نقوش تراثية تزين المنزل في مناسبة اليوم الوطني السعودي 94

للموتيفات، والزخارف، تاريخ قديم وآسر، في أنحاء العالم كافة؛ وفي المملكة العربية السعودية، هناك ثراء في أنماط التصميم، وذلك لتعدد المناطق، وطبيعة الجغرافيا الخاصة بكلّ منها، علمًا أنه يمكن العثور على الزخارف في الهندسة المعمارية، والمنسوجات، والخطّ، وأشكال فنية أخرى…
في مناسبة اليوم الوطني السعودي 94، معلومات حول الزخارف الأشهر، وطرق توظيفها في ديكورات المنازل.

أنماط التصميم تعبيرات ثقافية خالدة

تُستخدم الأنماط أو الرموز، غالبًا في الفنّ، والهندسة المعماريّة، وأشكال التعبير الثقافي الأخرى، وتقدّم رؤى حول تاريخ البلد، وثقافته، ومُعتقداته. أكانت الزخارف هندسيّة، أو نباتيّة، بسيطة، أو مُعقّدة، مُباشرة، أو تجريديّة، هي تقول الكثير من خلال خطوطها، وألوانها. وبالطبع، تلهم البيئة العائدة لكل منطقة في البلد الزخارف لأهله، مع الإشارة إلى أن المواد، والتقنيات المُستخدمة في إنشاء زخارف التصميم توفّر أدلة على الرخاء الاقتصادي. على سبيل المثال، قد يُشير استخدام المعادن الثمينة أو تقنيات النسيج المعقدة إلى فترة من الثروة والبذخ، فمن خلال أنماط التصميم المُستخدمة في تاريخ أي بلد، يمكننا الحصول على فهم أعمق لتطوّره الثقافي، والاجتماعي، والسياسي.

فنّ الأرابيسك

يتمثّل بعض الأنماط السعودية الشائعة، في الأرابيسك، فنّ الزخرفة أو التزويق، الذي لا يعكس صورًا لأشكال بشريّة، أو حيوانية، نتيجة للمعتقدات الدينية، بل لنباتات وأزهار وأشكال هندسية (المثلثات، والمربعات، والدوائر، والأشكال السداسية، والثمانية)، بصور مُتداخلة، ومترابطة، ومُتكرّرة، ومعقدة.

تمثّل الرواشين في البيوت الحجازية التراثية، أفضل الأمثلة على الأرابيسك، علمًا أن الرواشين عبارة عن ألواح تكسو نوافذ المنزل، مُنفّذة بالخشب، باللون البنّي، وكلّ درجاته، أو الأخضر.

السدو

السدو، عبارة عن نسيج تقليدي، من وبر الجمل أو صوف الغنم أو شعر الماعز، مُستخدم في صنع بيوت الشعر، والمساند، والمفارش، والبشوت، والملابس، ومُعترف به من اليونسكو كتراث ثقافي غير مادي في كل من المملكة العربية السعودية، والكويت.

يُمثّل السدو طريقة تتبعها النساء في النسج، باستخدام النول التقليدي، مع نقوش عبارة عن أنماط هندسية معقدة مستوحاة من البيئة الصحراوية، بألوان، منها: اللون الأحمر والأبيض والأسود والأخضر.

القط العسيري

القط العسيري، ديكور تقليدي للجدران المنزلية الداخلية المصنوعة من الجبس، مُنفّذ بأيدي النساء، في منطقة عسير، يتضمّن رسم مُثلّثات ومُربّعات ونقاط وألماسات مُتتابعة، ومُعقّدة، ثمّ الصبغ بأصباغ خضراء اللون، وصفراء، وبرتقاليّة، وسوداء… كانت الأصباغ، في وقت سابق، مُستخرجة من الأشجار، والصخور، والصمغ النباتي، قبل أن تتطور.
في إطار الديكور المعاصر المفتون بالتراث، من المُلاحظ حضور القط العسيري من خلال إكسسوارات المنزل.

الزخارف على الأبواب والنوافذ والنحت على الجبس

أبواب نجد القديمة معروفة بزخارفها المُستوحاة من الطبيعة، هناك، لا سيما النباتات، والأشجار، والنخيل، والشمس، إضافة إلى الخطوط، والحلقات، والمُثلثات، والمُربعات المُتكرّرة… والمصبوغة بألوان السنط (أشجار معمرة ذات أزهار صفراء اللون) وبذوره، وكذلك الرمان.

تبدو النقوش أيضًا، على النوافذ، في منازل المنطقة، التي تشكل معظم مساحة المملكة العربية السعودية.
من جهة ثانية، حرفة النحت على الجبس تُميّز أهل الإحساء، مع نقوش متكررة، عبارة عن نواة التمر، والشجيرات، والطيور…

النقوش التراثية والديكور المعاصر

تقديم أعمال الحرفيين بأسلوب معاصر، نهج دارج أخيرًا، في إطار الديكور والتصميم. لذلك، يُمكن إعادة الاشتغال على النقوش، والأنماط، التراثية وتوظيفها في عناصر مختلفة، من بينها قطع الأثاث والإكسسوارات المستخدمة في التزيين، لا سيما السجاد، والنسيج. بذا، تُعبّر صاحبة المنزل عن فخر بالماضي، وتعلّق به، وتبرز اعتزازها بحرفة كان يُمارسها الأجداد.
في إطار اليوم الوطني السعودي 94، تقوم النقوش والأنماط بدور، لا سيما من خلال عناصر تزيين المنزل، من وسائد، وسجاد، ومباخر، وأواني الضيافة، ودلال القهوة، ووحدات الإضاءة…