ولي العهد السعودي يشدد لهجته تجاه إسرائيل
فرانس برس: “لم تعترف السعودية بإسرائيل قط، وكانت في طريقها إلى ذلك، ضمن اتفاق كان سيوفر للرياض ضمانات أمنية من الولايات المتحدة ومساعدة في تطوير برنامج نووي مدني”
(ولي العهد السعودي، بن سلمان/ Getty Images)
“يرى محللون في إعلان ولي العهد السعودي أن بلاده لن تطبّع علاقاتها مع إسرائيل قبل قيام دولة فلسطينية، إنما يهدف إلى الضغط من أجل وقف الحرب في قطاع غزة المستمرة منذ قرابة عام ومنع توسعها إلى حرب إقليمية أوسع”.
تغطية متواصلة على قناة موقع “عرب 48” في “تليغرام”
هذا ما يستهل به تقرير لوكالة “فرانس برس”، نُشر اليوم السبت، مشيرًا إلى أنه “في أيلول/سبتمبر الماضي، كانت السعودية وإسرائيل على ‘عتبة’ تطبيع علاقتهما برعاية أميركية.
لكن اندلاع الحرب الدامية في غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، يقول التقرير، “دفع السعودية إلى تعليق المفاوضات، فيما انتقدت العمليات العسكرية مرارًا وطالبت بوقف الحرب”.
“توسع الحرب يضرب خطط السعودية”
وينقل التقرير عن الخبيرة في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية في القاهرة، رابحة سيف علام، قولها إن “حرب غزة وسلوك الحكومة الإسرائيلية نسفا الترتيبات المعدة للتقارب السعودي الإسرائيلي”.
وتتابع: “قسوة الحرب الحالية وما تحمله من فظائع بحق الفلسطينيين قتلت فرص تصور التطبيع وتقبل الرأي العام في السعودية له”، كما وأن “الخوف من توسع الحرب يضرب خطط السعودية التنموية لتكون بلدًا جاذبًا للاستثمار في المنطقة”.
ولي العهد السعودي، أكد، الأربعاء، في كلمته لدى افتتاحه جلسات مجلس الشورى في الرياض أن بلاده لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل قبل “قيام دولة فلسطينية”، معربًا عن إدانة المملكة لـ”جرائم” الدولة العبرية.
المحللة في مجموعة “الأزمات الدولية”، آنا جايكوبس، رأت، بحسب ما ينقله التقرير، أن “محمد بن سلمان يقول هذا الآن لأن حرب إسرائيل على غزة مستمرة منذ عام تقريبًا ولا تظهر أي علامات على التوقف”، لافتة إلى أن “إسرائيل تجاوزت كل الخطوط الحمراء وتحاول بدء حرب متعددة الجبهات، ما سيؤدي إلى زعزعة استقرار الشرق الأوسط بشكل أكبر”.
وتنكب السعودية، صاحبة أكبر اقتصاد في العالم العربي، منذ 2016 على مشروع إصلاح اقتصادي واجتماعي يهدف إلى جعلها مركزًا عالميًا للسياحة والأعمال والرياضة.
وترى جايكوبس أنّ السعودية تريد “زيادة الضغوط” من أجل التوصل إلى هدنة الآن، وأن “الأمير محمد يسعى إلى محاولة زيادة الضغط على إسرائيل والولايات المتحدة لتحقيق وقف إطلاق النار في غزة ولكن أيضًا لمنع حرب إقليمية أوسع نطاقًا من شأنها أن تضع الولايات المتحدة وإسرائيل على جانب وإيران ومحور المقاومة على الجانب الآخر”.
وشددت، بحسب التقرير، على أنه “سيناريو مروع للرياض وجميع دول الخليج التي قد تقع في وسط النيران”.
“ولم تعترف السعودية بإسرائيل قط، وكانت في طريقها إلى ذلك، ضمن اتفاق كان سيوفر للرياض ضمانات أمنية من الولايات المتحدة ومساعدة في تطوير برنامج نووي مدني”، يلفت التقرير.
“كانت على شفا الاعتراف”
ويتابع: “قبل نحو عام، قال ولي العهد السعودي في مقابلة مع شبكة “فوكس نيوز” الإخبارية الأميركية “نقترب كل يوم أكثر فأكثر” من تطبيع العلاقات مع إسرائيل، لكنه في الوقت نفسه شدّد حينها على “أهمية القضية الفلسطينية” بالنسبة إلى المملكة.
وترى الخبيرة، رابحة سيف علام، أن السعودية “كانت على شفا الاعتراف بوجود إسرائيل والتعامل معها لكنها الآن تواجه تعنّتًا إسرائيليًا لا يقبل بتاتًا بوجود دولة فلسطينية”، وهو الأمر الذي لا طالما ربطت السعودية التطبيع مع الدولة العبرية به.
إلى ذلك، ينقل التقرير عن مستشار الحكومة السعودية، علي الشهابي، قوله إن تصريحات ولي العهد، الأربعاء، “تهدف إلى إزالة أي غموض حول الموقف السعودي”، كما وينقل عن المحلل السياسي السعودي، محمد بن صالح الحربي، إشارته إلى “استخدام ولي العهد لهجة شديدة في التعبير عن موقف بلاده”.
لكنّ جايكوبس قالت إن “السؤال الحقيقي هو ما إذا كانت هذه التصريحات الشرسة ستتبعها أفعال خصوصًا في علاقتها بالولايات المتحدة، أقوى حليف لإسرائيل وكيف يمكن أن تحشد العالمين العربي والإسلامي”، على حد تعبير تقرير الوكالة الفرنسية المشار إليه أعلاه.
المصدر: عرب 48