وقفة منددة بجرائم القتل إثر مقتل محمود مصالحة
تطرق بدحي إلى اللقاء مع الشرطة بالقول، إن “الجلسة كانت عاصفة جدا، وقد وجهنا اصبع الاتهام بشكل مباشر إلى شرطة وحكومة إسرائيل، وقلنا إن الوضع لا يحتمل وعلى الدولة القيام بواجبها وعملها..”
جانب من الوقفة الاحتجاجية (عرب 48)
شارك العشرات اليوم، الجمعة، في وقفة احتجاجية أمام مسجد الصندحاوي في مدينة كفر قرع، وذلك تنديدا بجريمة قتل الممرض محمود عبد الحكيم مصالحة التي اقترفت بعد خروجه من المسجد يوم الإثنين الماضي.
تغطية متواصلة على قناة موقع “عرب 48” في “تليغرام”
ورفع المشاركون في الوقفة لافتات مطالبة بالحد من الجريمة المستفحلة في المجتمع العربي، بالإضافة إلى صور الضحية وشعارات بينها “لا للجريمة نعم للأخوة”، “أوقفوا شلال الدماء”، “كفر قرع قالت كلمتها نحن ضد الجريمة”.
وجاءت الوقفة بدعوة من هيئة أئمة المساجد والبلدية في المدينة، بمشاركة مجموعة من القيادات العربية ورؤساء السلطات المحلية العربية بمنطقة وادي عارة.
وتحدث الشاب رشيد مصالحة باسم عائلة الضحية، قائلا إن “هذا الموقف ليس سهلا أبدا أن أقف هنا وأرثي رفيق دربي وصديقي وأخي الشيخ محمود عبد الحكيم مصالحة، حيث كبرنا وترعرعنا وكنا ندرس ونذهب إلى المدرسة سويا على مدار سنوات. يعز علي أن أفارقه بعد أن نالت منه يد الغدر والخفافيش الغادرة في ليلة لم نر بعدها أي نور”.
وأضاف أن “الجميع يشهد لمحمود الذي لم نر منه إلا الخير، إذ كان محبا لوالديه ووطنه وشعبه، وفي اللقاء الأخير بيننا كان مفعما بالأمل والتغيير على المستوى الأخلاقي والاجتماعي والديني”.
وأشار مصالحة إلى أن “مجتمعنا ينزف وفقدنا البوصلة ووصلنا إلى حالة يرثى لها، فإذا أصيب القوم بأخلاقهم أقم عليهم مأتما وعويلا. نحن ننزف كل يوم ونفقد خيرة شبابنا ونسأل الله أن يكون محمود هو الضحية الأخيرة، ولكل من يريد أن يفتن بنا نقول إنه لن نسمح بذلك”.
وذكر “محمود لم ينس يوما أهالي غزة والمسجد الأقصى، وما يحصل يصب في خانة واحدة، إذ لا نستطيع التفرقة بين الجريمة المنظمة والمسجد الأقصى وغزة، وكما هو معلوم أن تخاذل الشرطة أدى إلى ما نحن عليه، والوزير المتطرف بن غفير يريد بناء كنيس بالمسجد الأقصى ويبحث عن هدم المساجد”.
ومن جانبه، قال رئيس بلدية كفر قرع، المحامي فراس بدحي، إن “وقفتنا الاحتجاجية هي وقفة وصرخة ألم للمجتمع العربي في الداخل الفلسطيني، هذه وقفة ألم احتجاجا على شرطة إسرائيل التي تتقاعس في وقف مسلسل وشلال الدم الذي يعصف بمجتمعنا. كفى للقتل والجريمة، الضحية ليس فقط من يقتل إنما كل من يبقى على قيد الحياة من العائلة والأم والأب والأشقاء والشقيقات والجميع، إذ أن الجبال لا تتحمل ما يحصل في مجتمعنا”.
وتابع أن “اليأس ليس خطة عمل، يجب علينا جميعا التكاتف والعمل بشكل موحد ضد الجريمة في المجتمع العربي”.
وتطرق بدحي إلى اللقاء مع الشرطة بالقول، إن “الجلسة كانت عاصفة جدا، وقد وجهنا اصبع الاتهام بشكل مباشر إلى شرطة وحكومة إسرائيل، وقلنا إن الوضع لا يحتمل وعلى الدولة القيام بواجبها وعملها، وأن تأخذ المسؤولية التي تقع على عاتقها في محاربة الجريمة، إذ لا يمكن لهذه الدولة التي تصل إلى أي مكان في العالم أن تعجز عن محاربة عصابات الإجرام في المجتمع العربي”.
وختم بالقول إنه “نخشى على أبنائنا مع افتتاح العام الدراسي الجديد، ونشعر بانعدام الأمن والأمان في ظل الجريمة، وعلى الدولة توفير الأمن والأمان لأهالي الداخل الفلسطيني”.
وقال الشيخ محمود أبو عطا، إن “الضحية محمود عرف بحسن خلقه ومبادرته لعمل الخير في المدينة وخارجها، إذ لم يترك محفلا للخير إلا وكان يتواجد فيه، وكان من بين الشباب الذين يعملون طوال الوقت على التواجد في المسجد، والإمامة بالمصلين عند تغيب الإمام الرئيسي للمسجد، وقد كانت آخر كلمات وعمل الشيخ محمود نطق الشهادتين وصلاة العشاء في المسجد”.
المصدر: عرب 48