Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الشرق الأوسط

إدارة بايدن تكثف جهودها الدبلوماسية للتوصل إلى هدنة في غزة قبل الانتخابات الرئاسية

تكثف إدارة بايدن، جهودها الدبلوماسية للوصول إلى اتفاق بشأن غزة، وسط تزايد الضغوط لتحقيق تقدم قبل الانتخابات الرئاسية. المحادثات متعثرة بسبب تعنت نتنياهو. وتسعى واشنطن للحفاظ على استمرارية المفاوضات، التي قد تؤثر على مستقبل المرشحة الديمقراطية، كامالا هاريس.

تعمل إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، التي لم يتبق لها سوى أربعة أشهر على تكثيف جهودها الدبلوماسية للتوصل إلى اتفاق بشأن غزة مع إبداء تفاؤلها في العلن، على الرغم من أسابيع من التعثر والانتكاسات.

تغطية متواصلة على قناة موقع “عرب 48” في “تليغرام”

ولا شك أن تحقيق اختراق في المحادثات سيمثل دفعة كبيرة لحظوظ المرشحة الديمقراطية، كامالا هاريس، في السباق إلى البيت الأبيض. فيما يرى خبراء أنه ليس لدى واشنطن من خيار على على أي حال سوى الاستمرار في المحاولة.

ومنذ إعلان إسرائيل في الأول من أيلول/ سبتمبر الجاري استعادة جثث ستة رهائن قالت إن حماس قتلتهم في جنوب غزة، أحدهم يحمل الجنسية الأميركية، شددت إدارة بايدن على ضرورة التوصل إلى هدنة.

ويأتي ذلك فيما يصر رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، على عدم تقديم أي تنازلات على الرغم من الاحتجاجات الجماهيرية المتصاعدة في إسرائيل، والدعوات إلى “التوصل إلى اتفاق فوري لإعادة الرهائن بأي ثمن”

وحضّ وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، يوم الخميس الماضي، كلا من إسرائيل وحركة حماس على ابرام اتفاق قال مسؤولون أميركيون إنّه أنجز بنسبة 90%. وقال إنه “من واجب الطرفين التوصل لاتفاق بشأن القضايا العالقة”.

وأقر الوزير الأميركي بأنه لحين الحصول على موافقة نهائية من كلا الجانبين، فإن الاتفاق الذي يتم التفاوض عليه لوضع حد لأحد عشر شهرا من حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على غزة “قد ينهار في أي لحظة”.

وقال إن كل يوم قد يجلب “حدثا فاصلا يتسبب ببساطة بإبطاء الأمور ويخاطر بإفشالها نظرا لحساسية الوضع”.

وكان الرئيس الأميركي قد عرض في 31 أيار/ مايو الماضي، خطة لوقف القتال لستة أسابيع في المرحلة الأولى وتتضمن إطلاق سراح عدد من الرهائن بمن فيهم النساء وكبار السن والجرحى، مقابل إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين.

وتعثّرت المحادثات للتوصل إلى هدنة في الأسابيع الماضية بسبب خلافات أبرزها الشريط الحدودي بين قطاع غزة ومصر المعروف باسم محور فيلادلفيا، والذي يصرّ نتنياهو على إبقاء قوات إسرائيلية فيه خلافا لموقف وزير الأمن، يوآف غالانت، وقادة الأجهزة الأمنية.

في المقابل، تتمسك حماس بانسحاب إسرائيلي كامل من القطاع وحرية حركة الفلسطينيين داخله خلال المرحلة الأولى من الاتفاق؛ وسعت واشنطن، بالتعاون مع الوسيطين القطري والمصري، في الأسابيع الأخيرة إلى العمل على جسر الفجوات المتبقية.

ويبحث الوسطاء الأميركيون عن صيغة تحدد أين ومتى تنسحب القوات الإسرائيلية، حيث يتحدث الاتفاق عن الانسحاب من المناطق “المكتظة بالسكان”؛ ولكنهم بحاجة أيضا إلى تهدئة مصر، أول دولة عربية وقعت اتفاق سلام مع إسرائيل.

وترى مديرة برنامج الشرق الأوسط في مركز “ويلسون” في واشنطن، ميريسا خورما، أنه على الرغم من الدبلوماسية الأميركية المكثفة، وارتفاع حصيلة الضحايا، ومطالبة الشارع الإسرائيلي بالتوصل لاتفاق، يعتقد نتنياهو أن بقاءه السياسي على المحك في حال قبوله الاتفاق.

وقالت: “بصراحة لا أتوقع أي تقدم كبير. وأعتقد أن نتنياهو على وجه الخصوص يدرك تمام الإدراك الاستحقاقات السياسية الأميركية والمكونات المحلية لديه”.

وقدم بايدن دعما كبيرا وغير مشروط لإسرائيل في إطار حربها على غزة بعد هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

ومؤخرا، سمعت بدأت تسمع أصوات في الإدارة الأميركية تنتقد إسرائيل أيضا بسبب عدم بذل مزيد من الجهود لحماية المدنيين في حربها المتواصلة على غزة التي خلفت ما لا يقل عن 40 ألفا و972 شهيدا، بالإضافة 94 ألفًا و761 جريحا.

لكن بايدن، باستثناء مرة واحدة، لم يلجأ لاستخدام ورقة الضغط الرئيسية وهي الحد من مليارات الدولارات من الأسلحة الأميركية لإسرائيل – مما أثار غضب البعض في الجناح اليساري لحزبه. بينما يؤيد الحزب الجمهوري إسرائيل بشكل ساحق.

وبحسب المعهد العربي الأميركي الذي يدعو إلى دعم أكبر للفلسطينيين، فإن استطلاعات الرأي التي أجراها أظهرت بأن كامالا هاريس قد تكسب أكثر مما تخسر حال اتخذت موقفا أكثر صرامة تجاه إسرائيل، في حين أن العكس صحيح بالنسبة لترامب.

ويتفق غيث العمري، وهو زميل بارز في معهد واشنطن، على أن نتنياهو وحماس غير مهتمين بسد الفجوات، وأشار إلى صعوبة القضايا المتبقية. وقال “مجرد أننا أنجزنا 90 % لا يعني أننا أقرب إلى التوصل إلى اتفاق”.

وبحسب العمري، الذي شغل في السابق منصب مستشار للسلطة الفلسطينية، “لا أعتقد أن المفاوضين الأميركيين ساذجون. فهم يدركون صعوبة الأمر. ولكنني أعتقد أن ما نراه الآن هو محاولة من جانب واشنطن لإبقاء المفاوضات حية”.

وقال بلينكن، الخميس الماضي، إنه لا يزال يأمل في إبرام اتفاق تطبيع بين إسرائيل والسعودية قبل انتهاء ولاية بايدن، آملا في تحفيز نتنياهو. وقال: “أعتقد أنه إذا تمكنّا من التوصّل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، فيمكننا المضيّ قدمًا على مسار التطبيع”.

لكن بحسب العمري، فإنه يتوجب على واشنطن أيضا مواصلة الدفع باتجاه وقف لإطلاق النار لإعادة الاستقرار في منطقة البحر الأحمر ومنع تصعيد النزاع في المنطقة بما في ذلك اندلاع حرب بين اسرائيل ولبنان.

وقال “هذا الشرق الأوسط. يمكن أن يزداد الأمر سوءا دائما، وهذا ما يحدث عادة”.


المصدر: عرب 48

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *