Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الشرق الأوسط

الضربات الإسرائيلية ضد حزب الله لم تؤد لانعطاف إستراتيجي

“خلافات بين المستويات والأجهزة الإسرائيلية وكذلك داخل هيئة الأركان العامة، حول مدى استغلال حالة الضعف التي وصل إليها حزب الله، وهل بالإمكان المخاطرة بحرب إقليمية من أجل زيادة استهداف قدرات حزب الله الهجومية”

أضرار لحقت بممتلكات جراء سقوط صاروخ أطلق من لبنان في كريات بيالك، اليوم (Getty Images)

حذر محللون عسكريون إسرائيليون اليوم، الأحد، من التصعيد الحاصل ضد حزب الله واتساعه إلى حرب شاملة، ومن أنه بالرغم من تفجير أجهزة “بيجر” وأجهزة اتصال أخرى واغتيال قياديين عسكريين في حزب الله، إلا أن حزب الله يُبقي “معضلة” التصعيد بأيدي إسرائيل فيما كلا الجانبين لا يريدان الوصول إلى حرب واسعة.

وأشار المحلل العسكري في صحيفة “يسرائيل هيوم”، يوآف ليمور، إلى أن “المحاولة الإسرائيلية بإخراج حزب الله عن توازنه بهدف تغيير الواقع في الشمال توجه ضربات شديدة لحزب الله في الأيام الأخيرة، لكنها لم تؤد حتى الآن إلى الانعطاف الإستراتيجي المرجو”.

وأضاف أنه “يبرز بوضوح أن إسرائيل توسع بشكل متعمد الرهان مقابل حزب الله، وتسعى إلى حشره في الزاوية من أجل التوصل إلى اتفاق يسمح بإبعاد عناصره عن الحدود وإعادة سكان الشمال إلى بيوتهم، وهذا خط متشدد ومختلف جوهريا عن الطريق المدروسة والحذرة التي اتبعتها إسرائيل حتى الآن، وينطوي على مزايا وعيوب”.

واعتبر أن مزايا هذا الخط المتشدد هي “بإعادة المبادرة إلى أيدي إسرائيل، وإلغاء سياسة المعادلات في الشمال المتمثلة بمناطق وأساليب عمل محددة ومحصورة، وسلب موارد هامة من أيدي حزب الله”، فيما عيوب الخط المتشدد تتمثل “بفقدان أوراق مساومة كان يفترض أن تستخدمها إسرائيل في الحرب (الشاملة)، وخاصة في إمكانية أن يُزج حزب الله في الزاوية ويفتح حربا شاملة ستكون أثمانها كبيرة في الجانب الإسرائيلي أيضا”.

ورأى ليمور أنه خلافا للاعتقاد السائد، بأن “عدم الرد الفوري من جانب حزب الله يشير إلى ضعفه”، فإنه “فيما تبحث إسرائيل عن نتائج فورية كي تغير الواقع في الشمال، مريح لحزب الله إبقاء الواقع الحالي على حاله – أي امتصاص الاستهداف الشديد للأفراد والموارد، الذي يفسره بأنه ضرر تكتيكي مؤلم لكنه يحتمل، شريطة أنه يحافظ على الإنجاز الإستراتيجي المتمثل بـ’احتلال’ الجليل، الذي هو أمر لا يحتمل بالنسبة لإسرائيل”، أي بقاء الشمال خاليا من سكانه.

وشدد على أنه “بذلك، وبالرغم من تواجده في حالة دفاع واضحة في الأيام الأخيرة على خلفية الضربات التي تعرض لها، إلا أن حزب الله لا يزال يتفوق حاليا، وإسرائيل مطالبة بأن تقرر كيف ستعمل لاحقا، وذلك فيما لا تزال الحرب دائرة في غزة وكذلك عمليات مكثفة في الضفة الغربية، وفيما تمارس على إسرائيل ضغوط شديدة، وخاصة من جانب الولايات المتحدة وفرنسا، كي تمتنع عن تصعيد في الشمال”.

وأشار إلى أن التهديد الأكثر فعالية من جانب إسرائيل هو شن اجتياح بري في لبنان، وهو ما ألمح إليه الجيش الإسرائيلي من خلال بيانات تحدثت عن جهوزيته لاجتياح كهذا، “لكن المعضلة هنا واضحة على خلفية أثمان الحرب، التي استعد لها حزب الله طوال سنين، والتخوف من الشتاء الذي يقترب، وبالطبع من الإمكانية الواقعية بأن تخرج عملية برية حزب الله عن توازنه وتقود إلى حرب شاملة، تنضم إليها إيران وميليشيات موالية لها في سورية والعراق واليمن”.

خلافات داخل القيادة الإسرائيلية

اعتبر المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس”، عاموس هرئيل، أن اغتيال القيادي في حزب الله، إبراهيم عقيل، وقيادة وحدة الرضوان، وجه لحزب الله ضربة شديدة ثالثة في غضون أيام معدودة، بعد تفجير أجهزة “بيجر” وأجهزة اتصالات.

وأضاف أن هذه الضربات الإسرائيلية تهدف إلى ممارسة ضغط على أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، بهدف الفصل بين القتال في الحلبة اللبنانية وبين استمرار الحرب على غزة، وأن تفرض على نصر الله سحب مقاتليه إلى شمال نهر الليطاني، “من خلال التهديد بالقضاء على قوته العسكرية إذا لم يوقف إطلاق النار، بينما يُزج نصر الله في الزاوية بشكل بإمكانه أن يؤدي إلى حرب شاملة”، وأشار إلى أن “الكثيرين في القيادة الإسرائيلية لا يعارضون بالضرورة سيناريو كهذا، بعد سنة محبطة ومن دون حسم في الشمال”.

وحسب هرئيل، فإن “اغتيال عقيل أبقى نصر الله وحيدا تقريبا في القيادة العسكرية القديمة في حزب الله”، وأن “أسلوب المعادلات الذي يمارسه نصر الله أفلس، ويرجح أن يرى بأنه ملزم بالرد بقوة ضد أهداف في وسط البلاد أو في منطقة حيفا، ورغم ذلك فإن حزب الله لم يتجاوز بعد خطا أحمر باستهداف مدنيين”.

وأشار إلى أن اغتيال عقيل كان بمبادرة الجيش الإسرائيلي، وأن التعليمات التي وجهها الكابينيت السياسي – الأمني للجيش، قبل عدة أيام، “لم تتحدث عن تصعيد آخر وإنما حول عمليات هجومية محدودة، بانتظار إدراك كيفية تأثيرها على نصر الله. وهذه المرة، الجيش الإسرائيلي هو الذي قاد الخط الهجومي”.

ولفت هرئيل إلى “وجود خلافات بين المستويات والأجهزة الإسرائيلية، حول مسألة إلى أي مدى بالإمكان استغلال حالة الضعف التي وصل إليها حزب الله، وهل بالإمكان المخاطرة بحرب إقليمية من أجل زيادة استهداف قدرات حزب الله الهجومية التي من شأنها تستهدف إسرائيل في المستقبل”.

وأضاف أن “الخلافات موجودة أيضا داخل هيئة الأركان العامة، حيث يطالب قائد سلاح الجو، تومير بار، وقائد القيادة الشمالية، أوري غوردين، بشن عمليات حازمة أكثر”، في موازاة “تقليص نتنياهو حرية عمل وزير الأمن، يوآف غالانت، عندما سرب ضده كأنه يضع مصاعب أمام عمليات هجومية في لبنان”.


المصدر: عرب 48

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *