الخلافات “لا تزال عميقة” في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة
المسؤولون الإسرائيليون المطلعون على المفاوضات بين إسرائيل وحماس تؤكد استمرار الخلافات العميقة بين الجانبين حول قضايا رئيسية، رغم التفاؤل الإسرائيلي بعد محادثات قطر. وفيما تسعى واشنطن للضغط على حماس لقبول المقترح الأمريكي، تستعد القاهرة لاستضافة قمة إضافية لمناقشة نقاط الخلاف.
مظاهرة في تل أبيب مناهضة لحكومة نتنياهو وتطالب بالتوصل إلى صفقة فورية لتبادل الأسرى، 17 أغسطس (Getty Images)
على الرغم من “التفاؤل الحذر” الذي تعرب عنه إسرائيل بعد جولة المحادثات الأخيرة في قطر، والتي عبر عنها رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، في بيان صدر مكتبه أمس، السبت، نقلت الإذاعة العامة الإسرائيلية (“كان – ريشيت بيت”) عن مصادر مطلعة على المفاوضات، صباح اليوم، الأحد، أن الخلافات “لا تزال عميقة”، خاصة في القضايا الرئيسية مثل محور فيلادلفيا ومحور “نتساريم” وانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة.
تغطية متواصلة على قناة موقع “عرب 48” في “تليغرام”
ومع ذلك، يقول مسؤولون إسرائيليون إن قضية محور فيلادلفيا “قابلة للحل”، طالما وجد لها حل بناءً على المقترح الأميركي، الذي ينص على انسحاب قوات الاحتلال من المحور الحدودي بين مصر وقطاع غزة “بشكل تدريجي”، على أن تتم مناقشة نقاط الخلاف في محاولة أخرى للتوصل إلى تفاهمات نهائية مع القاهرة، فيما يشدد المسؤولون في إسرائيل على أن “التقدم هو بيننا وبين الوسطاء. حماس حاليًا ليست في الصورة”.
وقال مسؤولون إسرائيليون مطلعون على المفاوضات إنه “تم وضع هدف وهو السعي لتحقيق انفراجة في المحادثات خلال هذا الأسبوع”، بحسب ما أوردت هيئة البث العام الإسرائيلية (“كان 11”)، وذكرت أن “كبار مسؤولي أجهزة الأمن الإسرائيلية سيزورون القاهرة يوم الثلاثاء أو الأربعاء للمشاركة في قمة إضافية، حيث من المتوقع أن يتم طرح ‘مقترح نهائي‘ على طاولة المفاوضات”.
وجاء في البيان الصادر عن مكتب نتنياهو، أن “الفريق المفاوض أطلع رئيس الحكومة على سير المحادثات في الدوحة”؛ وأضاف أن “الفريق المفاوض عبر أمام نتنياهو عن تفاؤل حذر بشأن إمكانية التقدم نحو إبرام صفقة، وذلك بناء على المقترح الأميركي الجديد الذي يستند إلى مقترح 27 أيار/ مايو”، وتابع “هناك أمل في أن يسمح الضغط الكبير للولايات المتحدة والوسطاء على حماس، بأن تتراجع عن معارضتها الاقتراح الأميركي الذي يتضمن عناصر مقبولة لدى إسرائيل”.
في المقابل، اعتبرت حركة حماس أن الحديث الأميركي عن قرب التوصل إلى اتفاق هو “وهم”، وذلك بعد مباحثات ليومين غابت عنها الحركة الفلسطينية، فيما أعلنت دول الوساطة الولايات المتحدة وقطر ومصر تقديم مقترح جديد “يقلّص الفجوات” بين إسرائيل وحماس لوقف النار في الحرب الإسرائيلية المتواصلة منذ أكثر من عشرة أشهر، وتبادل الأسرى.
وأكد الرئيس الأميركي، جو بايدن، أن الاتفاق بات “أقرب من أي وقت مضى”، وهو سيرسل وزير خارجيته أنتوني بلينكن إلى إسرائيل، في وقت تتكثف الجهود لتجنّب اتساع رقعة الحرب إقليميا بعد تصاعد التوتر بين إيران وحلفائها من جهة، وإسرائيل وحلفائها من جهة أخرى.
إلا أن القيادي في حماس سامي أبو زهري رأى في بيان لوكالة “فرانس برس” أن “الحديث عن قرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار هو وهم”. وشدد على أن “الاحتلال يواصل عرقلة كل المساعي لإتمام أي اتفاق”، مضيفا “لسنا أمام اتفاق أو مفاوضات حقيقية، بل أمام فرض إملاءات أميركية”.
المصدر: عرب 48