات يجب أن تكون مبنية على خطة واضحة لتنفيذ ما تم التوافق عليه مسبقا”.
وتابع: “العائق أمام التوصل لوقف إطلاق النار في غزة هو استمرار المراوغة الإسرائيلية”.
ولفت بدران إلى أن “أي اتفاق يجب أن يحقق وقف إطلاق نار شامل، وانسحاب كامل من غزة، وإعادة النازحين، وإعادة الإعمار، إلى جانب صفقة تبادل أسرى”.
وفي وقت سابق الخميس، انطلقت في الدوحة محادثات توصف بـ”الحاسمة”؛ للتوصل إلى اتفاق تبادل أسرى ووقف إطلاق نار في غزة.
وتجرى هذه المحادثات بعيدا عن وسائل الإعلام، استجابة لبيان مشترك صدر عن قادة الولايات المتحدة ومصر وقطر، الأسبوع الماضي.
ويشارك فيها رئيس وكالة المخابرات المركزية الأميركية ويليام بيرنز، ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس المخابرات المصرية اللواء عباس كامل، ورئيس المخابرات الإسرائيلية “الموساد” دافيد برنياع.
بينما أكد القيادي في حماس سهيل الهندي، الثلاثاء الماضي، أن حركتهم لن تكون جزءا من هذه المحادثات.
وطالبت حماس وفصائل فلسطينية أخرى، في بيان، بإلزام تل أبيب بما سبق الاتفاق عليه خلال المحادثات السابقة في تموز/ يوليو الماضي، استنادا إلى مقترح الرئيس الأميركي، جو بايدن.
وكان قادة مصر وقطر الولايات المتحدة قالوا في بيان مشترك في 8 آب/ أغسطس الجاري: “لم يعد هناك متسع من الوقت نضيعه، ولا أعذار من أي طرف لمزيد من التأخير. لقد حان الوقت لإطلاق سراح الرهائن وبدء وقف إطلاق النار وتنفيذ هذا الاتفاق”.
وأضافوا: “بصفتنا وسطاء، فنحن مستعدون، إذا لزم الأمر، لتقديم مقترح نهائي يُجسّر هوة الخلاف لحلّ ما تبقى من قضايا التنفيذ بطريقة تلبي توقعات كلا الطرفين”.
وسبق هذه الجولة من الحادثات اتصالات حثيثة أجراها مسؤولون أميركيون مع قادة ومسؤولين في مصر والأردن وقطر.
كما صدر بيان مشترك الأسبوع الجاري عن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، لحثّ الأطراف على التوصّل إلى اتفاق.
وفي نهاية أيار/ مايو الماضي، طرح بايدن بنود صفقة عرضتها عليه إسرائيل “لوقف القتال والإفراج عن جميع المختطفين (الأسرى الإسرائيليين بغزة)”، وقبلتها حماس وقتها؛ لكن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أضاف شروطا جديدة.
المصدر: عرب 48