فلكية جدة: اقتران القمر مع الشقيقات السبع فجر الغد

يترقب عشاق الظواهر الفلكية فجر غد الاثنين الموافق 26 أغسطس 2024، ظاهرة استثنائية، حيث تشهد سماء العالم العربي، فجر غد الاثنين اقتران القمر في طور التربيع الأخير مع عنقود نجوم الثريا، الذي يعرف أيضًا بـ “الشقيقات السبع”؛ بسبب شدة لمعان سبعة نجوم في هذا العنقود.

رؤية القمر والثريا سويًا في مجال التلسكوب

وأبان رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة، أن الثريا لن تكون مشاهدة بالعين المجردة من داخل المدن بسبب التلوث الضوئي الذي يطمس الأضواء الطبيعية في قبة السماء، ولكن يمكن رؤيتها بسهولة عبر المنظار بل ويمكن كذلك رؤية القمر والثريا سويًا في مجال رؤية التلسكوب بسبب المسافة الظاهرية الصغيرة الفاصلة بينهما.

وأفاد أبو زاهرة، أن هذا العنقود النجمي يشبه نجوم الدب الأصغر إلا أنه ضبابي المظهر، إذ إن عنقود الثريا في النصف الشمالي من الكرة الأرضية مرتبط بفصل الشتاء بحسب القياسات الحديثة ونجوم الثريا ولدت من نفس سحابة الغاز و الغبار منذ حوالي 100 مليون سنة مضت بالمقارنة مع 4 مليارات سنة ونصف لعمر الشمس.

وأوضح رئيس الجمعية الفلكية بجدة، أن نجوم هذا العنقود مرتبطة ببعضها بواسطة تبادل الجاذبية بينها وتندفع سويًا عبر الفضاء والعديد من نجوم الثريا التي تسطع مئات المرات أكثر من الشمس.

ماهي الشقيقات السبع؟

تعد نجوم الثريا، أو “الشقيقات السبع” والمعروفة علميًّا باسم “Pleiades”؛ واحدة من أشهر التجمعات النجمية في السماء، تقع في كوكبة الثور، وتتألّف من مجموعة من النجوم اللامعة التي تُشكل مشهدًا مهيبًا، وهذه النجوم ليست مجرد نقاط ضوء، بل هي جزء من ثقافات عديدة حول العالم؛ لاعتبارات علمية وأسطورية.

وتمتلك نجوم الثريا في الثقافة العربية مكانة خاصة؛ حيث استخدمها العرب القدامى في تحديد دخول الفصول والتقويم الزراعي؛ إذ كان ظهور الثريا في السماء علامة على بداية مواسم الزراعة والحصاد، وكانت تثبت دقّة هذا التقويم من خلال مراقبات مستمرّة عبر الأجيال.

وتتكوّن الثريا علمياً من سبعة يمكن رؤيتها بالعين المجردة من الأرض، ولكن في الواقع تحتوي المجموعة على أكثر من 1000 نجم تقع على بعد حوالي 440 سنة ضوئية من الأرض، وتعتبر هذه النجوم جزءًا من مجموعة نجمية مفتوحة تتكوّن من نجوم شابّة؛ إذ يُعتقد أن عمرها لا يزيد على 100 مليون سنة، وتُعتبر درجة حرارة نجوم الثريا مرتفعة جدًّا مقارنةً بأعمار النجوم الأخرى.

وترتبط هذه النجوم بأساطير وحكايات تقليدية في الثقافات العالمية كذلك، وفي اليابان تُعرف باسم “سوبارو”، وتشير إلى اتحاد واتفاق، وفي اليونان القديمة كانت الثريا تعتبر بنات أطلس السبع اللاتي تحولن إلى نجوم لحمايتهن من آلام البشرية.

اطلعي على: حدث فلكي نادر لن يتكرر قبل 2033.. اقتران المريخ والمشتري فجر الخميس

يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على منصة اكس